- باربيمراقب عام
- عدد المساهمات : 11902
نقاط : 28065
التقيم : 14
تاريخ التسجيل : 30/10/2011
المزاج : رائق
جمانة غنيمات تكتب: مصعب خليفة: إنذار مبكر
الإثنين مايو 28, 2012 1:30 am
[b]أخذَ قرارُ نشر صورة المرحوم الشاب مصعب خليفة محروقا يوم أول من أمس جدلا من قبل مجلس التحرير، واستغرق اتخاذ قرار النشر من عدمه وقتا، حتى اتفقتْ الغالبية على النشر، رغم قسوة الصورة.
والحيرة نبعت من الاختلاف على المبررات، فثمة من رأى أن احترام فكرة الموت وقسوة الصورة يقتضي عدم النشر، فيما رأى فريق آخر أن الانتصار لمصعب ولقضيته ولقلة حيلته وضعفه، وتوجيه إنذار مبكر لخدمة الفكرة التي أوصلت مصعب لهذا المصير، يقتضي النشر، والهدف اطلاع الرأي العام على نهاية شاب أردني وضع حدا لحياته عن سبق إصرار وتقصد.
الصورة التي حصلت عليها 'الغد' من أحد شهود العيان قاسية ومخجلة في ذات الوقت.
وكان القرار النهائي بنشر الصورة الأخيرة لمصعب ضرورة رغم قسوتها، والهدف ليس التشويق و'التبهير'، بل الانتصار لمصعب وقضيته، ولسان حالنا يقول إننا قصّرنا مع مصعب، ولم نقدم له الدعم الكافي لقضيته حينما كان حيّا.
ولربما تكون الخطوة محاولة للتعويض عن تقصير الإعلام حيال قضية مصعب الذي لم يجد له مساحة على صفحاتها إلا بعد أن فقدناه، والغاية تقديم نموذج عن حالة الإحباط التي بدأت تسيطر على البعض نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعجز الفرد أمامها.
مصعب توفي إثر إحراق نفسه، والظاهر أن قهره وغضبه المكبوت أوصلاه لمرحلة تقدمت فيها قيمة الموت على الحياة، وفقد فيها غريزة أصيلة في النفس البشرية وهي التعلق بالحياة.
حدُّ اليأس الذي بلغه مصعب، صعب القياس، فهو ربٌّ لأسرة كبيرة وفقيرة، بدخل يصل 400 دينار، وكان يغرقُ بالتزامات مالية، أرهقته وأتعبته، وتضاعف سوء أحواله، حينما جاء قرارُ إنهاء خدماته، كما تزعم الشركة، أو فصله، ليدخل في معاناة جديدة في سبيل استعادة مصدر رزق كان يعيل به أبا وأما مريضين والعديد من الإخوة، وزوجة وطفلة لم يتجاوز عمرها العام.
كيف وصل مصعب لحالة نفسية جعلته قادرا على إحراق جسده لإنهاء حياته هربا من وضع اقتصادي صعب؟
لم يحرق مصعب جسده فقط، بل أشعل النار في فقره وجوعه وبطالته، سعى لإشعال الضمائر التي ماتت، محتجا على الإهمال، وغياب العدالة والقهر والفقر.
الاحتقان ليس مقتصرا على مصعب، فالشعور بعدم الرضا تنامى بشكل مطّرد نتيجة السياسات التي طُبقت، ولم تؤدِ النتائج المتوخاة منها، وتحديدا في تقليص معدلات الفقر والبطالة، وتحسين المستوى المعيشي للمواطن الأردني.
وثمة مليارات أُنفقتْ بهدف الوصول إلى أمثال مصعب والتخفيف من مشاكلهم، لكنها ضاعت دون جدوى، وظلت الحكومات عاجزةً عن تنفيذ الوعود التي قدمتها، وتطبيق البرامج والخطط التي تعهدت بها، حتى جاء يوم كفر المواطن بكل الحكومات.
ما فعله مصعب بمثابة جرس إنذار للمسؤولين، عن الحالة النفسية المتردية التي بلغها المجتمع، وفي ظل الحديث عن قرارات صعبة، ستتخذها حكومة الطراونة قريبا، يبدو مجديا دراسة حالة مصعب، وأخذها بعين الاعتبار، قبل الإقدام على مثل هذه القرارات.
الغد[/b]
والحيرة نبعت من الاختلاف على المبررات، فثمة من رأى أن احترام فكرة الموت وقسوة الصورة يقتضي عدم النشر، فيما رأى فريق آخر أن الانتصار لمصعب ولقضيته ولقلة حيلته وضعفه، وتوجيه إنذار مبكر لخدمة الفكرة التي أوصلت مصعب لهذا المصير، يقتضي النشر، والهدف اطلاع الرأي العام على نهاية شاب أردني وضع حدا لحياته عن سبق إصرار وتقصد.
الصورة التي حصلت عليها 'الغد' من أحد شهود العيان قاسية ومخجلة في ذات الوقت.
وكان القرار النهائي بنشر الصورة الأخيرة لمصعب ضرورة رغم قسوتها، والهدف ليس التشويق و'التبهير'، بل الانتصار لمصعب وقضيته، ولسان حالنا يقول إننا قصّرنا مع مصعب، ولم نقدم له الدعم الكافي لقضيته حينما كان حيّا.
ولربما تكون الخطوة محاولة للتعويض عن تقصير الإعلام حيال قضية مصعب الذي لم يجد له مساحة على صفحاتها إلا بعد أن فقدناه، والغاية تقديم نموذج عن حالة الإحباط التي بدأت تسيطر على البعض نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعجز الفرد أمامها.
مصعب توفي إثر إحراق نفسه، والظاهر أن قهره وغضبه المكبوت أوصلاه لمرحلة تقدمت فيها قيمة الموت على الحياة، وفقد فيها غريزة أصيلة في النفس البشرية وهي التعلق بالحياة.
حدُّ اليأس الذي بلغه مصعب، صعب القياس، فهو ربٌّ لأسرة كبيرة وفقيرة، بدخل يصل 400 دينار، وكان يغرقُ بالتزامات مالية، أرهقته وأتعبته، وتضاعف سوء أحواله، حينما جاء قرارُ إنهاء خدماته، كما تزعم الشركة، أو فصله، ليدخل في معاناة جديدة في سبيل استعادة مصدر رزق كان يعيل به أبا وأما مريضين والعديد من الإخوة، وزوجة وطفلة لم يتجاوز عمرها العام.
كيف وصل مصعب لحالة نفسية جعلته قادرا على إحراق جسده لإنهاء حياته هربا من وضع اقتصادي صعب؟
لم يحرق مصعب جسده فقط، بل أشعل النار في فقره وجوعه وبطالته، سعى لإشعال الضمائر التي ماتت، محتجا على الإهمال، وغياب العدالة والقهر والفقر.
الاحتقان ليس مقتصرا على مصعب، فالشعور بعدم الرضا تنامى بشكل مطّرد نتيجة السياسات التي طُبقت، ولم تؤدِ النتائج المتوخاة منها، وتحديدا في تقليص معدلات الفقر والبطالة، وتحسين المستوى المعيشي للمواطن الأردني.
وثمة مليارات أُنفقتْ بهدف الوصول إلى أمثال مصعب والتخفيف من مشاكلهم، لكنها ضاعت دون جدوى، وظلت الحكومات عاجزةً عن تنفيذ الوعود التي قدمتها، وتطبيق البرامج والخطط التي تعهدت بها، حتى جاء يوم كفر المواطن بكل الحكومات.
ما فعله مصعب بمثابة جرس إنذار للمسؤولين، عن الحالة النفسية المتردية التي بلغها المجتمع، وفي ظل الحديث عن قرارات صعبة، ستتخذها حكومة الطراونة قريبا، يبدو مجديا دراسة حالة مصعب، وأخذها بعين الاعتبار، قبل الإقدام على مثل هذه القرارات.
الغد[/b]
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى