- باربيمراقب عام
- عدد المساهمات : 11902
نقاط : 28065
التقيم : 14
تاريخ التسجيل : 30/10/2011
المزاج : رائق
عندما تجرأ قلمي ونفث حبره في وجهي
الثلاثاء مايو 01, 2012 1:51 am
عندما تجرأ قلمي ... ونفث حبره في وجهي ....
شعرت بشيء ينمنمني في وجهي ...مسحته وانا غارقة في نومي العميق ...
شيء ما بلل أناملي ...فاستيقظت ...
ماهذا الذي بلل وجهي !!
شممت أطراف أصابعي ...غريب!
أضأت الأباجور ... أووه ماهذا الحبر !
قفزت للمرآة ... ذعرت فوجهي مليء بالحبر ...
تلفت يمنة ويسرة ...وكلي رهبة في ظلمة الليل ,
من أين جاء الحبر في وجهي فجأة ...
نظرت في زوجي ...إنه نائم بعمق ...
ركضت لغرفة أطفالي ... نائمون !
عدت للغرفة ... وقد استبد الرعب بأوصالي ...فجأة سمعت صوتا رقيقا أكاد لا أميزه
-لا تخافي ...إنه أنا ...
تلفت برعب وقلت بصوت مخنوق : من؟
- انا قلمك السائل ... هنا على التسريحة ...
نظرت له بغضب : لم أعرف أن الأقلام تتحدث!!
قلمي :هههاااي... يبدو أنك لا تعرفين شيئا!! قلم لا يتحدث ...ولم اسمه قلم !
أنا : ولم نفثت حبرك علي ؟
قلمي: رأيت بانك تستحقين ذلك !
أمسكته بقوة لألقيه في القمامة ... فقفز من يدي سريعا باتجاه "الكوميدينو" انقضضت عليه ,
فأفلت من بين أناملي للتسريحة ... لاحقته وهو يهرب قافزا من مكان لمكان ...
أراد القفز فوق رأس زوجي ...فصرخت بهمس :لا لا ابتعد ...لا توقظه !
فقفز إلى وسادتي ...
أنا : لم يبق إلا هذي ...اطارد قلم في جنح الليل !!!
ضحك قلمي ضحكته الطفولية الرقيقة ...
أنا : تعال ... لا تخف ...لن أرميك ..
وقف قلمي على راحتي ,
جلست في فراشي ,تلحفت ببطانيتي ... ووضعته على رجلي ..
أنا : خير !!
قلمي : مللت قاع حقيبتك !!
انا : يا سلام!!!
قلمي : منذ متى لم تكتبي بي شيء!! مللت المكوث هناك ... تتكدس علي مفاتيحك ... وأوراقك !!
لا ينالني بسبب أولادك إلا رشقات من الشوكولاته او فتات من البسكويت !!
وذلك الموبايل "الغلس" يقع بوزنه علي !! يا اختي ضعيه في الجيبة الخارجية !!! لازم
فوقي!
وبعد أن اشتغلتِ ...أصبحت أقلام الوايت بورد تزاحمني !!
ذاك القلم الاحمر الوغد كلما مددت يدك داخل الحقيبة رمقني بنظرة احتقار !!
أتمنى حينها لو تمسكيني أنا ولكنك دوما تأخذيه هو , تخرجيه وهو يشير لي بسخرية !!
أنا: طبعا فانا احتاجه أثناء الشرح!
قلمي: وأنا ؟ نسيتيني؟؟؟
أنا : لم أنسك ... ولكني انشغلت عنك قليلا ..
قلمي وقد أجهش بالبكاء:
قليلا !! منذ متى لم تكتبي بي !!
أين خواطرك !!! أين ذكرياتك ؟ أين أفكارك وطموحاتك ... أين القصص القصيرة؟
أين النثر المسجوع ؟ والمقالات ...أين وأين !
أنا وقد تنفست بأسى :
أعترف بأني مقصرة ... ماذا أقول يا قلمي ..انا أكثر حزنا منك !
أنت تعرف بأن سعادتي معك ... أنت تعرف تلك النشوة التي كانت تعتريني حين اخط فيك اجمل الكلمات ... آآه يا قلمي ...
قلمي :
ولكنك أطلت الغياب ...سنوات يا أفنان !!! الناس يهجرون أقلامهم أياما أو ممكن أسابيع ! ولكنك هجرتني سنوات طوال!
انا: ظروف!
قلمي: أي ظروف؟
انا: ليتك آدمي لتفهم كلماتي!
قلمي:
وكيف لا أفهمها ! يبدو أن بعدك أنساك من انا ! أنا روح نابضة يا أفنانيتوووو !! أنا قلم !
أنسيت كم ناجيتني في جنح الليالي , أنسيت كم سكبت بصحبتي دموعك ... أنسيت كم سطرنا معا على الصفحات أرق مشاعرك ...وأسمى أفكارك !!! هل خنتك يوما وخذلتك فيما أردت كتابته , كنت دوما طوع بنانك ...
أنا: معك حق ...
قلمي: إذا لم هجرتني؟
أنا: الغربة يا قلمي ...
قلمي: غربتك ليست جديدة !! كنت غريبة دوما فيما حملت من فكر ...كنت غريبة في دينك ...
انا :
وغربتي بعدها أصبحت مركبة يا قلمي ...
غربة في الروح وغربة في الوطن ... غربة بين الاحباب ...
قلمي: ........
أنا: هل تعلم أين كنت ؟
قلمي: نعم في السويد
أنا: هل تعلم أين انت الآن ؟
قلمي: نعم في السعودية ...
انا : وهل تعلم أين ستكون غدا ؟
قلمي : "يا لهوي" !!! هل ساكون في مكان آخر !
انا : نعم !
قلمي : بنت بطوطة ما شاء الله ...انت وزوجك هذا النائم كالاطفال ... اما سئمتما سفرا !!!
ضحكت من أعماق قلبي ....
قلمي: ولكن ...زمان ...حتى حين كنت تتألمين ...كنت تكتبين بي !
انا: معك حق ...لا اعرف يا قلمي هناك أمر ما شل يدي عن الكتابة ...
قلمي : ولكنك إنسانة ... تحمل واجبا تجاه دينها ... فكيف ترضخين للمعيقات !! كيف تغرسين قلمك في غمده وتتركين ساحة الوغى ! والله ليسألنك الله عنها !!
انا : ما شاء الله !! تأصل الفكر الإسلامي فيك ...
قلمي : من عاشر القوم ......!!!
ضحكت ..
قلمي: انا اداة طوع بنانك ... احمل فكرك ... وأسخر نفسي لخدمة هذا الفكر ...
انا : وماذا لو وقعت بين يدي فاسق؟
قلمي: حتما سأخدم فكره وفسوقه !!! ولكن الدائرة تدور عليه في النهاية !!! لا ذنب لي ... ما أنا إلا اداة ...
أنا: صدقت ... وشهيد ...
قلمي:
مسكين ابن آدم حين أقف بين يدي الله أشهد على ما كتبه ... مسكين حين توضع أوراقه وكلماته في ميزانه !!! ياااه !! كم سيزن حينها كل حرف خطّه !!!
كم سيندم على كل كلمة تغضب رب البرية , وكم سيندم على كل حرف قصر بكتابته في رضى خير البرية ...
رمقني قلمي بعتاب وقال: مثلك !!! 7 سنوات !! تركت بها ساحة الوغى للفسقة ...يصولون ويجولون وما قدمت لامتك خيرا ... لو كنت مكانك لخجلت من نفسي ...
انا :
معك حق يا قلمي .. لكن الله يعلم ... بأن ذلك لم يكن برضى مني , لم يكن توانيا او كسلا ...
سكت قلمي وبكى بحرقة ...
انا : مالك؟؟؟
قلمي: تذكرت شيئا آلمني ...
انا: خير ؟
قلمي: تذكرت حين أضعتني فترة من الوقت ... وانا أئن لعلك تسمعين صوتي وتخرجيني من محنتي!!
أنا :متى لا أذكر !
قلمي: لا تذكرين ؟ حين سقطت تحت الكوميدينو !!! كرهت نفسي حينها !!
كنت أرى أقدامك من أسفل تجيئين وتذهبين ... ومع كل مرة يخفق قلبي بشدة وأظن انها ساعة الفرج ... ثم تغادرين دون ان تسألي عني !!
أنا : يووووو ... لم أعلم أنك حساس لهذي الدرجة !! قلم ووقع تحت الكوميدينو ..ما المشكلة ! ثم وجدناك ..وانتهى الامر...
قلمي: المشكلة لا مبالاتك باموري !! لو كنت تحبينني كما السابق لما احتملت ضياعي دقيقة ولبحثت عني في كل مكان ...
أنا: حسنا ...في المرة القادمة سأبحث عنك تحت الكوميدينو مباشرة !
قلمي: هل سيكون هناك مرة قادمة !!!
انا: لالا آسفة ...
قلمي : طبعا ... ما الداعي لي ! خرجت من تحت الكومدينو لاجد كومة من الأقلام الجافة في حقيبتك!! راحت أيام العز , حين كنت تقولين لا أعرف الكتابة إلا بهذا القلم السائل , حتى خطي اجده بشعا بغيره !! اتذكرين !! إن كنت نسيتي فانا لا أنسى ..ولكن الحال تبدّل !!!
بكى ...
وانا اسندت وجنتي على يدي ...وحالي يقول: ماهذه الورطة في انصاف الليالي!!! لم يبق إلا قلم !!
ألا يكفي زوجي الدلّوع ...و أبنائي !! يا ربي أدلع مين ولاّ مين !!!
قلمي: على كل حتى لو كتبت بي , ماذا ستكتبين غير قائمة المشتريات !!! أصبحت مخصصا للبصل والبطاطا وحفاظات الأطفال !!!
انا:
اسمع سأبشرك بشارة ... مع اني انقطعت فترة طويلة ...ولكني عدت ولله الحمد ...
قلمي: حقا؟
انا :نعم , فقد كتبت رواية ..أتصدق!
قلمي: كذابة ...لم أر شيئا
أنا: هههههههههه كتبتها على جهاز الكمبيوتر
انفجر قلمي باكيا ...
انا بملل : يووووووووووو , مابالك !!
قلمي: أنا أعرف ان هذا الكيبورد اللعين أخذ مكاني ... أسمعك تطقطقين عليه فاشتعل غضبا , اتمنى لو اقتلع أزاريره تلك ...
أنا:
لا تكن غيورا هكذا ...المهم اني أكتب ... ألست تعاتبني على واجبي تجاه الدين !!! المهم ان أؤدي دوري وأدلي بدلوي وأفكاري مكتوبة او مطبوعة لا يهم !!! أرجوك ضع العاطفة جانبا ...
قلمي عدل وقفته , وقال مظهرا بعض العزة والانفة : ما موضوع الرواية
انا: الحب ..
قلمي: يوووو , قرفتونا بموضوع الحب !
ضحكت بشدة ...
انا: لا تقلق , الرواية تأصل في قلوب المراهقات معان سامية ... الرواية تبين المعنى الحقيقي للحب , وكيف ينبغي للمسلم أن يتعامل مع هذا الموضوع بشكل صحيح فيما يحفظ عليه دينه وإيمانه ...
قلمي: آآها ...فهمت عليك ... على كل لا أستغرب , فانا أعرفك جيدا , واعرف طريقتك في التفكير ..
أنا: كيف تراها ... قلتها مبتسمة
قلمي: بصراحة ...راقية جدا
انا : ههههه احب المديح !!!
قلمي يتجهم بعزّة ...
قلمي: ما اسمها ؟
انا : اسمها المبدئي ....... لالا لن أقول ... حين انشرها ستعرف!
قلمي: ستنشريها ؟
انا : نعم ! وأبشرك بشارة أخرى
قلمي: ماذا؟
انا : بدات برواية أخرى ... رائعة , تأصل في نفوس المراهقين معاني الرفعة والسمو !!
تدفعهم للسعي للمعالي والتألق رغم قسوة الظروف!
قلمي : لم أفهم !
انا: تتحدث عن شاب من رحم المعاناة ومن عمق الحرمان ...ينطلق معانقا المجد ! فهو مع الله ولله ... فكيف لا يأخذ الله بيده للعلا !!!
قلمي: أيضا لا أفهم !!
انا: حتما لن ألخّص لك رواية في سطر ..اصبر ...وستعلم عنها في الوقت المناسب ...
قلمي: ......
انا: تسمح لي انام الآن ؟
قلمي: حسنا ...
انا : كيف سازيل الحبر عن وجنتي !!
سانتقم منك غدا ...
قلمي قفز إلى القمامة ... وقال بصوت حزين : سأنتقم انا لك ... أيقنت أني لا داعي لي ...
قمت وأخرجته من القمامة : بالعكس ...
قلمي: التكنولوجيا أخذت مكاني ... ماعدت اعرف عن روائعك ... فأي متعة للحياة الآن !
كنت أشهد كل رائعة تخطيها باناملك ...كنت احلق معك في المعالي , والآن!! انا قابع في قعر حقيبتك لا ادري عن كل هذه الإنجازات ...لا أدري عن نجاحاتك الأدبية !
صمتّ ...لأني لا أعرف بماذا اجيبه ! فعلا لم يعد له أي داع !! سوى كتابة قائمة المشتريات ..فكل كتاباتي على ذلك الجهاز !!
امسكت قلمي ...دون ان انبس ببنت شفة ... ووضعته في صندوق مجوهراتي ...
لاحتفظ به هناك ..إلى الأبد ... كقطعة ثمينة ... خططت بها يوما أسمى الاماني ... أرقى الافكار واكثرها قدسية ... قلمي ذاك كان أداة أرضيت بها الرحمن ... أو احسبني كذلك ... قلمي ذاك كان سيفا أشهره دفاعا عن هذا الدين ...
سأحتفظ بك قلمي الحبيب ... مع أغلى الأشياء ... لانك الأغلى ... مجوهراتي ستفنى ... وستبقى أنت وزنا ثقيلا في كفة أعمالي ... بإذن الله .
شعرت بشيء ينمنمني في وجهي ...مسحته وانا غارقة في نومي العميق ...
شيء ما بلل أناملي ...فاستيقظت ...
ماهذا الذي بلل وجهي !!
شممت أطراف أصابعي ...غريب!
أضأت الأباجور ... أووه ماهذا الحبر !
قفزت للمرآة ... ذعرت فوجهي مليء بالحبر ...
تلفت يمنة ويسرة ...وكلي رهبة في ظلمة الليل ,
من أين جاء الحبر في وجهي فجأة ...
نظرت في زوجي ...إنه نائم بعمق ...
ركضت لغرفة أطفالي ... نائمون !
عدت للغرفة ... وقد استبد الرعب بأوصالي ...فجأة سمعت صوتا رقيقا أكاد لا أميزه
-لا تخافي ...إنه أنا ...
تلفت برعب وقلت بصوت مخنوق : من؟
- انا قلمك السائل ... هنا على التسريحة ...
نظرت له بغضب : لم أعرف أن الأقلام تتحدث!!
قلمي :هههاااي... يبدو أنك لا تعرفين شيئا!! قلم لا يتحدث ...ولم اسمه قلم !
أنا : ولم نفثت حبرك علي ؟
قلمي: رأيت بانك تستحقين ذلك !
أمسكته بقوة لألقيه في القمامة ... فقفز من يدي سريعا باتجاه "الكوميدينو" انقضضت عليه ,
فأفلت من بين أناملي للتسريحة ... لاحقته وهو يهرب قافزا من مكان لمكان ...
أراد القفز فوق رأس زوجي ...فصرخت بهمس :لا لا ابتعد ...لا توقظه !
فقفز إلى وسادتي ...
أنا : لم يبق إلا هذي ...اطارد قلم في جنح الليل !!!
ضحك قلمي ضحكته الطفولية الرقيقة ...
أنا : تعال ... لا تخف ...لن أرميك ..
وقف قلمي على راحتي ,
جلست في فراشي ,تلحفت ببطانيتي ... ووضعته على رجلي ..
أنا : خير !!
قلمي : مللت قاع حقيبتك !!
انا : يا سلام!!!
قلمي : منذ متى لم تكتبي بي شيء!! مللت المكوث هناك ... تتكدس علي مفاتيحك ... وأوراقك !!
لا ينالني بسبب أولادك إلا رشقات من الشوكولاته او فتات من البسكويت !!
وذلك الموبايل "الغلس" يقع بوزنه علي !! يا اختي ضعيه في الجيبة الخارجية !!! لازم
فوقي!
وبعد أن اشتغلتِ ...أصبحت أقلام الوايت بورد تزاحمني !!
ذاك القلم الاحمر الوغد كلما مددت يدك داخل الحقيبة رمقني بنظرة احتقار !!
أتمنى حينها لو تمسكيني أنا ولكنك دوما تأخذيه هو , تخرجيه وهو يشير لي بسخرية !!
أنا: طبعا فانا احتاجه أثناء الشرح!
قلمي: وأنا ؟ نسيتيني؟؟؟
أنا : لم أنسك ... ولكني انشغلت عنك قليلا ..
قلمي وقد أجهش بالبكاء:
قليلا !! منذ متى لم تكتبي بي !!
أين خواطرك !!! أين ذكرياتك ؟ أين أفكارك وطموحاتك ... أين القصص القصيرة؟
أين النثر المسجوع ؟ والمقالات ...أين وأين !
أنا وقد تنفست بأسى :
أعترف بأني مقصرة ... ماذا أقول يا قلمي ..انا أكثر حزنا منك !
أنت تعرف بأن سعادتي معك ... أنت تعرف تلك النشوة التي كانت تعتريني حين اخط فيك اجمل الكلمات ... آآه يا قلمي ...
قلمي :
ولكنك أطلت الغياب ...سنوات يا أفنان !!! الناس يهجرون أقلامهم أياما أو ممكن أسابيع ! ولكنك هجرتني سنوات طوال!
انا: ظروف!
قلمي: أي ظروف؟
انا: ليتك آدمي لتفهم كلماتي!
قلمي:
وكيف لا أفهمها ! يبدو أن بعدك أنساك من انا ! أنا روح نابضة يا أفنانيتوووو !! أنا قلم !
أنسيت كم ناجيتني في جنح الليالي , أنسيت كم سكبت بصحبتي دموعك ... أنسيت كم سطرنا معا على الصفحات أرق مشاعرك ...وأسمى أفكارك !!! هل خنتك يوما وخذلتك فيما أردت كتابته , كنت دوما طوع بنانك ...
أنا: معك حق ...
قلمي: إذا لم هجرتني؟
أنا: الغربة يا قلمي ...
قلمي: غربتك ليست جديدة !! كنت غريبة دوما فيما حملت من فكر ...كنت غريبة في دينك ...
انا :
وغربتي بعدها أصبحت مركبة يا قلمي ...
غربة في الروح وغربة في الوطن ... غربة بين الاحباب ...
قلمي: ........
أنا: هل تعلم أين كنت ؟
قلمي: نعم في السويد
أنا: هل تعلم أين انت الآن ؟
قلمي: نعم في السعودية ...
انا : وهل تعلم أين ستكون غدا ؟
قلمي : "يا لهوي" !!! هل ساكون في مكان آخر !
انا : نعم !
قلمي : بنت بطوطة ما شاء الله ...انت وزوجك هذا النائم كالاطفال ... اما سئمتما سفرا !!!
ضحكت من أعماق قلبي ....
قلمي: ولكن ...زمان ...حتى حين كنت تتألمين ...كنت تكتبين بي !
انا: معك حق ...لا اعرف يا قلمي هناك أمر ما شل يدي عن الكتابة ...
قلمي : ولكنك إنسانة ... تحمل واجبا تجاه دينها ... فكيف ترضخين للمعيقات !! كيف تغرسين قلمك في غمده وتتركين ساحة الوغى ! والله ليسألنك الله عنها !!
انا : ما شاء الله !! تأصل الفكر الإسلامي فيك ...
قلمي : من عاشر القوم ......!!!
ضحكت ..
قلمي: انا اداة طوع بنانك ... احمل فكرك ... وأسخر نفسي لخدمة هذا الفكر ...
انا : وماذا لو وقعت بين يدي فاسق؟
قلمي: حتما سأخدم فكره وفسوقه !!! ولكن الدائرة تدور عليه في النهاية !!! لا ذنب لي ... ما أنا إلا اداة ...
أنا: صدقت ... وشهيد ...
قلمي:
مسكين ابن آدم حين أقف بين يدي الله أشهد على ما كتبه ... مسكين حين توضع أوراقه وكلماته في ميزانه !!! ياااه !! كم سيزن حينها كل حرف خطّه !!!
كم سيندم على كل كلمة تغضب رب البرية , وكم سيندم على كل حرف قصر بكتابته في رضى خير البرية ...
رمقني قلمي بعتاب وقال: مثلك !!! 7 سنوات !! تركت بها ساحة الوغى للفسقة ...يصولون ويجولون وما قدمت لامتك خيرا ... لو كنت مكانك لخجلت من نفسي ...
انا :
معك حق يا قلمي .. لكن الله يعلم ... بأن ذلك لم يكن برضى مني , لم يكن توانيا او كسلا ...
سكت قلمي وبكى بحرقة ...
انا : مالك؟؟؟
قلمي: تذكرت شيئا آلمني ...
انا: خير ؟
قلمي: تذكرت حين أضعتني فترة من الوقت ... وانا أئن لعلك تسمعين صوتي وتخرجيني من محنتي!!
أنا :متى لا أذكر !
قلمي: لا تذكرين ؟ حين سقطت تحت الكوميدينو !!! كرهت نفسي حينها !!
كنت أرى أقدامك من أسفل تجيئين وتذهبين ... ومع كل مرة يخفق قلبي بشدة وأظن انها ساعة الفرج ... ثم تغادرين دون ان تسألي عني !!
أنا : يووووو ... لم أعلم أنك حساس لهذي الدرجة !! قلم ووقع تحت الكوميدينو ..ما المشكلة ! ثم وجدناك ..وانتهى الامر...
قلمي: المشكلة لا مبالاتك باموري !! لو كنت تحبينني كما السابق لما احتملت ضياعي دقيقة ولبحثت عني في كل مكان ...
أنا: حسنا ...في المرة القادمة سأبحث عنك تحت الكوميدينو مباشرة !
قلمي: هل سيكون هناك مرة قادمة !!!
انا: لالا آسفة ...
قلمي : طبعا ... ما الداعي لي ! خرجت من تحت الكومدينو لاجد كومة من الأقلام الجافة في حقيبتك!! راحت أيام العز , حين كنت تقولين لا أعرف الكتابة إلا بهذا القلم السائل , حتى خطي اجده بشعا بغيره !! اتذكرين !! إن كنت نسيتي فانا لا أنسى ..ولكن الحال تبدّل !!!
بكى ...
وانا اسندت وجنتي على يدي ...وحالي يقول: ماهذه الورطة في انصاف الليالي!!! لم يبق إلا قلم !!
ألا يكفي زوجي الدلّوع ...و أبنائي !! يا ربي أدلع مين ولاّ مين !!!
قلمي: على كل حتى لو كتبت بي , ماذا ستكتبين غير قائمة المشتريات !!! أصبحت مخصصا للبصل والبطاطا وحفاظات الأطفال !!!
انا:
اسمع سأبشرك بشارة ... مع اني انقطعت فترة طويلة ...ولكني عدت ولله الحمد ...
قلمي: حقا؟
انا :نعم , فقد كتبت رواية ..أتصدق!
قلمي: كذابة ...لم أر شيئا
أنا: هههههههههه كتبتها على جهاز الكمبيوتر
انفجر قلمي باكيا ...
انا بملل : يووووووووووو , مابالك !!
قلمي: أنا أعرف ان هذا الكيبورد اللعين أخذ مكاني ... أسمعك تطقطقين عليه فاشتعل غضبا , اتمنى لو اقتلع أزاريره تلك ...
أنا:
لا تكن غيورا هكذا ...المهم اني أكتب ... ألست تعاتبني على واجبي تجاه الدين !!! المهم ان أؤدي دوري وأدلي بدلوي وأفكاري مكتوبة او مطبوعة لا يهم !!! أرجوك ضع العاطفة جانبا ...
قلمي عدل وقفته , وقال مظهرا بعض العزة والانفة : ما موضوع الرواية
انا: الحب ..
قلمي: يوووو , قرفتونا بموضوع الحب !
ضحكت بشدة ...
انا: لا تقلق , الرواية تأصل في قلوب المراهقات معان سامية ... الرواية تبين المعنى الحقيقي للحب , وكيف ينبغي للمسلم أن يتعامل مع هذا الموضوع بشكل صحيح فيما يحفظ عليه دينه وإيمانه ...
قلمي: آآها ...فهمت عليك ... على كل لا أستغرب , فانا أعرفك جيدا , واعرف طريقتك في التفكير ..
أنا: كيف تراها ... قلتها مبتسمة
قلمي: بصراحة ...راقية جدا
انا : ههههه احب المديح !!!
قلمي يتجهم بعزّة ...
قلمي: ما اسمها ؟
انا : اسمها المبدئي ....... لالا لن أقول ... حين انشرها ستعرف!
قلمي: ستنشريها ؟
انا : نعم ! وأبشرك بشارة أخرى
قلمي: ماذا؟
انا : بدات برواية أخرى ... رائعة , تأصل في نفوس المراهقين معاني الرفعة والسمو !!
تدفعهم للسعي للمعالي والتألق رغم قسوة الظروف!
قلمي : لم أفهم !
انا: تتحدث عن شاب من رحم المعاناة ومن عمق الحرمان ...ينطلق معانقا المجد ! فهو مع الله ولله ... فكيف لا يأخذ الله بيده للعلا !!!
قلمي: أيضا لا أفهم !!
انا: حتما لن ألخّص لك رواية في سطر ..اصبر ...وستعلم عنها في الوقت المناسب ...
قلمي: ......
انا: تسمح لي انام الآن ؟
قلمي: حسنا ...
انا : كيف سازيل الحبر عن وجنتي !!
سانتقم منك غدا ...
قلمي قفز إلى القمامة ... وقال بصوت حزين : سأنتقم انا لك ... أيقنت أني لا داعي لي ...
قمت وأخرجته من القمامة : بالعكس ...
قلمي: التكنولوجيا أخذت مكاني ... ماعدت اعرف عن روائعك ... فأي متعة للحياة الآن !
كنت أشهد كل رائعة تخطيها باناملك ...كنت احلق معك في المعالي , والآن!! انا قابع في قعر حقيبتك لا ادري عن كل هذه الإنجازات ...لا أدري عن نجاحاتك الأدبية !
صمتّ ...لأني لا أعرف بماذا اجيبه ! فعلا لم يعد له أي داع !! سوى كتابة قائمة المشتريات ..فكل كتاباتي على ذلك الجهاز !!
امسكت قلمي ...دون ان انبس ببنت شفة ... ووضعته في صندوق مجوهراتي ...
لاحتفظ به هناك ..إلى الأبد ... كقطعة ثمينة ... خططت بها يوما أسمى الاماني ... أرقى الافكار واكثرها قدسية ... قلمي ذاك كان أداة أرضيت بها الرحمن ... أو احسبني كذلك ... قلمي ذاك كان سيفا أشهره دفاعا عن هذا الدين ...
سأحتفظ بك قلمي الحبيب ... مع أغلى الأشياء ... لانك الأغلى ... مجوهراتي ستفنى ... وستبقى أنت وزنا ثقيلا في كفة أعمالي ... بإذن الله .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى