فكرة من المؤمن الحزين والفاسق السعيد
الإثنين أبريل 09, 2012 12:52 am
مشروع اليوم غاية فى الاهمية لكل شخص تابع معى وتحلى بمزيدا من الصبر..
دخل سيدنا عمر (رضي الله عنه) على الرسول (صلى الله عليه وسلم) وهو مضطجعوقد أثر الحصير في جنبه , ويقلب عمر بن الخطاب بصره في البيت فلا يجد إلا ثلاثة جلود فيقول : يا رسول الله .. ادعُ الله فليوسع على أمتك .. فإن فارس والروم وسع عليهم وأعطوا الدنيا وهم لا يعبدون الله ..
فقال الرسول صلى الله عليه و سلم أَوَ في شك أنت يا ابن الخطاب ؟ أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا ) .
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : يا رسول الله استغفر لي ..
أخي المؤمن .. إنك لو تبصرت في حال كثير من أهل الفسق والفجور قد تجد أنهم يتقلبون بين نعمٍ كثيرة ومُتعٌ وفيرة يرتعون على بساط النعماء الأخضر ويجوبون الأرض بطولها فرحاً ومرحاً كما لو أنهم ملكوا الدنيا وما فيها ..بينما لو أمعنتَ النظر في حال بعض الصالحين والأتقياء الزّهاد لرأيتَ أنّهم في نقمٍ وسقم إذ أعيتهم الغموم فلا تفتأ تطل برأسها على صدورهم بين الحين والآخر .
وكأني بنفسي أراك مُسائلاً سرّك عن السرّ وراء ذلك الحال الهانئ والتقلّب البهيج فتبدأ بإطلاق الأعنة للأفكار وإسبال إزار الوساوس الشيطانية فتتبعثر على قلبك وتستلذ العبث فيه حتى إذا كان بمقدورنا الإطلاع على ما يجول في خلدك وتسنّى لنا قليلاً أن نتبحّر في خلجان قلبك
لوجدنا فيه اعتراضًا شديداً على أمر الله وسأمًا مُستميتًا من حكمه وقضاءه و قد يصل الأمر إلى التشكيك بعدالته تعالى الله عمّا يظنون
لكن لو أنّنا نظرنا في محكم آياته ومصداق أحاديث نبيه الذي لم ينطق عن هوى وتدبّرنا في كل معنى وتفكّرنا بكل مغزى
لما أفسحنا المجال للشيطان على هيّنة فنال من عقولنا وقلوبنا شر نيلة ..
يقول الله عزّ و جل :
( لايغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد ، متاع قليل ثم مأواهم جهنم و بئس المهاد *
لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلاً من عند الله وما عند الله خير للأبرار )
فهذه الآية حلت الإشكالية وكشفت عن السر الدفين وراء تقلب الكفار الأبغياء بالنعم والصالحون الأتقياء بالنقم ,فالدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر , منزل الأحزان ومستودع الهموم وموطن الغموم , فيها ما يقض المضطجع وما يوغر الصدور ..تنزل فيها الخطوب الأجاجة المرّة فتكبّل القلوب وتزج بها في معاقل الأحزان فحقيقٌ بالمؤمن أن يحسن الظن بربه ويدفع بالهواجس والأفكار التي من شأنها أن تنعكس سلبًا على نفسه فتستوطنها وتطعن بخنجر الشياطين كل ثقةٍ وإيمانٍ بالله عز وجل .. تؤمن بأنّ كل نعيمٍ يحل بك فإنّه منٌّ وتفضّلٌ من الله تعالى وأن أي مصيبة تنزل بك ( وهي لك وإن بدت وكأنها عليك ) فـبعدلٍ من الله عزّ وجل وحكمة وعلم ..
ولهذا فإنني أخاطبك كـمسلمٌ موحّدٌ تنتسب إلى أشرف العقائد وأنقى التوجّهات , مؤمنٌ بقضاء الله وقدره .
فسبحانه ذو العزّة و الجبروت ليست تخفى عليه خافية أو تغيب عن انتباهته صغيرةٌ ودقيقة ..
جديرٌ بنا أن ندرك أيّما إدراك أن ما نلتمسه من نعيمٍ في حق أهل الكفر ما هو إلا باستدراجٍ لهم كى يتمادوا بفسقهم وطغيانهم فيأتيهم الموت بغتة وهم في غيهم سادرون .
لهذا على المؤمن الكيس أن يٌقابل البلايا بالصبر وأن لا يكون في صدره حرجٌ وضيق مما قضى الرحمن
فقضاءه كله خير وقدره جلّه عدل منطوٍ على حكمةٍ وتدبير يريد ليمتحن بالبلايا صبر المؤمن وقوّة ثقته وتعلق قلبه به
أفلا يكون لنا دأبٌ كدأب المؤمن الذي قال فيه نبينا صلى الله عليه وسلم :
( عجبت من أمر المؤمن , إن أمر المؤمن كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ,إن أصابته سراء شكر كان ذلك له خيرًا وإن أصابته ضراء فصبر كان ذلك له خيرًا ) , رواه مسلم
- نورنائبة المدير العام
- عدد المساهمات : 3481
نقاط : 5342
التقيم : 2
تاريخ التسجيل : 26/10/2011
المزاج : انا انثى قلبي كنزي احفظ فيه اسراري اجمع فيه نبضات حبي وفي خواطري امنياتي .. انا لا أصرخ على جروحي بل ادفنها عميقا بأعماق روحي
رد: فكرة من المؤمن الحزين والفاسق السعيد
الإثنين أبريل 09, 2012 1:55 am
لهذا على المؤمن الكيس أن يٌقابل البلايا بالصبر وأن لا يكون في صدره حرجٌ وضيق مما قضى الرحمن
فقضاءه كله خير وقدره جلّه عدل منطوٍ على حكمةٍ وتدبير يريد ليمتحن بالبلايا صبر المؤمن وقوّة ثقته وتعلق قلبه به
أفلا يكون لنا دأبٌ كدأب المؤمن الذي قال فيه نبينا صلى الله عليه وسلم :
( عجبت من أمر المؤمن , إن أمر المؤمن كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ,إن أصابته سراء شكر كان ذلك له خيرًا وإن أصابته ضراء فصبر كان ذلك له خيرًا ) , رواه مسلم
فقضاءه كله خير وقدره جلّه عدل منطوٍ على حكمةٍ وتدبير يريد ليمتحن بالبلايا صبر المؤمن وقوّة ثقته وتعلق قلبه به
أفلا يكون لنا دأبٌ كدأب المؤمن الذي قال فيه نبينا صلى الله عليه وسلم :
( عجبت من أمر المؤمن , إن أمر المؤمن كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ,إن أصابته سراء شكر كان ذلك له خيرًا وإن أصابته ضراء فصبر كان ذلك له خيرًا ) , رواه مسلم
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى