- باربيمراقب عام
- عدد المساهمات : 11902
نقاط : 28065
التقيم : 14
تاريخ التسجيل : 30/10/2011
المزاج : رائق
أزمة العقل المعلوماتي العربي
الخميس أبريل 19, 2012 11:43 pm
يندفع العرب حثيثاً صوب الثورة المعلوماتية، ويبذلون في ذلك جهوداً لا تتوقف عند حدِّ، لكن اندفاعاتهم تتجه في كثير من الأحيان صوب ضعف المناعة الحضاري، والانكشاف الأمني، والاستنزاف المالي، والفوضي التنموية.
يقف وارء ذلك (عقل معلوماتي) عربي يعاني من أزمة متعددة الأوجة، تبدأ بكونه عقلاً غارقاً في التفاصيل وشديد الانبهار بالطرفيات والتقنيات، وبعيداً عن الرؤى الجامعة، وتنتهي بكونه عقلاً لا يقبل بسهولة الإبداع الفردي، لكنه في الوقت نفسه يتحسس مسدساته حينما يأتي الحديث عن قيم العمل المعلوماتي الجماعي.
ليس هذا إفراطاً في التشاؤم أو نظرة عبثية يائسة للمستقبل، فنحن كعرب لدينا – ولا شك – نجاحات عدة وارءها عقول تضاهي ما يحدث في العالم، لكنها إما نجاحات فردية أو جزئية أو قطرية لا تعبّر عن حال العقل العربي المعلوماتي العام، ومن ثم فإن ما نسوقه هنا مرجعه ضرورة الحذر والحرص ومن مخاطره الفجوة بين الثورة المعلوماتية والعقل المعلوماتي العربي الراهن في حالته العامة، وهي فجوة لا يمكن قياسها بمعايير امتلاك الحاسبات وخطوط الهاتف وقواعد البيانات، ولكن تقاس بمعايير أخرى تتعلق بمناهج التفكير والقدرات المعرفية، ومهارات التعامل مع الجديد والمشاركة فيه، فجوة ما بين العنوان والضمور والتدفق والتكلس والشمول والتجزئة والسرعة والبطء.
ويمكننا الاصطدام بمظاهر هذه الفجوة بمجرد النظر إلى أوضاع العرب معلوماتياً قياساً بما يجري في العالم، وإلى الكيفية التي يجري من خلالها نشر وتسويق الثورة المعلوماتية داخل المجتمعات العربية، ويكفي – مثلاً – الإشارة إلى تواضع حجم المحتوى العربي الرقمي عالمياً قياساً بدولة واحدة كبريطانيا، وتواضع فعالية خطط وتجارب بناء الصناعة الرابحة قياساً بدولة واحدة كلهند، وتهافت دور الإبداع المحلي قياساً بدولة نامية كالبرازيل. وما نخشاه هنا أنا هذه الأزمة المتعددة الأوجه بداخل العقل المعلوماتي العربي قد تولد بداخل مجتمعاتنا العربية مع الوقت (بؤراً اجتماعية)، مهيأة لكي تتمدد فوقها ثقافات وعقول ومصالح مجتماعات أخرى وقوى عالمية، وشركات متعددة الجنسية، ويخشى كذلك من أن تتسع هذه البؤر تدريجياً حتى تطبق على مجتمعاتنا، ولا تترك لها متنفساً للنمو الذاتي والتجديد الحضاري والانطلاق المجتمعي المستقل، ولا شك أن مثل هذه الأوضاع تضع علينا جميعاً مسؤوليات جمة، فيما يتعلق بتشريح حالة هذا العقل ومدى استعداده للتعامل مع الثورة المعلوماتية، وكيفية تطويره، والارتقاء به، ولذلك فما سنقوم به فيما يلي هو محاولة لا تستهدف وضع العلاج، ولكنها محاولة لتشخيص بعض جوانب الداء في العقل المعلوماتي العربي.
- افتقاد الرؤى:
جرف تيار المعلوماتية العاتي العقل العربي المعلوماتي ووضعه في قاع مجراه، فراح هذا العقل يتلقف فقط ما يتساقط من منتجاب وأدوات هي أصغر التفاصيل التي يحملها هذا التيار، وتصل عادة لمستخدميها في أشكالها الأخيرة وأدوارها المرسومة، ولأن ما يتساقط غزير للغاية، فقط غرق العقل العربي في التفاصيل، وبعدت الشقة بينه وبين ما يجري على سطح التيار من معارف وأفكار ونظرات كلية ورؤى جامعة تضبط الحركة.
ويبدو العقل العربي وكأن الظروف لم تمهله حتى يتهيأ للتعامل مع هذا التيار الجارف فسيق إلى مقعده في قاع المجرى، حيث لا توجد إسهامات فكرية وعملية مؤثرة ذات قيمة لهذا العقل في مسيرة الثورة المعلوماتية الإنسانية، اللهم إلا شذرات فردية من هنا وهناك لأناس هم في الأصل خارج سياق منظومة العقل العربي إما بحكم المكان أو المكانة، وداخل الغالبية الساحقة من المجتمعات العربية هناك برامج وخطط وأفكار شديدة التشعب والانتشار، وجميعها يرفع شعار المعلوماتية بشكل أو بآخر، وتخصص له مئات الملايين من الدولارات، لكن بقدر قليل من الملاحظة تكتشف أن العقل المعلوماتي العربي – على مستوى النخبة وصنع القرار بوجه خاص – مهموم بنشر منتجات المعلومات من قبيل:
- كم مواطناً حصل على حاسب؟
- كم بلغت نسبة انتشار الهاتف الثابت والمحمول؟
- كم أسرة لها اتصال بالأنترنت؟
- كم شخصاً لات يملك مهارات البرمجة والعمل على الحاسب؟
لكن هذا العقل ليس مهموماً بالدرجة نفسها بالرؤية التي تقف وراء ذلك كله، وغير مكترث بأهمية بناء حال معرفية ذهنية تجعل (عقل المجتمع) يستوعب المعلوماتية ويسهم فيها ويهضم تعقيداتها، ومن هنا يندر – إن لم يكن غير موجود على الإطلاق – أن تجد عقلاً معلوماتياً عربياً تخلص من فيض التفاصيل وبدأ يستنشق هواء الفكر الرحب والرؤى الواسعة، ولذلك طفت آثار هذه الحالة في مناح عدة، منها – مثلاً – أن مجموعة النخبة المعلوماتية في بلد ما تضع خطة طموحاً للتنمية المعلوماتية، لكن سرعان ما تتوقع الخطة في دائرة مَن صنوعها، ويفاجأون بأن (روحها) لم تغادر حدودهم الضيقة ولم تسر في المجتمع من حولهم، وأنها قوبلت أحياناً بالبرود، وأحياناً بعدم الفهم، وفي أحيان ثالثة بعدم الوعي بها من الأصل، وذلك لأنها بنات أفكار عقل غارق في التفاصيل وفاقد للرؤى.
- الهبوط لأسفل:
نشر المعلوماتية في نسيج المجتمعات العربية – أو أي مجتمع آخر – يعني في النهاية تغيير العديد من القواعد السائدة فيه، لكي ينتقل من الورقة إلى القلم وتخزين المعلومات في الدواليب والدوسيهات، إلى العصر الرقمي وقواعد البيانات وشبكات المعلومات المفتوحة، وهذا بدورة يحتم تغييراً فيما يوجد بالمجتمع ممن تراث حضاري وسلوكيات وطرق في التفكير وثقافة سائدة وأساليب في العمل، وتوازنات للقوى نشأت في كنفها مصالح ومكتسبات للبعض، وصراع بين أياد قوية تكبح حركة وأنسياب العملومات لأسباب متعددة، ولديها رؤاها الخاصة لكيفية إحداث تنمية معلوماتية، هذا علاوة على تشابك الفقر نعي الغني، والجهل مع العلم، والهفوة مع النظام، وهنا ينشأ ما يمكن أن نطلق عليه العقبة (التكنو اجتماعية)، ونعني بها المشكلات التي تبرز عندما يحدث التماس بين ما هو تكنولوجي من جهة، وما هو اجتماعي وما هو اجتماعي وسلوكي ومجتمعي من جهة أخرى. وهذه العقبة على وجه التحديد تتطب وجود عقل معلوماتي رحب لا يقفز فوق الواقع الاجتماعي ولا يتجاهله، ولا يفرض المعلوماتية من قبل النخبة وصنّاع القرار، ويهبط بها على الجماهير العريضة وفئات المجتمع المختلفة قسراً وقهراُ كوصفات ملزمة للتقدم، مفترضاً أن المجتمع وأفراده عبارة عن مجموعات من (الصناديق)، التي يمكن تفكيكها وإعادة ترتيبها وفقاً لأولويات المعلوماتية ومقتضياتها.
ومع الأسف فإن العقل المعلوماتي العربي لا يلقي بالاً للعقبة (التكنو اجتماعية)، ويعتمد في كثير من الأحيان للقفز على واقعة المجتمعي والاجتماعي، حاملاً لواء تفكيك وإعادة ترتيب الصناديق والهبوط القسري بالمعلوماتية من أعلى لأسفل، دونما اعتبار لإرادة وردود أفعال المجتمع، ومدى تهيئته أو تقبله للمعلوماتية وأشكالها المختلفة، وتشهد على ذلك سلسلة لا حصر لها من مشروعات ضخمة نفذت أو تنفذ
في هذا البلد ذاك، ولم تراع:
- مستوى الوعي السليم بأهمية تكنولوجيا المعلومات داخل المجتمعات العربية.
- مدى حدّة التضارب في المصالح المباشرة أو غير المباشرة بين الوضع القائم، والأوضاع التي يرتبها نشر المعلوماتية داخل المجتمعات.
- مدى التخوف وعدم الثقة في المعلوماتية (تكنولوجيا المعلومات).
- التراث البير وقراطي الضارب في القدم وتأثيره على نشر المعلوماتية.
- شيوع نموذج (الشخص – المنشأة) وليس (المنشأة – المؤسسة) وهو نموذج يتضاد على طول الخط مع الفكر المعلوماتي الذي هو فكر مؤسسي بالأساس.
هكذا يمضي العقل العربي المعلوماتي في خططه ومشروعاته بلا اكتراث أو اهتمام كاف بالعوامل السابقة، فبدأنا نشهد ظاهرة وصنع ما يمكن أن نطلق عليه (ضحايا العقبة التكنو اجتماعية)، وهي مشروعات في المعلوماتية قومية وقطرية وخاصة ومحلية، أنفق عليها الكثير، وحققت القليل أو توقفت وتلاشت.
يقف وارء ذلك (عقل معلوماتي) عربي يعاني من أزمة متعددة الأوجة، تبدأ بكونه عقلاً غارقاً في التفاصيل وشديد الانبهار بالطرفيات والتقنيات، وبعيداً عن الرؤى الجامعة، وتنتهي بكونه عقلاً لا يقبل بسهولة الإبداع الفردي، لكنه في الوقت نفسه يتحسس مسدساته حينما يأتي الحديث عن قيم العمل المعلوماتي الجماعي.
ليس هذا إفراطاً في التشاؤم أو نظرة عبثية يائسة للمستقبل، فنحن كعرب لدينا – ولا شك – نجاحات عدة وارءها عقول تضاهي ما يحدث في العالم، لكنها إما نجاحات فردية أو جزئية أو قطرية لا تعبّر عن حال العقل العربي المعلوماتي العام، ومن ثم فإن ما نسوقه هنا مرجعه ضرورة الحذر والحرص ومن مخاطره الفجوة بين الثورة المعلوماتية والعقل المعلوماتي العربي الراهن في حالته العامة، وهي فجوة لا يمكن قياسها بمعايير امتلاك الحاسبات وخطوط الهاتف وقواعد البيانات، ولكن تقاس بمعايير أخرى تتعلق بمناهج التفكير والقدرات المعرفية، ومهارات التعامل مع الجديد والمشاركة فيه، فجوة ما بين العنوان والضمور والتدفق والتكلس والشمول والتجزئة والسرعة والبطء.
ويمكننا الاصطدام بمظاهر هذه الفجوة بمجرد النظر إلى أوضاع العرب معلوماتياً قياساً بما يجري في العالم، وإلى الكيفية التي يجري من خلالها نشر وتسويق الثورة المعلوماتية داخل المجتمعات العربية، ويكفي – مثلاً – الإشارة إلى تواضع حجم المحتوى العربي الرقمي عالمياً قياساً بدولة واحدة كبريطانيا، وتواضع فعالية خطط وتجارب بناء الصناعة الرابحة قياساً بدولة واحدة كلهند، وتهافت دور الإبداع المحلي قياساً بدولة نامية كالبرازيل. وما نخشاه هنا أنا هذه الأزمة المتعددة الأوجه بداخل العقل المعلوماتي العربي قد تولد بداخل مجتمعاتنا العربية مع الوقت (بؤراً اجتماعية)، مهيأة لكي تتمدد فوقها ثقافات وعقول ومصالح مجتماعات أخرى وقوى عالمية، وشركات متعددة الجنسية، ويخشى كذلك من أن تتسع هذه البؤر تدريجياً حتى تطبق على مجتمعاتنا، ولا تترك لها متنفساً للنمو الذاتي والتجديد الحضاري والانطلاق المجتمعي المستقل، ولا شك أن مثل هذه الأوضاع تضع علينا جميعاً مسؤوليات جمة، فيما يتعلق بتشريح حالة هذا العقل ومدى استعداده للتعامل مع الثورة المعلوماتية، وكيفية تطويره، والارتقاء به، ولذلك فما سنقوم به فيما يلي هو محاولة لا تستهدف وضع العلاج، ولكنها محاولة لتشخيص بعض جوانب الداء في العقل المعلوماتي العربي.
- افتقاد الرؤى:
جرف تيار المعلوماتية العاتي العقل العربي المعلوماتي ووضعه في قاع مجراه، فراح هذا العقل يتلقف فقط ما يتساقط من منتجاب وأدوات هي أصغر التفاصيل التي يحملها هذا التيار، وتصل عادة لمستخدميها في أشكالها الأخيرة وأدوارها المرسومة، ولأن ما يتساقط غزير للغاية، فقط غرق العقل العربي في التفاصيل، وبعدت الشقة بينه وبين ما يجري على سطح التيار من معارف وأفكار ونظرات كلية ورؤى جامعة تضبط الحركة.
ويبدو العقل العربي وكأن الظروف لم تمهله حتى يتهيأ للتعامل مع هذا التيار الجارف فسيق إلى مقعده في قاع المجرى، حيث لا توجد إسهامات فكرية وعملية مؤثرة ذات قيمة لهذا العقل في مسيرة الثورة المعلوماتية الإنسانية، اللهم إلا شذرات فردية من هنا وهناك لأناس هم في الأصل خارج سياق منظومة العقل العربي إما بحكم المكان أو المكانة، وداخل الغالبية الساحقة من المجتمعات العربية هناك برامج وخطط وأفكار شديدة التشعب والانتشار، وجميعها يرفع شعار المعلوماتية بشكل أو بآخر، وتخصص له مئات الملايين من الدولارات، لكن بقدر قليل من الملاحظة تكتشف أن العقل المعلوماتي العربي – على مستوى النخبة وصنع القرار بوجه خاص – مهموم بنشر منتجات المعلومات من قبيل:
- كم مواطناً حصل على حاسب؟
- كم بلغت نسبة انتشار الهاتف الثابت والمحمول؟
- كم أسرة لها اتصال بالأنترنت؟
- كم شخصاً لات يملك مهارات البرمجة والعمل على الحاسب؟
لكن هذا العقل ليس مهموماً بالدرجة نفسها بالرؤية التي تقف وراء ذلك كله، وغير مكترث بأهمية بناء حال معرفية ذهنية تجعل (عقل المجتمع) يستوعب المعلوماتية ويسهم فيها ويهضم تعقيداتها، ومن هنا يندر – إن لم يكن غير موجود على الإطلاق – أن تجد عقلاً معلوماتياً عربياً تخلص من فيض التفاصيل وبدأ يستنشق هواء الفكر الرحب والرؤى الواسعة، ولذلك طفت آثار هذه الحالة في مناح عدة، منها – مثلاً – أن مجموعة النخبة المعلوماتية في بلد ما تضع خطة طموحاً للتنمية المعلوماتية، لكن سرعان ما تتوقع الخطة في دائرة مَن صنوعها، ويفاجأون بأن (روحها) لم تغادر حدودهم الضيقة ولم تسر في المجتمع من حولهم، وأنها قوبلت أحياناً بالبرود، وأحياناً بعدم الفهم، وفي أحيان ثالثة بعدم الوعي بها من الأصل، وذلك لأنها بنات أفكار عقل غارق في التفاصيل وفاقد للرؤى.
- الهبوط لأسفل:
نشر المعلوماتية في نسيج المجتمعات العربية – أو أي مجتمع آخر – يعني في النهاية تغيير العديد من القواعد السائدة فيه، لكي ينتقل من الورقة إلى القلم وتخزين المعلومات في الدواليب والدوسيهات، إلى العصر الرقمي وقواعد البيانات وشبكات المعلومات المفتوحة، وهذا بدورة يحتم تغييراً فيما يوجد بالمجتمع ممن تراث حضاري وسلوكيات وطرق في التفكير وثقافة سائدة وأساليب في العمل، وتوازنات للقوى نشأت في كنفها مصالح ومكتسبات للبعض، وصراع بين أياد قوية تكبح حركة وأنسياب العملومات لأسباب متعددة، ولديها رؤاها الخاصة لكيفية إحداث تنمية معلوماتية، هذا علاوة على تشابك الفقر نعي الغني، والجهل مع العلم، والهفوة مع النظام، وهنا ينشأ ما يمكن أن نطلق عليه العقبة (التكنو اجتماعية)، ونعني بها المشكلات التي تبرز عندما يحدث التماس بين ما هو تكنولوجي من جهة، وما هو اجتماعي وما هو اجتماعي وسلوكي ومجتمعي من جهة أخرى. وهذه العقبة على وجه التحديد تتطب وجود عقل معلوماتي رحب لا يقفز فوق الواقع الاجتماعي ولا يتجاهله، ولا يفرض المعلوماتية من قبل النخبة وصنّاع القرار، ويهبط بها على الجماهير العريضة وفئات المجتمع المختلفة قسراً وقهراُ كوصفات ملزمة للتقدم، مفترضاً أن المجتمع وأفراده عبارة عن مجموعات من (الصناديق)، التي يمكن تفكيكها وإعادة ترتيبها وفقاً لأولويات المعلوماتية ومقتضياتها.
ومع الأسف فإن العقل المعلوماتي العربي لا يلقي بالاً للعقبة (التكنو اجتماعية)، ويعتمد في كثير من الأحيان للقفز على واقعة المجتمعي والاجتماعي، حاملاً لواء تفكيك وإعادة ترتيب الصناديق والهبوط القسري بالمعلوماتية من أعلى لأسفل، دونما اعتبار لإرادة وردود أفعال المجتمع، ومدى تهيئته أو تقبله للمعلوماتية وأشكالها المختلفة، وتشهد على ذلك سلسلة لا حصر لها من مشروعات ضخمة نفذت أو تنفذ
في هذا البلد ذاك، ولم تراع:
- مستوى الوعي السليم بأهمية تكنولوجيا المعلومات داخل المجتمعات العربية.
- مدى حدّة التضارب في المصالح المباشرة أو غير المباشرة بين الوضع القائم، والأوضاع التي يرتبها نشر المعلوماتية داخل المجتمعات.
- مدى التخوف وعدم الثقة في المعلوماتية (تكنولوجيا المعلومات).
- التراث البير وقراطي الضارب في القدم وتأثيره على نشر المعلوماتية.
- شيوع نموذج (الشخص – المنشأة) وليس (المنشأة – المؤسسة) وهو نموذج يتضاد على طول الخط مع الفكر المعلوماتي الذي هو فكر مؤسسي بالأساس.
هكذا يمضي العقل العربي المعلوماتي في خططه ومشروعاته بلا اكتراث أو اهتمام كاف بالعوامل السابقة، فبدأنا نشهد ظاهرة وصنع ما يمكن أن نطلق عليه (ضحايا العقبة التكنو اجتماعية)، وهي مشروعات في المعلوماتية قومية وقطرية وخاصة ومحلية، أنفق عليها الكثير، وحققت القليل أو توقفت وتلاشت.
- باربيمراقب عام
- عدد المساهمات : 11902
نقاط : 28065
التقيم : 14
تاريخ التسجيل : 30/10/2011
المزاج : رائق
رد: أزمة العقل المعلوماتي العربي
الأحد مايو 13, 2012 12:37 am
أزمة العقل المعلوماتي العربي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى