طلبة جامعة جدارا : ادفع قسطا تنجح فصلا !

[باربيمراقب عام]

يعاني طلبة جامعة جدارا في محافظة اربد – شمال الاردن - مما أسموه "المزاجية" في تعامل أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية معهم، عدا عن تردي المستوى التعليمي والخدمات المقدمة لهم، إضافة إلى التحكم الواضح لمالكي الجامعة والمساهمين فيها بسياسة الجامعة وشؤونها الأكاديمية.

وتحدث طلبة لـ"السوسنة" عن العديد من الانتهاكات الصريحة التي تمارسها رئاسة الجامعة بحقهم، وأبرزها؛ أن العلاقات الشخصية (الواسطة) مع المدرسين تلعب دورا كبيرا بالحصول على علامات النجاح في المساقات التي يدرسونها.

وأشار طلبة إلى باب آخر يستطيع من خلاله الطالب اجتياز الفصل الدراسي، ألا وهو دفع الأموال وتقديم الهدايا، حتى أن أحد الطلبة قال، "في جامعتنا (جدارا) ادفع قسطا تنجح فصلا".

وكشفت إحدى الطالبات التي اشترطت عدم الكشف عن هويتها، "إنها تعرضت لـ "مضايقات" من عضو في الهيئة التدريسية بالجامعة ، مقابل أن يضع لها علامة كاملة في المساق الذي يدرسه"، وفي ذات السياق أفصحت زميلتها أنها تعرضت لنفس الموقف ولكن من قبل احد موظفي الجامعة.

وعن الطريقة التي تتعامل بها رئاسة الجامعة والأمن الجامعي مع الطلبة الذين يفتعلون المشاجرات، أكد أحد الطلبة الذين شاركوا بمشاجرة وقعت في وقت سابق بالجامعة، أن علاقته الجيدة مع مالك الجامعة تتيح له القيام بما يحلو له .

وضرب الطالب مثلا، "شخص من أبناء المسؤولين في اربد أقام الدنيا وأقعدها داخل حرم الجامعة وكسر ممتلكاتها واعتدى على شخص بالضرب و لم تصدر إدارة الجامعة بحقه أي عقاب".

طلبة أكدوا لـ"السوسنة"، "أن المزاجية في التعامل مع الطلبة تثير الحقد والكراهية بينهم".

وفي كلية الإعلام أبدى الطلبة انزعاجهم الشديد من تدني مستوي التعليم والمعلومات المقدمة لهم حيث أشاروا إلى انه لا حاجة للدراسة نهائيا وبحسب تعبيرهم " ناجح ناجح".

وبالنسبة للمرافق الخدمية داخل الحرم الجامعي، أكد الطلبة أنهم يدفعون مبالغ مالية طائلة في كل فصل كـ(الرسوم)، إلا أن تلك الخدمات لا تلبي أدنى احتياجاتهم .

كما أعرب أهالي الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة (وعددهم ستة طلاب)، عن استيائهم الشديد لعدم اهتمام رئاسة الجامعة بأبنائهم، علما أنهم يسددون كافة التزاماتهم المالية للجامعة في الوقت المحدد.

وقال أحدهم لـ"السوسنة"، إن الجامعة لا تعطيهم أي نوع من الاهتمام المعنوي أو المادي، كما أن أبنائهم لم يستفيدوا من الناحية التعليمية أي شيء على عكس ما غررت بهم الجامعة وأوهمتهم بأنها ستقدم كل ما يحتاجه طلبة الاحتياجات الخاصة".

وهذه الانتهاكات الواقعية والحقيقية وتغاضي الجهات الرقابية المعنية، تعمل على ازدياد أسباب العنف الجامعي وتردي مستوى التعليم وتراجعه إلى الوراء، حيث أصبحت المنشأة التعليمة الخاصة عبارة عن تجارة لا أكثر.

ومن جهته نفى عميد شؤون الطلبة في الجامعة الدكتور محمود مهيدات كافة الاتهامات التي ذكرت سابقا، وأكد أن "مالكي الجامعة لا يتدخلون في الشؤون الأكاديمية ولكن من الناحية الإدارية يحق لهم التدخل فيها كونهم مستثمرين أموالهم في هذه المؤسسة التعليمية".

وعلق مهيدات على جملة "ادفع قسطا تنجح فصلا" بالقول، "هذه العبارة يرددها الطلاب منذ سنوات طويلة لاسيما في الجامعات الخاصة"، وأضاف "دلع" طلاب الجامعة.

واستبعد موضوع " مضايقة الطالبات " وأن يصدر عن أعضاء هيئة التدريس أو موظفي الجامعة مثل هذه التصرفات، وقال" أن حصلت لماذا سمحت الطالبة أن تصل علاقاتها مع المدرس إلى هذا الحد؟؟".

وعقب على موضوع العنف الجامعي بالقول إن المشاجرات في الجامعة نادرة جدا وانه يمكن أن يكون احد المتشاجرين له قرابة في الجامعة وتغاضى عنه.

وبالنسبة لكلية الأعلام نفي كلام طلبة الكلية وأشار انه لا يمكن لطالب اخذ علامة دون جهد أو تعب وأعطى مثلا "انه في احد الفصول أقدم عضو هيئة تدريس بحرمان 17 طالبا من التخرج بسبب استهتارهم بالمساق".

ومن جانب المرافق في الجامعة أشاد بمرافق الجامعة وعبر عن سعادته من المرافق الجميلة والمتطورة التي توجد فيها، مشيرا إلى أن الجامعة تقوم ببناء صالة رياضية ضخمة لتلبية احتياجات الطلبة.

وردا على أهالي ذوي الاحتياجات الخاصة قال "من المفترض أن الطالب الذي اجتاز الثانوية العامة"التوجيهي" يكون قادرا على إكمال دراسته الجامعية بكل سهولة ويسر"، وأضاف أن الجامعة توفر لهم كل احتياجاتهم ومتطلباتهم.

وهاجم المهيدات الجامعات الخاصة الأخرى، لان جامعة جدارا تقدم مستوى تعليمي متقدم وخدمات مميزة لطلبتها تسعى الجامعات الأخرى لتشويه سمعتها .