الحكومة تعتزم إنشاء شركة لتكنولوجيا المعلومات

[باربيمراقب عام]

قال وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المهندس باسم الروسان ان لدى الاردن قصة نجاح في صناعة تكنولوجيا المعلومات ويسعى الى ان يكون له دور كبير في المنطقة في هذا المجال.

واضاف في لقاء مع وكالة الأنباء الاردنية ان الأردن غني بالثروة البشرية التي تملك القدرات الفنية العالية ولا بد ان تستغل هذه الثروة، مشيرا الى ان صناعة تكنولوجيا المعلومات هي صناعة مناسبة للأردن ذي الثروات الطبيعية المحدودة.

وبين ان الحكومة تعتزم إنشاء شركة لتكنولوجيا المعلومات بمشاركة القطاع الخاص لرفع سوية هذا القطاع الذي يعمل فيه ما يزيد على 470 شركة معظمها شركات صغيرة، لافتا الى ان عدد الشركات التي لديها امكانية الوصول الى العطاءات الكبيرة محدود جدا.

وقال ان المطروح ان تكون نسبة الحكومة في الشركة 51 بالمئة والقطاع الخاص 49 بالمئة، مشيرا الى ان لدى الحكومة الامكانات المالية والتسويقية والادارية من خلال الصناديق الاستثمارية ولدى الشركات الملاءة الفنية.

واشار الى انه بتأسيس هذه الشركة فإن الحكومة تعمل على مساعدة القطاع الخاص ليكون للشركات الاردنية حضور في المنطقة والعالم، ولتقوم هذه الشركة بإنشاء مكاتب لها في الاردن وخارجه خاصة في الدول العربية لتتقدم للدخول في العطاءات الكبرى في هذه الدول اضافة الى قيامها بتنفيذ برامج الحكومة الالكترونية في الاردن.

واضاف ان الحكومة وبالتعاون مع القطاع الخاص ستعمل على المشاركة في الفعاليات والمعارض الدولية من خلال ايجاد جناح اردني في هذه المحافل تنضوي تحته الشركات الاردنية الراغبة في المشاركة.

وفيما يتعلق بشبكة الألياف الضوئية التي تعتزم الحكومة إكمالها قال الروسان ان إكمال هذه الشبكة ضروري جدا خلال المرحلة المقبلة خاصة وان قطاع النطاق العريض اصبح له حاجة في جوانب متعددة خاصة في مجالات الاستثمار والتعليم والصحة ومختلف مناحي الحياة، مشيرا الى ان أي شعب يريد ان يتقدم لا بد له من ان يتحول الى الاقتصاد المعرفي الذي لن يكون الا باستخدام الحاسوب وانتشار الانترنت.

وقال ان العالم يعتبر وصول خدمات الانترنت بسرعات عالية ومواصفات جيدة من حق المواطن.. ونحن في الاردن مثلما بدأنا التعليم مبكرا يجب علينا ان لا نتأخر في استخدام الانترنت، وحتى نكون روادا في هذا المجال فلا بد من ان نكمل شبكة الألياف الضوئية التي كانت تهدف في البداية الى ربط المدارس والآن اصبحت الحاجة لها من القطاعين العام والخاص في العديد من المجالات.

واشار الروسان الى ان الرئيس الاميركي اوباما كان من اوائل قراراته صرف 7 مليارات دولار لتوصيل الأماكن البعيدة بشبكة النطاق العريض، مبينا ان استخدام البيانات يتضاعف في اميركا 3 مرات سنويا وان النسبة تتضاعف في العالم بمقدار 8ر1 بالمئة سنويا وهذا يعني الحاجة الكبيرة لهذه الشبكة سواء في الاردن او غيره.

وبين ان التكنولوجيا الوحيدة حاليا في العالم التي توصل سعات عالية جدا هي تكنولوجيا الالياف الضوئية التي تنقل البيانات من المركز الى المحافظات، مشيرا الى ان خدمات الواي ماكس والجيل الثالث مكملة لشبكة الألياف الضوئية.

وقال الروسان اننا نتفاوض مع القطاع الخاص الاردني لإكمال هذه الشبكة ونحن عازمون على اكمالها، مشيرا الى انه في حال عدم الاتفاق مع القطاع الخاص فإننا سنقوم بطرح عطاء مشاركة مع شركات عالمية لإكمال هذه الشبكة.

وبين ان اكمال شبكة الالياف الضوئية يعد من اهم الاولويات في الوزارة نظرا لنتائجها الايجابية والمتمثلة بزيادة نسبة انتشار الانترنت وانعكاس ذلك على قطاعات حيوية مهمة مثل التعليم في المدارس والجامعات وقطاعات الصحة سواء المستشفيات او المراكز الصحية والخدمات الحكومية المختلفة، مشيرا الى انه بتوفر خدمات الانترنت ذات السرعات العالية في الجامعات فإن بإمكان طلبة الجامعات مثلا الاستماع ومناقشة أي مدرس جامعي من أي مكان في العالم عدا عن توفير تكاليف طباعة الكتب وإتاحتها الكترونيا وبالتالي التخفيف عن الطالب من حملها والاستعاضة عنها بجهاز حاسوب صغير رخيص الثمن. واشار الروسان الى ان نائب رئيس الاتحاد الدولي للاتصالات سيزور الاردن قريبا للاطلاع على التجربة الاردنية الناجحة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ولبحث مساهمة الاتحاد الدولي في بعض المشاريع الحيوية في القطاع وخاصة ما يتعلق بموضوع التعليم.

وعن ارتفاع اسعار الانترنت بين الروسان، ان الاسعار الآن انخفضت بنسبة 70 بالمئة عن السنوات السابقة وانها ستنخفض بشكل ملحوظ بعد استكمال شبكة الالياف الضوئية وانتشار الانترنت، مشيرا الى ان اسعار الهاتف الخلوي انخفضت بشكل كبير جدا بعد زيادة انتشار هذه الخدمات.

وعن موضوع امن المعلومات في ظل زيادة استخدام التكنولوجيا في نقل البيانات قال إنه تم اجراء اجتماعات ثنائية مع وزراء الاتصالات العرب على هامش قمة المعلومات التي عقدت في الدوحة مؤخرا ومعرض برشلونة وتم الاتفاق على تناول هذا الموضوع في أول اجتماعات وزراء الاتصالات العرب اضافة الى عرض مشروع شبكة الانترنت العربية ليكون للشبكة العربية استقلاليتها وليتم تلاشي المشاكل التي قد تواجه الشبكة العالمية ليكون الاتصال بين الدول العربية متاحا في حال وجود مشاكل فنية على الشبكة العالمية مثلا.

وبين ان الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني حريص على التعاون العربي المشترك ونعمل في هذا المجال على ربط شبكات الاتصالات في الدول العربية مع بعضها لما له من أثر ايجابي في تحسين الحياة الاقتصادية وزيادة العلاقات الاخوية والتجارة البينية، مشيرا الى ان شبكة الجامعات الاردنية سيتم ربطها مع جامعات البحرين والمغرب لإتاحة المجال امام الجامعات للاستفادة من خبراتها وتجاربها.

وفيما يتعلق بالسياسة العامة للقطاع قال الروسان انه تم الانتهاء منها ونشرها على موقع الوزارة ونتلقى ملاحظات المهتمين عليها وسنقوم بتعديلها وفق ملاحظات المهتمين من شركات وافراد، متوقعا رفعها لمجلس الوزراء خلال شهر لإقرارها وفق التوجه المناسب.

وفيما يتعلق بقانون الاتصالات الجديد بين الوزير انه يتضمن دمج هيئة الإعلام المرئي والمسموع مع هيئة تنظيم قطاع الاتصالات وضم مركز تكنولوجيا المعلومات الى الوزارة ليكون ذراعا تنفيذيا لبرامج الحكومة الالكترونية وشبكة الألياف الضوئية فيما يبقى دور الوزارة وضع السياسات العامة للقطاع مشيرا الى ان سياسة الحكومة في دمج المؤسسات المتشابهة.

وفيما يتعلق بالبطاقة الذكية واين وصلت اكد الروسان على اهمية اصدارها لما لها من دور ايجابي في العملية الانتخابية وفي بعض الخدمات الاخرى التي تهم المواطن الاردني وخاصة سياسات الدعم الحكومي مشيرا الى ان الوزارة جاهزة لطرح العطاء في حال توفر التمويل اللازم .

وفيما يتعلق بانشأ اكاديمية لتأهيل خريجي تكنولوجيا المعلومات بين الروسان انه تم الاتفاق مع الجامعات لانشاء هيئة أكاديمية لتدريب الطلبة على تكنولوجيا المعلومات بهدف مواكبة التطورات والابتكارات العلمية والتكنولوجية بالعالم وتجهيز خريجي تكنولوجيا المعلومات للانخراط في سوق العمل من خلال اعطائهم الدورات والتدريب اللازمين فيما يستجد في هذا القطاع الهام والمتطور باستمرار مشيرا الى ان الوزارة تعمل على استقطاب شركات عالمية في تكنولوجيا المعلومات لإنشاء مراكز للتدريب في المناطق البعيدة عن العاصمة عمان .