- باربيمراقب عام
- عدد المساهمات : 11902
نقاط : 28065
التقيم : 14
تاريخ التسجيل : 30/10/2011
المزاج : رائق
صور الحـمـيـر تــُـنـشـئ دولة ..
الأربعاء أبريل 18, 2012 10:28 pm
]size=24][b]
قامتِ الضّجةُ في سوقِ الحميرْ
وتعالتْ صرخاتٌ منكراتٌ في الأثيرْ
من نهيقٍ وشهيقٍ وزفيرْ
هرع الناسُ فإنّ الأمرَ شرٌ مستطيرْ
كانَ ربُّ الخانِ في حالةِ ذُعرٍ واضطرابْ
فالحمارُ الأشهبُ اللونِ يقودُ الانقلابْ
وهو رفّاس شديدُ البأسِ
تخشاهُ الذئابْ
وصديقٌ للمواشي، وفصيحُ في الخطابْ
قال بعضُ الحاضرينْ:
تكمُن القِصَّةُ في نقصِ الشعيرْ
قال بعضُ العابرينْ:
إنها عطشى، وذي ساعةُ حرٍّ وهجيرْ
فهي بالماءِ وبالعُشبِ،سريعاً ،تستكِيِنْ
قال بعضُ الحكماءِ العارفينْ:
هذه الثورةُ لم تُعرفْ على مرِّ السنينْ
ما رواها أيُّ سفرٍ للرواةِ الأولينْ
صاحبُ الخانِ انْبرى للقائلينْ:
اسألوا كل الحميرْ
فلديها العشبُ والتبنُ الوفيرْ
ولديها الماءُ رقراقٌ وعذبٌ ونميرْ
حافرُ الأرجلِ في السّاحةِ رجَّ الأمكنةْ
بعضُهم جاءَ عَجُولاً، وهو يهذي ما الحكايةْ؟
ردَّ شخصٌ من جُموعِ الذاهلينْ
صورةٌ مُستهْجَنَةْ
لحميرِ الأرض شعبٌ وجيوشْ
وهتافاتٌ وتلفازٌ ورايةْ
وشعاراتٌ و دستورٌ جديدٌ وإذاعةْ
وتقودُ الركبَ أرتْالُ الجحوشْ
بنشيدٍ وطنيّ
وأداءٍ عسكري
ثمّ تنسيقٌ خفيٌّ ،خلفَهُ رُوْحُ الجماعةْ
وعلا صوتُ حمارٍ أشهبِ اللونِ سمينْ
عينُه شعَّتْ ذكاءً وفِراسةْ
قال في صوتٍ جهيرْ،
ولسانٍ عربيٍّ ليسَ فيه طَنْطَنةْ :
إنّنا شعبُ الحميرْ
مُنْذُ مليونِ سَنةْ
وسحيقِ الأزمنةْ
في خُنوعٍ نحنُ مَربُوطونَ في سوقِ النِّخاسةْ
لم يكنْ في هذهِ الأرضِ لنا يوماً نصيرْ
أزِفتْ لحظةُ تقرير المصيرْ
لم نجْد أسهلَ من ارضِ العَرَبْ
بقعةً نبني عليها ، في حدودٍ آمِنةْ
دولةً أو سَلْطَنَةْ
وتوالتْ كلماتٌ وخُطَبْ
وعريفُ الحفلِ جحشٌ نظَّمَ الحفلةَ من غيرِ صَخبْ
قال آخرْ, من جماهيرِ الحميرِ الواقفاتْ:
ليستْ القِصّةُ في نقصِ شَعيرٍ أو مياهٍ أو حشيشْ
إنّنا نأكُلها من بعدِ جُوعٍ وتَعَبْ
كَّي نعيشْ
غُيرنا من بعضِ أبناءِ العَرَبْ
مترفٌ يمضغُ في فَكّيهِ أنواعَ الحشيشْ
كي يطيشْ
نحن مثلَ الآدميينَ لنا أمٌّ وأبْ
قال آخرْ:
ظهرُنا احدودبَ من حملِ ثقيلاتِ القِرَبْ
أثْقَلتْ كاهِلَنا في السير أحمالُ الحَطبْ
أرّقتْ مضجَعَنا في الليلِ آلامُ الرُّكَبْ
دَمُنا ينزفُ فوقَ الظّهرِ من لسعِ العِصيّ
لم يزْرنا في مآسينا طبيبٌ بيطريْ
قال آخرْ:
بينَ حُمْرِ الوحشِ في الغابِ ائتلافٌ وتعاونْ
إنها لم تعرفِ الترويضَ والطاعةَ يوماً أو تهادنْ
ولها حريةُ العيشِ، فلا خانٌ لديها أو زرائبْ
تُتُقنَ الركلَ، إذا ما هُوجِمتْ من أي غاصبْ
ليتَنا نحظى بما تحظى به من فُسحة الحقلِ الأرانبْ
ينعمُ الكتكوتُ في العيشِ بأقفاصِ الدّجاجْ
ولهُ الأعلافُ والماءُ وأنواعُ العلاجْ
وله حرّيةُ الركضِ إذا ما (القُنُّ) ماجْ
ومواشي الحقلِ تحيا في جماعاتٍ بيسرٍ وابتِهاجْ
من خيولٍ وعجولٍ وشياهٍ ونِعاجْ
فلماذا نحنُ ممنوعونَ من حُرّيةِ القولِ
وحقِّ الاحتجاجْ؟
قال بعضُ الواقفينْ، من شيوخٍ ونساءٍ واجماتْ:
إنكم شعبٌ شريدْ وصغيرْ
وتعيشونَ فُرادى في الشّتاتْ
مستحيلٌ أن تلّموا الشمل، ذا شيءٌ عجيبْ
وخطيرْ
قال جحشٌ في اعتدادٍ وأدب:
شعبُ إسرائيلَ لمَّ الشملَ من بعدِ شتاتٍ وافتراقْ
ولها في أرضكمْ دولةُ عزٍّ وثباتْ
تخلعُ الأشجارَ، أو تهدمُ بيتَ الساكنين
فوقَ رأسِ الأبرياءِ الآمنينْ باحتقارٍ وافتئاتْ
لم نكُنْ يوماً غزاةً حاقدينْ
لا ولنْ نُسهِمَ في نكسةِ قومٍ آخرين
وازديادِ اللاجئين
أو عذابِ النازحين
قال آخرْ، من حميرِ شاخصاتْ
ولماذا الخوفُ يا سادةُ، ما وجهُ العَجب؟
يا تُرى الزلزالُ في شهرِ حزيرانَ طبيعيٌّ لديكم أمْ غريبْ؟
انظُروا ما تمّ في بغدادَ في الأمسِ القريبْ
من دمارٍ وخرابٍ واحتراقْ
واعتقالٍ واغتيالٍ واجتياحٍ للعِراقْ
ودم فيه يُراقْ
ما يعاني الناسُ من لحظةِ قهرٍ واختناقْ
نحنُ لن نلجأَ للعُنفِ ولن نرضى بهذا الانزلاقْ
لا ولم نزحفْ عليكم مثلَ أفواجِ التّتارْ
ما سَرقنا تُحفَ التاريخِ يوماً، أو حرقنا مكْتباتْ
ما اجتثثنا من نخيلِ الأرضِ شيئاً، أو هَدمنا من قبابٍ خالداتْ
نحنُ لم نقفزْ عليكم، مثلما يقفزُ من خلفِ البِحارْ
أجنبيٌّ أشقرُ الوجهِ، كريهٌ، باحتلالٍ وحِصارْ
بصواريخَ ودبّاباتِ هدمٍ، ودمارْ
نحنُ لسنا مثلَ جيشِ الأمريكانْ
نُتْقِنُ التشريدَ والموتَ، وبثِّ الرعبِ في كلِّ مكانْ
نحنُ سلْمِيونَ بالطبعِ، وصمّامُ الأمانْ
بعضُ خلقِ الله، في الأرض ، ومن هذي الدّيارْ
أُعطي القولُ أخيراً، لحمارٍ كان مبتورَ الذنبْ
وهزيلاً، أعرجُ الخطوةِ، ذا جرحٍ طريْ
قال: ما نطلُبه منكم يسيرٌ هامشيّ
نظراً للوضعِ في هذي الظروفِ الراهنةْ
نحن نرضى أولَ الأمرِ بها مُستْوطَنَةْ
بقرارٍ علنيّْ
واعترافٍ دُولي أبديْ
أي أرضٍ من خليجِ النفطِ شرقاً
وإلى ماءِ المحيطِ الأطلسيّْ
هيبَةُ الموكبِ والموقف شلَّ الألسنةْ
طأطأ الناسُ جميعاً رأسهم في مَسْكَنَةْ
فعلى التّلِ جماهيرُ وحوشٍ جاهزاتٌ كي تَثِبْ
ترقبُ الوضعَ بشوق، وارتيابٍ عن كَثَبْ
من ضَباعٍ ونمورٍ وكلابْ
وأسودٍ وقرودٍ وذئابْ
كُلُّها تطمعُ في أرضِ العَرَبْ
صاحبُ الخانِ وحيداً
رفضَ الأمر وأرغى مُزبداً بعدَ غَضَبْ
فاه في قولٍ مُعيبِ مُقْتَضَبْ:
هّينٌ أن نَخسَرَ الأرضَ، ولكنْ العَجب!
أن يقودَ الركبَ جحشٌ أعجفُ الجسمِ، ومبتورُ الذَّنبْ[/b][/size]
قامتِ الضّجةُ في سوقِ الحميرْ
وتعالتْ صرخاتٌ منكراتٌ في الأثيرْ
من نهيقٍ وشهيقٍ وزفيرْ
هرع الناسُ فإنّ الأمرَ شرٌ مستطيرْ
كانَ ربُّ الخانِ في حالةِ ذُعرٍ واضطرابْ
فالحمارُ الأشهبُ اللونِ يقودُ الانقلابْ
وهو رفّاس شديدُ البأسِ
تخشاهُ الذئابْ
وصديقٌ للمواشي، وفصيحُ في الخطابْ
قال بعضُ الحاضرينْ:
تكمُن القِصَّةُ في نقصِ الشعيرْ
قال بعضُ العابرينْ:
إنها عطشى، وذي ساعةُ حرٍّ وهجيرْ
فهي بالماءِ وبالعُشبِ،سريعاً ،تستكِيِنْ
قال بعضُ الحكماءِ العارفينْ:
هذه الثورةُ لم تُعرفْ على مرِّ السنينْ
ما رواها أيُّ سفرٍ للرواةِ الأولينْ
صاحبُ الخانِ انْبرى للقائلينْ:
اسألوا كل الحميرْ
فلديها العشبُ والتبنُ الوفيرْ
ولديها الماءُ رقراقٌ وعذبٌ ونميرْ
حافرُ الأرجلِ في السّاحةِ رجَّ الأمكنةْ
بعضُهم جاءَ عَجُولاً، وهو يهذي ما الحكايةْ؟
ردَّ شخصٌ من جُموعِ الذاهلينْ
صورةٌ مُستهْجَنَةْ
لحميرِ الأرض شعبٌ وجيوشْ
وهتافاتٌ وتلفازٌ ورايةْ
وشعاراتٌ و دستورٌ جديدٌ وإذاعةْ
وتقودُ الركبَ أرتْالُ الجحوشْ
بنشيدٍ وطنيّ
وأداءٍ عسكري
ثمّ تنسيقٌ خفيٌّ ،خلفَهُ رُوْحُ الجماعةْ
وعلا صوتُ حمارٍ أشهبِ اللونِ سمينْ
عينُه شعَّتْ ذكاءً وفِراسةْ
قال في صوتٍ جهيرْ،
ولسانٍ عربيٍّ ليسَ فيه طَنْطَنةْ :
إنّنا شعبُ الحميرْ
مُنْذُ مليونِ سَنةْ
وسحيقِ الأزمنةْ
في خُنوعٍ نحنُ مَربُوطونَ في سوقِ النِّخاسةْ
لم يكنْ في هذهِ الأرضِ لنا يوماً نصيرْ
أزِفتْ لحظةُ تقرير المصيرْ
لم نجْد أسهلَ من ارضِ العَرَبْ
بقعةً نبني عليها ، في حدودٍ آمِنةْ
دولةً أو سَلْطَنَةْ
وتوالتْ كلماتٌ وخُطَبْ
وعريفُ الحفلِ جحشٌ نظَّمَ الحفلةَ من غيرِ صَخبْ
قال آخرْ, من جماهيرِ الحميرِ الواقفاتْ:
ليستْ القِصّةُ في نقصِ شَعيرٍ أو مياهٍ أو حشيشْ
إنّنا نأكُلها من بعدِ جُوعٍ وتَعَبْ
كَّي نعيشْ
غُيرنا من بعضِ أبناءِ العَرَبْ
مترفٌ يمضغُ في فَكّيهِ أنواعَ الحشيشْ
كي يطيشْ
نحن مثلَ الآدميينَ لنا أمٌّ وأبْ
قال آخرْ:
ظهرُنا احدودبَ من حملِ ثقيلاتِ القِرَبْ
أثْقَلتْ كاهِلَنا في السير أحمالُ الحَطبْ
أرّقتْ مضجَعَنا في الليلِ آلامُ الرُّكَبْ
دَمُنا ينزفُ فوقَ الظّهرِ من لسعِ العِصيّ
لم يزْرنا في مآسينا طبيبٌ بيطريْ
قال آخرْ:
بينَ حُمْرِ الوحشِ في الغابِ ائتلافٌ وتعاونْ
إنها لم تعرفِ الترويضَ والطاعةَ يوماً أو تهادنْ
ولها حريةُ العيشِ، فلا خانٌ لديها أو زرائبْ
تُتُقنَ الركلَ، إذا ما هُوجِمتْ من أي غاصبْ
ليتَنا نحظى بما تحظى به من فُسحة الحقلِ الأرانبْ
ينعمُ الكتكوتُ في العيشِ بأقفاصِ الدّجاجْ
ولهُ الأعلافُ والماءُ وأنواعُ العلاجْ
وله حرّيةُ الركضِ إذا ما (القُنُّ) ماجْ
ومواشي الحقلِ تحيا في جماعاتٍ بيسرٍ وابتِهاجْ
من خيولٍ وعجولٍ وشياهٍ ونِعاجْ
فلماذا نحنُ ممنوعونَ من حُرّيةِ القولِ
وحقِّ الاحتجاجْ؟
قال بعضُ الواقفينْ، من شيوخٍ ونساءٍ واجماتْ:
إنكم شعبٌ شريدْ وصغيرْ
وتعيشونَ فُرادى في الشّتاتْ
مستحيلٌ أن تلّموا الشمل، ذا شيءٌ عجيبْ
وخطيرْ
قال جحشٌ في اعتدادٍ وأدب:
شعبُ إسرائيلَ لمَّ الشملَ من بعدِ شتاتٍ وافتراقْ
ولها في أرضكمْ دولةُ عزٍّ وثباتْ
تخلعُ الأشجارَ، أو تهدمُ بيتَ الساكنين
فوقَ رأسِ الأبرياءِ الآمنينْ باحتقارٍ وافتئاتْ
لم نكُنْ يوماً غزاةً حاقدينْ
لا ولنْ نُسهِمَ في نكسةِ قومٍ آخرين
وازديادِ اللاجئين
أو عذابِ النازحين
قال آخرْ، من حميرِ شاخصاتْ
ولماذا الخوفُ يا سادةُ، ما وجهُ العَجب؟
يا تُرى الزلزالُ في شهرِ حزيرانَ طبيعيٌّ لديكم أمْ غريبْ؟
انظُروا ما تمّ في بغدادَ في الأمسِ القريبْ
من دمارٍ وخرابٍ واحتراقْ
واعتقالٍ واغتيالٍ واجتياحٍ للعِراقْ
ودم فيه يُراقْ
ما يعاني الناسُ من لحظةِ قهرٍ واختناقْ
نحنُ لن نلجأَ للعُنفِ ولن نرضى بهذا الانزلاقْ
لا ولم نزحفْ عليكم مثلَ أفواجِ التّتارْ
ما سَرقنا تُحفَ التاريخِ يوماً، أو حرقنا مكْتباتْ
ما اجتثثنا من نخيلِ الأرضِ شيئاً، أو هَدمنا من قبابٍ خالداتْ
نحنُ لم نقفزْ عليكم، مثلما يقفزُ من خلفِ البِحارْ
أجنبيٌّ أشقرُ الوجهِ، كريهٌ، باحتلالٍ وحِصارْ
بصواريخَ ودبّاباتِ هدمٍ، ودمارْ
نحنُ لسنا مثلَ جيشِ الأمريكانْ
نُتْقِنُ التشريدَ والموتَ، وبثِّ الرعبِ في كلِّ مكانْ
نحنُ سلْمِيونَ بالطبعِ، وصمّامُ الأمانْ
بعضُ خلقِ الله، في الأرض ، ومن هذي الدّيارْ
أُعطي القولُ أخيراً، لحمارٍ كان مبتورَ الذنبْ
وهزيلاً، أعرجُ الخطوةِ، ذا جرحٍ طريْ
قال: ما نطلُبه منكم يسيرٌ هامشيّ
نظراً للوضعِ في هذي الظروفِ الراهنةْ
نحن نرضى أولَ الأمرِ بها مُستْوطَنَةْ
بقرارٍ علنيّْ
واعترافٍ دُولي أبديْ
أي أرضٍ من خليجِ النفطِ شرقاً
وإلى ماءِ المحيطِ الأطلسيّْ
هيبَةُ الموكبِ والموقف شلَّ الألسنةْ
طأطأ الناسُ جميعاً رأسهم في مَسْكَنَةْ
فعلى التّلِ جماهيرُ وحوشٍ جاهزاتٌ كي تَثِبْ
ترقبُ الوضعَ بشوق، وارتيابٍ عن كَثَبْ
من ضَباعٍ ونمورٍ وكلابْ
وأسودٍ وقرودٍ وذئابْ
كُلُّها تطمعُ في أرضِ العَرَبْ
صاحبُ الخانِ وحيداً
رفضَ الأمر وأرغى مُزبداً بعدَ غَضَبْ
فاه في قولٍ مُعيبِ مُقْتَضَبْ:
هّينٌ أن نَخسَرَ الأرضَ، ولكنْ العَجب!
أن يقودَ الركبَ جحشٌ أعجفُ الجسمِ، ومبتورُ الذَّنبْ[/b][/size]
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى