حركة الشباب تعدم مواطنين صوماليين بإجراءات غير قانونية

[angelالمدير العام]

اتهم علماء الدين والخبراء القانونيون حركة الشباب بارتكاب جرائم بحق الشعب الصومالي وبتنفيذ إعدامات "بذريعة تطبيق الشريعة الإسلامية".

ودانت المنظمات الحقوقية والمدافعون عن حقوق الإنسان المحاكم التي أقامتها الحركة في المناطق الخاضعة لسيطرتها والتي تصدر أحكاماً بدون محاكمة عادلة وبشكل ينتهك القوانين الصومالية والدولية على حد سواء.

وكانت هذه المحاكم قد أصدرت أحكاماً بالإعدام والرجم والجلد وبقطع الأيدي والأرجل. وغالباً ما تهدد هذه الحركة المتحالفة مع القاعدة المواطنين بالإعدام إذا ما تعاونوا مع الحكومة الصومالية حتى ولو كان ذلك في إطار الروابط الأسرية.

وقد أعدمت حركة الشباب خلال السنوات الثلاث الماضية العشرات من الرجال والنساء في مناطق مختلفة من البلاد بتهمة مساعدة الحكومة الإتحادية الانتقالية الصومالية وقوات الاتحاد الأفريقي أو بتهمة التجسس لصالح حكومات الدول المجاورة.

وفي منتصف شهر آذار/مارس، قام مقاتلو الشباب بإعدام شاب في أوائل العشرينات من عمره في منطقة غالغالاتو بشمال مقديشو بتهمة التجسس لصالح قوات الحكومة الصومالية.
أفعال الشباب مخالفة للشريعة الإسلامية

قال الشيخ عبدالقادر سومو، المتحدث باسم المجلس الأعلى لعلماء أهل السنة والجماعة "إن تطبيق العقوبات هو من اختصاص الدولة الشرعية وليس من حق أي جماعة مهما كانت أن تنفذ عقوبة الإعدام أو أحكام الحدود الأخرى".

وذكر الشيخ سومو أن حركة الشباب ترتكب جرائم وأعمال قتل ضد المدنيين الأبرياء بتهمة أنهم جواسيس. وأشار إلى وجود خلاف بين علماء الفقه حول الحكم الواجب اعتماده للمتهمين بالتجسس، مؤكدا أن قتلهم غير منصوص عليه في الشريعة الإسلامية.

وأضاف الشيخ سومو في حديث لموقع صباحي "لقد ارتكبت هذه الجماعة أكثر من جريمة، وإذا تأملنا في الطريقة التي تقتل بها الناس فإن أفعالها لا تتمتع بالغطاء القانوني وهي أيضا مخالفة للشريعة الإسلامية. فحركة الشباب تسعى من وراء هذه الأحكام إلى إرهاب المواطنين الصوماليين".

وكان الصوماليون قد أصيبوا بالصدمة جراء تفسير الحركة المتشدد والصارم للشريعة الإسلامية، بعدما أقدمت الحركة على قطع رؤوس عدة أشخاص بتهمة التجسس أو أنهم مسيحيون أو مرتدون عن الإسلام. وبعد إعدام الضحايا، يقوم المسلحون بدفنهم في أماكن خاصة يطلقون عليها اسم "مقبرة الكفار"، حسبما ذكره سكان المناطق التي كانت تحت سيطرة الشباب.

وقال عمر إسحاق، 43 عاماً، وهو أحد سكان مدينة بيدوا التي سيطرت عليها القوات المتحالفة مؤخراً، "مارست حركة الشباب خلال سنوات سيطرتها الثلاث على المدينة سلسلة عمليات مرعبة أرهبت العديد من سكان المدينة". واضاف "شهدت مدينة بيدوا أكبر عملية إعدام في حزيران/يونيو 2009، حين قام عناصر حركة الشباب بقطع رؤوس سبعة أشخاص من سكانها دفعة واحدة بتهمة أنهم مسيحيون وجواسيس".

من جهته، ذكر محمد حسن، 36 عاماً، وهو من سكان مدينة بلدوين بوسط الصومال التي استعادت السيطرة عليها القوات المتحالفة مطلع هذا العام، أن حركة الشباب ارتكبت العديد من الجرائم بحق سكان المدينة وقد وصل ترويعها للمواطنين حد إعدام كل من تعتقد بأنه ينتقد سياستها أو يتعاون مع الحكومة الانتقالية.

وقال حسن لصباحي " في أول عملية إعدام من نوعها تحدث في المدينة، قام مسلحو الشباب في تشرين الأول/أكتوبر 2010 بإعدام فتاتين مراهقتين في مدينة بلدوين بتهمة التجسس لصالح القوات الموالية للحكومة".

وأضاف حسن أنه في كانون الثاني/يناير الماضي، تم العثور في بلدوين على مقبرة جماعية دفنت فيها الحركة أكثر من 20 جثة. وقال "إن الجثث التي عثر عليها في تلك المقبرة الجماعية تعود لمدنيين قتلوا على أيدي حركة الشباب دون تقديمهم للمحاكمة".

وقد اتهم الشيخ سومو الشباب بارتكاب جرائم بحق الشعب الصومالي بحجة تطبيق الشريعة الإسلامية.

وقال الشيخ "إن حركة الشباب قد ارتكبت جرائم باسم الإسلام، ومن المؤسف أن يتم استخدام الدين الإسلامي لقتل المسلمين الأبرياء".

وأضاف سومو "هذه الجماعة لا تملك أي صلاحية شرعية لتطبيق هذه الأحكام، وليس لها الحق في إصدار أحكام قضائية لأن ذلك من اختصاص السلطات الرسمية".
الشباب تقيم محاكمات صورية

ذكر بشير أحمد وهو أستاذ قانون ومسؤول في جمعية محلية لمراقبة العدل، أن أحكام الإعدام التي تنفذها حركة الشباب صدرت خلال محاكمات صورية تنتهك المعايير القانونية الدولية وحقوق الإنسان.

وقال أحمد في تصريح لصباحي "إن الإعدامات التي تنفذها حركة الشباب تصدر خلال محاكمات صورية، وغالباً لا تكون المحاكمات عادلة كما أنه لا يسمح للمدانين بحق الاستئناف أو الطعن بالأحكام القضائية للدفاع عن أنفسهم".

وأضاف أن عدم السماح للمدنيين بحق الاستئناف في الحكم الصادر بحقهم للدفاع عن أنفسهم هو عمل يوضح مدى استخفاف الحركة بحياة الإنسان.

وقال حسن عبدالله الذي يعمل لصالح منظمة محلية للدفاع عن حقوق الإنسان إن الشباب تتعمد دعوة السكان لمشاهدة عمليات الإعدام، مما يترك اثارا نفسية سلبية عليهم ويهدف إلى زرع الخوف في قلوب الناس أكثر من تحقيق العدالة.

وأوضح "تقوم حركة الشباب بعرض أطراف المحكومين المقطوعة في ميادين عامة وتعلقها على أعمدة الكهرباء ليراها الناس العاديون، كما أن الإعدامات وعمليات الرجم تتم في ساحات عامة أيضا وبوجود الآلاف من السكان الذين تتم دعوتهم لحضور تنفيذ العقوبات".

وتابع قائلاً، أن المسلحين من حركة الشباب يجبرون السكان على مشاهدة عمليات الإعدام والرجم والجلد ويستخدم هؤلاء مكبرات الصوت لدعوة الناس للحضور.

وأضاف عبدالله "يقوم مسلحو حركة الشباب بذبح المدنيين وإلقاء جثثهم في الشوارع أو الأسواق وفي بعض الأحيان يتم إلقاء الرؤوس المقطوعة في شارع وبقية الجسم في منطقة أخرى غير بعيدة عن مكان إلقاء الرؤوس، وذلك بهدف إرهاب الناس وإثارة الرعب والفزع في نفوس المواطنين

[angelالمدير العام]

حركة الشباب تعدم مواطنين صوماليين بإجراءات غير قانونية