سوريا: هدوء في المناطق المتوترة عقب سريان وقف إطلاق النار

[angelالمدير العام]

قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في أول تعليق رسمي تركي على دخول اتفاق اطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ ، إن بلاده تتابع وعن كثب وقف اطلاق النار.
وأضاف داود أوغلو "إذا ما تم الالتزام بخطة كوفي أنان فيمكن أن تبدأ مرحلة جديدة، لكن من المبكر الان تقييم هذا الالتزام ، وسنستمر في مراقبة الوضع".

وحول انسحاب الجيش السوري النظامي قال داود أوغلو : إن الانسحاب يجب أن يكون شاملا وتاما أي أن يكون انسحابا تاما من المدن إلى الثكنات ، وليس إلى أطراف المدن.

وتطرق داود أوغلو الى اطلاق النار على الأراضي التركية من قبل الجنود السوريين ، وقال إن الحدود التركية هي حدود لحلف الشمال الأطلسي الناتو كون تركيا عضوا في هذا الحلف ، ومن مهام الناتو حماية حدود أعضائها، وسيطرح موضوع انتهاك الحدود التركية في اجتماع وزراء خارجية الحلف الأسبوع المقبل ، وليس معنى ذلك تدخل الناتو في الشؤون السورية ، ولكنه سيكون تقييما لأوضاع حدود أحد أعضاء الحلف ، ومن المهم أيضا أن تحاط الأمم المتحدة علما بما حدث على حدودنا أيضا ، "ولذا أرى أنه من الطبيعي أن نتخذ التدابير اللازمة لحماية أمن حدودنا" .
الوضع الميداني

وكان ناشطون سوريون معارضون قد قالوا إن المناطق المتوترة في البلاد شهدت هدوءا، وذلك عقب دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ فجر الخميس.

وحتى الساعة الحادية عشرة صباحاً بتوقيت دمشق، ومضي خمس ساعات على بدء سريان مفعول وقف إطلاق النار بين القوات الحكومية والمنشقين عن الجيش والمجموعات المسلحة، لم تسجل خروقات أساسية، خصوصا في المناطق التي شهدت اشتباكات واسعة قبيل ساعات من بدء سريان وقف إطلاق النار، مثل حماة وحمص ودرعا وحلب وريف دمشق، حسب ما افاد به مراسلنا عساف عبود.

ولم يسجل أي انسحاب للقوى الأمنية والعسكرية من المناطق المذكورة. كما لم يشر بيان وزارة الدفاع إلى أي انسحابات عسكرية من هذه المناطق، وإنما اكتفى بالإشارة إلى وقف مهام هذه القوات، مع تأكيده تأهبها للرد على أي اعتداء عليها.

ويسود الهدوء الحذر ، عدا ما ذكرته المعارضة عن سماع إطلاق نار في منطقة الزبداني في ريف دمشق وتشديد الإجراءات الأمنية على حواجز في منطقة دوما في ريف دمشق.

وما زال الشك والريبة بين الأطراف يسيطران على العلاقة بينها، ولكن كل المؤشرات تدل على وجود ضغط كبير على هذه الأطراف للالتزام بوقف النار رغم التأثير السلبي لهذه الشكوك على الأجواء الأمنية والسياسية بشكل عام، حسب مراسلنا.

وأفاد ناصر سنكي مراسلنا في اسطنبول أن الهدوء لا يزال يعم الحدود التركية السورية سواء في منطقة كليس او البلدات والقرى الحدودية في هاتاي، لكن بعض السوريين على الحدود يقولون إن الجيش النظامي في خربة الجوز في ادلب، ومعبر باب السلام في ريف حلب، يعملون الان على اخفاء دباباتهم في الغابات أو يحفرون خنادق ويخبئونها فيها.

ولم ينسحب الجنود النظاميون من موقع انتشارهم، ورشاشاتهم منصوبة في أماكنها ، وكذلك لم ينسحب جنود الجيش الحر، حيث لا يزالون موجودين في الشريط الحدودي ، ويمكن رؤيتهم ورؤية جنود الجيش النظامي بالأعين المجردة، كما يقول اللاجئون السوريون في مخيم كليس.

وتعد هذه الهدنة أول توقف مؤقت للعمليات العسكرية عقب أسابيع من تكثيف العمليات على معاقل المعارضة السورية.

وبدأ سريان وقف إطلاق النار رسميا في وقت مبكر من صباح الخميس وسط شكوك بشان التزام الاطراف المتقاتلة به، طبقا لخطة المبعوث الدولي الخاص الى سوريا كوفي عنان.

وأكد رامي عبد الرحمن رئيس المركز السوري لحقوق الإنسان أن الهدوء ساد في محافظات حماة وحمص وسط البلاد، ومحافظتي أدلب وحلب في الشمال، والعاصمة دمشق وضواحيها، ومدينة درعا في الجنوب، ودير الزور شرقي البلاد.

وأضاف "لا يحدث شىء في هذه المناطق المتوترة حتى الآن".

واعلنت وزارة الدفاع السورية في وقت سابق أنها ستوقف كلَ العمليات العسكرية، لكنها قالت إنها سترد على أي اعتداء ممن وصفتها بالجماعات الإرهابية المسلحة.

وفي المقابل، قالت مصادر في الجيش السوري الحر المنشق إن الجيش سيلتزم بوقف إطلاق النار، إذا ما إلتزمت به القوات الحكومية، وقامت بسحب قواتها وأسلحتها الثقيلة من المدن والبلدات.

ويمتزج ترقب المجتمع الدولي بشكوك قوى دولية من التزام الحكومة السورية بالاتفاق الذي اقترحه المبعوث الدولي كوفي عنان.

شكوك وقلق

من جانبها اعتبرت واشنطن أن تعهد سوريا بوقف الأعمال بحلول فجر الخميس "ليس ذا صدقية تُذكر" وإن التحذيرات التي وضعتها حكومة الرئيس بشار الاسد في شأن وقف اطلاق النار تثير القلق.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة سوزان رايس إن الالتزام الذي قدمته سوريا في رسالة إلى كوفي عنان لا يمكن تفسيره على انه التزام بخطة عنان للسلام المكونة من ست نقاط.

وأضافت رايس "يبقى العبء بالكامل على النظام السوري وليس المعارضة في المقام الاول للوفاء بالتزاماته بالكامل وبوضوح وفقا لخطة عنان."

وتابعت ان التحذيرات "التي وردت في الرسالة تثير القلق وتلقي بشكوك مرة أخرى على صدقية أي التزامات مماثلة، لكن لا شيء يلقي بشكوك في صدقية الالتزامات أكثر من حقيقة انه تم من قبل تقديم التزامات مرارا قبل الحنث بها المرة تلو الأخرى".

أما رئيس الوزراء البريطاني فقد قال إن " الحكومة السورية بدلا من الوفاء بالتزاماتها استغلت بشكل ساخر المفاوضات الدبلوماسية لاتخاذ اجراءات صارمة ضد الشعب السوري".

وكان عنان قال إنه علم من الحكومة السورية أنها "ستوقف العمليات العسكرية في أرجاء الأراضي السورية اعتبارا من السادسة صباحا من يوم الخميس بتوقيت دمشق".

وقال المتحدث باسم عنان، أحمد فوزي، إن الرسالة التي تلقاها عنان من وزير خارجية سوريا، وليد المعلم، تقول إن الحكومة تحتفظ "بحق الرد على الهجمات التي تنفذها المجموعات الإرهابية ضد المدنيين والقوات الحكومية والجمهور والممتلكات العامة والخاصة بشكل متناسب".

وأضاف فوزي أن عنان سيواصل العمل مع الحكومة السورية في شأن تطبيق خطة النقاط الست لإنهاء النزاع الذي استمر منذ أكثر من سنة وخلف أكثر من 9 آلاف قتيل، حسب الأمم المتحدة.

[angelالمدير العام]

سوريا: هدوء في المناطق المتوترة عقب سريان وقف إطلاق النار