- باربيمراقب عام
- عدد المساهمات : 11902
نقاط : 28065
التقيم : 14
تاريخ التسجيل : 30/10/2011
المزاج : رائق
العبادي يستأنف معاركه البرلمانية بالحلقة الـ 28
الإثنين مايو 28, 2012 10:39 am
يستأنف الدكتور احمد عويدي العبادي نشر حلقات كتابه " معارك برلمانية " حصريا على السوسنة ، بعد توقف لظروف قاهرة ،ونورد تاليا الحلقة السابعة والعشرون :
وبعد حين من الدّهر عاد الرئيس المكحوش ط1 عضواً في مجلس الأعيان، ثم نائبا لرئيس الاعيان ثم رئيساً لمجلس الأعيان وكان عدد من الذين وقفوا معه وانقذوه ينتظرون منه ردّ الجميل وهي جزء من ثقافتنا الاردنية ان يحسن الانسان الى من احسن اليه ( هل جزاء الاحسان الا الاحسان ؟؟ ) , ولكن الرئيس المكحوش ط1 لا علاقة له بالثقافة الاردنية لانه ليس جزء منها بل هو جزء واداة لتدميرها في محاولات منه ومن لف لفه , لم تنقطع عبر حياته واسرته من محاولة تحريف الثقافة الاردنية والموروث الاردني , واذا نجح واياهم تارة او في حالة ما , فان الهزيمة النكراء لاقتهم تارات وتارات , ولولا هرمون التضخيم السياسي لما كان لهم وجود في الاردن الا ضمن دكاكين بيع وشراء الملابس العتيقة البالية.، وقد أسرّ إليّ بعضهم من أحياء وأموات عتبهم وغضبهم عليه ، وحتى ندمهم لموقفهم معه، لأنه صار فيما بعد في موقع يستطيع أن يردّ لهم الجميل بمواقع محترمة، بعد أن فقدوا النيابة بعمليات تزوير فاضحة واضحة عام 1993، وحوربوا لموقفهم معه, بل خسروا النيابة بسبب موقفهم معه , وصار دعمهم له لعنة تطاردهم اينما حلوا , فدفعوا ثمن الموقف وقطف هو ثمنه .
ومع هذا منهم من لقي وجه ربّه مجلوطا مقهورا ، ومنهم من ينتظر، ومع الزمن، وتبدُّل المواقع، أي أن المتهم الفاسد صار مسئولا ورمزا للطهر الوهمي والعفة السرابية , وصار المسحوق متهما بالدفاع عن الفساد والفاسدين،وعن الرئيس المكحوش ط1الذي صار رمزا للنزاهة ؟ يا الهي كيف أن السياسة بالأردن يوم بالسرج ويوم بالخرج , نجد أن الزمن كاف لمعرفة معادن الناس، ولكنه يأتي أحياناً بعد فوات الأوان.
هناك العديد من هؤلاء الذين كانوا دافعوا عن الرئيس المكحوش ط1 , غيروا أراءهم ومواقفهم تجاهه عندما عاد إلى موقعه بفضل أصواتهم له ومواقفهم معه , وامتدحوا رئيس الوزراء المكحوش ط2 , وكان في الاتجاه المعاكس للمكحوش ط1 الذي دافعوا عنه، ففي رأيهم أن ذاك (أي القائم مكحوش ط2 )، وفيّ لرجالاته ولمن يقف معه، وأنه ما خذلهم ولا تخلّى عنهم، اما المكحوش ط1 فهو وفي لمصالح وبرجوازيته اللاشرعية , وقد غير المدافعون عنه اراءهم تغييراً جذرياً وكاملاً، فسبحان الله.
وأصبحوا على قناعة أن ما يصفونه فيه من العقلية البرجوازية ( اي الرئيس المكحوش ط1 ) المبنية على هرمون التضخيم البالوني , غير قادرة على التعامل معهم إلا وهم في مواقع القرار وعندما يكون بحاجة إليهم . فإذا ما غاب المدافعون من مواقع القرار, فإن المكحوش ط1 غير قادر على النزول إليهم من برجه المعلق في الهواء , إلا إذا كانوا أصلاً من طبقة برجوازية فاسدة , ولا اقول من طبقة رفيعة الاصل عالية الكرامة لان المقياس عنده هو مادي متعلق بالمناصب والفساد ونهب المال العام والاستعلاء على الاردنيين , وليس مقياس الاخلاق والكرامة , فمن يهب اموال الشعب الاردني لا كرامة لديه ولا منه , ولا شرف عنده الا في الاعلام الرسمي الذي يجعل من كل من ابي الهب وابي جهل ملهما لا ينطق هراءا
من هنا نتذكر مبدأ عبد الملك بن مروان رحمه الله الذي أوصى بنيه بالإحسان والمكافأة لمن يقف معهم، والعقاب لمن يقف ضدهم، ولكن هؤلاء الزملاء لقوا العقاب في جميع الحالات سواء بسبب وقوفهم مع الرئيس المكحوش ط1، أو ضد الرئيس المكحوش ط2 . وعندما تمكّنت منهم المقصلة والجلاّد لم يتدخل الرئيس المكحوش ط1 لرفع السوط والسيف عنهم رغم أنه أصبح قادراً على ذلك وبإيماءة أو إشارة . وبالمقابل نجد الرئيس المقابل المكحوش ط2 لا يتخلى عن أزلامه سواء أكانوا في مواقع القرار أم كانوا في بيوتهم، ومهما كان حالهم من الشّبع أو الجوع احتاجهم أم لم يكن بحاجة اليهم , أقولها للتاريخ بكل موضوعية رغم أنني خصم لدود كريه للطرفين ولأزلامهما ما ارتجيت منهم ذات يوم خيرا ولا ارتجي .
وعلى أية حال فان الناس معادن وأطباع وان الطبع غالب على التطبع , وان أيا من هذين الرئيسين ليس له عند الأردنيين مكانة واحترام حقيقي سوى أن صاحب القرار فرضهم على الأردنيين وسمح لهم أن يربوا أزلاما لهم وان يطلقوا أيديهم وأيدي أزلامهم وشللهم في المال الأردني العام وتعويم الهوية الاردنية وتازيم القضية الاردنية . وعندما تأتي المحاسبة لا تجد الدليل.
فاللصوصية مدرسة يتعلم فيها اللصوص ليس فن النهب والسرقة فحسب , بل فن إخفاء الدليل والمسروقات والضحك على الجميع والعدالة وأنهم ضحايا وليسوا جزارين . قاتلهم الله ومحقهم ومحق أموالهم ومن تغذى على الحرام من ذريتهم .
أما أنا فأعرف حدودي، وكان موقفي عن قناعة وضمير طالباً شمولية العقاب والمحاسبة، وليس عن عواطف أو مصالح،تؤمن بالانتقائية لمجرد الكره والهوى , رغم أنني كنت أتمنى محاسبة من إحالني على التقاعد وهو الرئيس المكحوش ط1, ولكن العدل أولى من شفاء الغيظ . كانت للكيل بمكيال واحد للجميع وليس بمكيالين لحالة واحدة اسمها الفساد والنهب لمقدرات الوطن والشعب . ولو كنت أبغي المصالح لطلبت المكافأة، وما استحي من ذلك , ولا أتحدث من وراء الكواليس، ولو كنت أتحدث عن عواطف، لكنت العدو الأول للرئيس المكحوش ط1، لما لقيت منه وهو رئيس للوزراء من مضايقات وتقاعد وحرب في لقمة عيش أطفالي.ولكنت استغليتها مناسبة للثار . ولكنني لست كذلك والحمد لله ( ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا , اعدلوا هو اقرب للتقوى واتقوا الله ) . لقد كان موقفي مغاير تماما لمشاعري , لان مخافة الله بتطبيق العدل أولى من الانسياق وراء الكره الذي يكنه قلبي للرئيس المكحوش ط1 .
النقطة الأخرى، التي أدوّنها للتاريخ، أن جيلي ومن سبقنا نحن أبناء العشائر، نتحمّس لكل من يبتسم بوجوهنا, رغم ما تخفيه الابتسامات من مصائب, واحتقار لنا ولعشائرنا ولأردنيتنا . فما أن يأخذ المبتسم مطلبه أو مآربه منا، حتى يدير لنا ظهره، لا بل يفصح عن حقيقته وهي الاحتقار والكره والحقد الذي يكنه لنا .
بل إنني أدرك أن الرئيس المكحوش ط1 وغيره , لديهم فواتير يعطونها أولوية التسديد للاخرين , مهما وقفنا معهم أو ضحينا من أجلهم، لعدالة او لغير عدالة ,فنحن لسنا من الطبقة البرجوازية التي انتفخت على حساب دماء الاردنيين , ليسدِّدوا لنا فواتيرهم، وهم لا يسدِّدونها لمن يقف معهم، بل لمن لهم به علاقة فساد برجوازية بوجه أخر نحن لا نعرفه، وإن كنا نتكهّنه.
فهناك فواتير أولى من فواتير حصان طروادة (وهو نحن) الذي قام بمهمة الحماية الحقيقة مقابل الابتسامة الخادعة , والأخذ بالأحضان والضحك على الذقون .
أما القلوب والمنافع فهي بالتأكيد ليست لنا إطلاقاً. هذا ما قاله ويقوله كل الذين وقفوا مع الرئيس المكحوش ط1, وغيروا أراءهم تجاهه وتجاه من هم على شاكلته بعد ذلك ، وهم يعرفون وأعرف أنهم يريدون مني تدوينها للتاريخ.
لم يكن يؤرق حُماته الذين أهملهم واحتقرهم عدم اتصاله بهم لسنوات انتخاب المكواة ( من الكوي ) لعام 2003، ضدّهم أما أنا فإن ما يؤرقني ما وجدت عليه الزملاء السابقين وقد أمتلأت نفوسهم حنقا وغضباً، فقلت لهم. لو أنكم عشقتم الكتاب كما أعشقه لما انتظرتم مكالمة من (سين) أو (صاد) من الناس أو من الرئيس المكحوش ط1 ليختاركم زملاء له في مجلس الاعيان لانه ينظر اليكم كشهود الزور الذين يجدون الاحتقار بعد اداء شهادتهم الجائرة , فياتون ركبانا ويغادرون مشاة.
قلت لهم وللتاريخ: ما انتظرت يوماً مكافأة على موقف، لأنني ما وقفت موقفاً إلا عن قناعة وإرضاء لضميري , وما أراه خدمة للأردن وليس لمشاعري وعواطفي وهواي , مواقفي ليست للبيع ولا للمقايضة كانت وستبقى باذن الله وانما انني رجل اؤمن ان الكرامة لا تعادلها الا الكرامة , وان الموقف ليس سوقا للخضار ولا سوقا للبغايا ياخذه من يدفع اكثر ,فالكرامة عند الاردني الحر امر لايعادله مال ولا مناصب , وهدر الكرامة لا يعادله الا مايوازيه من جبر الخاطر , ونحن الاردنيون اعتدنا ان نغسل كرامتنا ان تلطخت , اقول نغسلها بالدم . فمن يضربنا كفا قتلناه لانه اهان كرامتنا , ومن يقتل رجلا فانه يجري عليه الصلح بفنجان قهوة , فالكف اهانة والصفح في الصلح كرامة .
اذن فقتل الاردني ليس باعدامه ولا بالمجازر , وانما باهانته , فالاهانة هي القتل ولا يغسلها الا الدماء . ولكن المكحوشين ط1 وط2 لايفهمان هذه الثقافة بكل تاكيد , فهما ليسا منها ولن يكونوا مهما تعاقبت الاجيال .. ورغم كل هذا، فليس في قلبي أو نفسي أو ذهني أي غضب أو حقد، فأنا أعمل بأصلي وفصلي ووظيفتي وأسلوبي الحضاري وأعرف الآخرين في هذه النقاط من خلال ما يتصرفون حيال ما أقوله وأفعله.
ونعود إلى ما قلناه أن السياسية في الأردن. طوراً أو يوماً في الخرج وآخر على السرج، وهي دول وتداول وقد أطنبت في هذه التفاصيل، فقط ليفهم الجميع أن من هو في السرج لابد ويعود للخرج يوماً , بعدما أخرجناه منه , مثلما سيعود من هم بالخرج إلى السرج ثانية , بعد ان وضعهم الاخرون فيه . وإن الأردنيين يتداولون الحديث بينهم عن طبيعة الشخص، وعنصره وإن أي تطنيش لصاحب الفضل وجميل الصنع، يتداولونه ايضا ، ويردّون عليه بالمثل ولو بعد حين، في المستقبل عندما يتبادلون المواقع ثانية بين السرج والخرج.
الحياة السياسية بشكل خاص، والحياة بشكل عام هي مسرحية، ويختلف الممثلون ويتعددون على المسارح، وإذا مات بطل المسرحية، فهو موت تمثيلي، وإذا ظهر أنه طرزان أو ثعبان او الدغري ، فهو أيضاً أمر تمثيلي، وإن القلم والتدوين هو الذي يمكث في الأرض وينفع الناس.
إن الأمور تتغيّر سراعاً، يما يزيد عن قدرة الشعب والسياسيين على استيعابها، إن ذلك أمر عجيب، أن جاءت أيام، أصبح الرجالات الذين خدموا الأردن وساهموا في بنائه، يقفون في طوابير الإهانة عند أي شيء، في المراجعات، في المناسبات، في الدعوات، إذن فالأيام دول، من سرّه زمن ساءته أزمان ولم يسره زمن واحد , بل ازمان ، وهذا برهان على ما قلناه في المقدمة من هذا الجزء.
وقد عمل المحكوشان وادواتهم في معاقل الظلم على القضاء على كرام الناس وسودوا لئام الناس فحاربوا الرفيع ودعموا الوضيع , واستمعوا للوشاية واعرضوا عن كل شكاية , حتى فكفكوا مفاصل الدولة والمجتمع فاذا بالفئات الكريمة من الاردنيين الذين كان لهم دور في ترابط المجتمع مع الدولة والنظام يختفون تماما كما تختفي الغضاريف الرابطة بين العظام في الجسم الواحد , وصارت الدولة والنظام وادواتهما في مواجهة العامة , وتم القضاء على الفئة الحكيمة التي كانت تستحي من الدولة وتمون على الناس / اي يسمعها الناس ويطيعونها , وفي هذا الوضع من المجابهة بين طبقتين هما الدولة والنظام من جهة , والعامة من جهة اخرى برز فيما يسمى الربيع العربي عندما غاب التوازن عن المجتمع وتغول اصحاب القرار على الناس وصموا اذانهم عن سماع اي شي مهما كان من النصحية والشكوى . وكان لكل من سار في ركاب برنامج المكحوشين دور فيما وصلنا اليه من سوء الحال وقلة المال وجوع الاهل والعيال . وقد ذهب هؤلاء الفاسدين بالغنية الحرام , وذهب الناس بالغرم والاذى ولا بد انهم سيثارون لكرامتهم يوما ولو بعد حين , فالثار لكرامة والوطن عند الاردنيين لا يذهب بتقادم الزمن ابدا , ولتفهم القطعان الضالة ذلك بوضوح .
الطريقة التي يسلكها المكحوشان هي الادعاء بالاخلاص للاردن وقبله للنظام , ولكن ترى هل الفاسد والافساد والنهب برهان على الاخلاص للبلاد والعباد ؟ في رايهم نعم , وفي راينا :لا والف لا. هم يرون انهم اعلى منا نحن الاردنيون اصحاب الشرعية الحقيقية , ونحن نعرف انهم فاقدون للشرعية فكيف من لا شرعية له يمكن ان يكون اعلى من صاحب الشرعية؟ وهل المولود سفاحا يتقدم في شرعيته على المولود من ابوين عثمانيين شرعيين ؟. واعجبني احد الاشخاص هو بدوي وطني ومحترم جدا وصاحب فكر ورؤى وطنية اذ يعرف على نفسه دائما انه من ابوين بيزنطيين , كبرهان ودلالة على تجذره في البلاد , وان من يدعي الحرص على الاردن من الفئات الضالة انما يحولون الوطن الى مسرح للعويل والصراغ وللدبكة احيانا .
ورغم الخلاف والصراع / سمه ماشئت / بين الرئيسين المحكوشين الا انهما ومن معهما ومن يعلوهما متفقون على ان يبقوا كالزيت فوق اللبن , وان تبقى الكرة متداولة بينهما , وكلاهما وجهان لعملة واحدة , وكل منهما لديه مشروعه الاقتصادي النهبي / من النهب / تحت العباءة السياسية , وكلاهما كانا معدمية وصارا اصحاب الملايين , وكانا بلا ارض ولا اطيان وصارا من اصحاب الارصدة في الداخل والخارج . ولا بد من يوم ياتي وتتم محاسبتهما ومن في حكمهما ممن يعلوهما او يدنوهما , وذلك عندما تصبح مصلحة الوطن هي المهيمن الاساس في مواقع القرار . كلاهما يضحي بنا وبالوطن من اجل مصالحه ثم يجلس كمالك الحزين يدعي الفقر والانتماء والتضحية من اجل الوطن الاردنية . ولهم حديث في كل مجلس يختلف عنه في المجلس الذي يسبقه او يليه .
ثم ناتي الى السؤال التالي : كيف سيكون حال هؤلاء الذين ما قدموا وفاء واعتباراً لمن ضحى من أجلهم ودافع عنهم؟ فإذا كان الذين غادروا المسرح، وهم كرام مكرمين يلقون من عدم الاعتبار ما نسمعه ونراه ونلمَسَهُ ونعاينه، فكيف عليه حال هؤلاء الذين لا يعتبرون من رجالات الأردن ولا من ابناء العشائر , وإن توهموا أنهم من رجالات الدولة؟ ولم يتعرفوا عليهم إلا وقت الحاجة؟! لا أظن أن قمامة التاريخ ستكون كافية لهم، لأنها يمكن أن تستخدم سماداً للمزروعات والأطعمة . اما هم فسيذهبون مع المياه العادمة , مع المياه الاسنة بكل تاكيد , أو ربما مع مخرجات نِسْر في الأجواء العالية، لا يشمّها بَشَرُ ولا يراها إبنُ بَشَرٍ , وللحدديث بقية في الحلقة 28 ان شاء الله .
وبعد حين من الدّهر عاد الرئيس المكحوش ط1 عضواً في مجلس الأعيان، ثم نائبا لرئيس الاعيان ثم رئيساً لمجلس الأعيان وكان عدد من الذين وقفوا معه وانقذوه ينتظرون منه ردّ الجميل وهي جزء من ثقافتنا الاردنية ان يحسن الانسان الى من احسن اليه ( هل جزاء الاحسان الا الاحسان ؟؟ ) , ولكن الرئيس المكحوش ط1 لا علاقة له بالثقافة الاردنية لانه ليس جزء منها بل هو جزء واداة لتدميرها في محاولات منه ومن لف لفه , لم تنقطع عبر حياته واسرته من محاولة تحريف الثقافة الاردنية والموروث الاردني , واذا نجح واياهم تارة او في حالة ما , فان الهزيمة النكراء لاقتهم تارات وتارات , ولولا هرمون التضخيم السياسي لما كان لهم وجود في الاردن الا ضمن دكاكين بيع وشراء الملابس العتيقة البالية.، وقد أسرّ إليّ بعضهم من أحياء وأموات عتبهم وغضبهم عليه ، وحتى ندمهم لموقفهم معه، لأنه صار فيما بعد في موقع يستطيع أن يردّ لهم الجميل بمواقع محترمة، بعد أن فقدوا النيابة بعمليات تزوير فاضحة واضحة عام 1993، وحوربوا لموقفهم معه, بل خسروا النيابة بسبب موقفهم معه , وصار دعمهم له لعنة تطاردهم اينما حلوا , فدفعوا ثمن الموقف وقطف هو ثمنه .
ومع هذا منهم من لقي وجه ربّه مجلوطا مقهورا ، ومنهم من ينتظر، ومع الزمن، وتبدُّل المواقع، أي أن المتهم الفاسد صار مسئولا ورمزا للطهر الوهمي والعفة السرابية , وصار المسحوق متهما بالدفاع عن الفساد والفاسدين،وعن الرئيس المكحوش ط1الذي صار رمزا للنزاهة ؟ يا الهي كيف أن السياسة بالأردن يوم بالسرج ويوم بالخرج , نجد أن الزمن كاف لمعرفة معادن الناس، ولكنه يأتي أحياناً بعد فوات الأوان.
هناك العديد من هؤلاء الذين كانوا دافعوا عن الرئيس المكحوش ط1 , غيروا أراءهم ومواقفهم تجاهه عندما عاد إلى موقعه بفضل أصواتهم له ومواقفهم معه , وامتدحوا رئيس الوزراء المكحوش ط2 , وكان في الاتجاه المعاكس للمكحوش ط1 الذي دافعوا عنه، ففي رأيهم أن ذاك (أي القائم مكحوش ط2 )، وفيّ لرجالاته ولمن يقف معه، وأنه ما خذلهم ولا تخلّى عنهم، اما المكحوش ط1 فهو وفي لمصالح وبرجوازيته اللاشرعية , وقد غير المدافعون عنه اراءهم تغييراً جذرياً وكاملاً، فسبحان الله.
وأصبحوا على قناعة أن ما يصفونه فيه من العقلية البرجوازية ( اي الرئيس المكحوش ط1 ) المبنية على هرمون التضخيم البالوني , غير قادرة على التعامل معهم إلا وهم في مواقع القرار وعندما يكون بحاجة إليهم . فإذا ما غاب المدافعون من مواقع القرار, فإن المكحوش ط1 غير قادر على النزول إليهم من برجه المعلق في الهواء , إلا إذا كانوا أصلاً من طبقة برجوازية فاسدة , ولا اقول من طبقة رفيعة الاصل عالية الكرامة لان المقياس عنده هو مادي متعلق بالمناصب والفساد ونهب المال العام والاستعلاء على الاردنيين , وليس مقياس الاخلاق والكرامة , فمن يهب اموال الشعب الاردني لا كرامة لديه ولا منه , ولا شرف عنده الا في الاعلام الرسمي الذي يجعل من كل من ابي الهب وابي جهل ملهما لا ينطق هراءا
من هنا نتذكر مبدأ عبد الملك بن مروان رحمه الله الذي أوصى بنيه بالإحسان والمكافأة لمن يقف معهم، والعقاب لمن يقف ضدهم، ولكن هؤلاء الزملاء لقوا العقاب في جميع الحالات سواء بسبب وقوفهم مع الرئيس المكحوش ط1، أو ضد الرئيس المكحوش ط2 . وعندما تمكّنت منهم المقصلة والجلاّد لم يتدخل الرئيس المكحوش ط1 لرفع السوط والسيف عنهم رغم أنه أصبح قادراً على ذلك وبإيماءة أو إشارة . وبالمقابل نجد الرئيس المقابل المكحوش ط2 لا يتخلى عن أزلامه سواء أكانوا في مواقع القرار أم كانوا في بيوتهم، ومهما كان حالهم من الشّبع أو الجوع احتاجهم أم لم يكن بحاجة اليهم , أقولها للتاريخ بكل موضوعية رغم أنني خصم لدود كريه للطرفين ولأزلامهما ما ارتجيت منهم ذات يوم خيرا ولا ارتجي .
وعلى أية حال فان الناس معادن وأطباع وان الطبع غالب على التطبع , وان أيا من هذين الرئيسين ليس له عند الأردنيين مكانة واحترام حقيقي سوى أن صاحب القرار فرضهم على الأردنيين وسمح لهم أن يربوا أزلاما لهم وان يطلقوا أيديهم وأيدي أزلامهم وشللهم في المال الأردني العام وتعويم الهوية الاردنية وتازيم القضية الاردنية . وعندما تأتي المحاسبة لا تجد الدليل.
فاللصوصية مدرسة يتعلم فيها اللصوص ليس فن النهب والسرقة فحسب , بل فن إخفاء الدليل والمسروقات والضحك على الجميع والعدالة وأنهم ضحايا وليسوا جزارين . قاتلهم الله ومحقهم ومحق أموالهم ومن تغذى على الحرام من ذريتهم .
أما أنا فأعرف حدودي، وكان موقفي عن قناعة وضمير طالباً شمولية العقاب والمحاسبة، وليس عن عواطف أو مصالح،تؤمن بالانتقائية لمجرد الكره والهوى , رغم أنني كنت أتمنى محاسبة من إحالني على التقاعد وهو الرئيس المكحوش ط1, ولكن العدل أولى من شفاء الغيظ . كانت للكيل بمكيال واحد للجميع وليس بمكيالين لحالة واحدة اسمها الفساد والنهب لمقدرات الوطن والشعب . ولو كنت أبغي المصالح لطلبت المكافأة، وما استحي من ذلك , ولا أتحدث من وراء الكواليس، ولو كنت أتحدث عن عواطف، لكنت العدو الأول للرئيس المكحوش ط1، لما لقيت منه وهو رئيس للوزراء من مضايقات وتقاعد وحرب في لقمة عيش أطفالي.ولكنت استغليتها مناسبة للثار . ولكنني لست كذلك والحمد لله ( ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا , اعدلوا هو اقرب للتقوى واتقوا الله ) . لقد كان موقفي مغاير تماما لمشاعري , لان مخافة الله بتطبيق العدل أولى من الانسياق وراء الكره الذي يكنه قلبي للرئيس المكحوش ط1 .
النقطة الأخرى، التي أدوّنها للتاريخ، أن جيلي ومن سبقنا نحن أبناء العشائر، نتحمّس لكل من يبتسم بوجوهنا, رغم ما تخفيه الابتسامات من مصائب, واحتقار لنا ولعشائرنا ولأردنيتنا . فما أن يأخذ المبتسم مطلبه أو مآربه منا، حتى يدير لنا ظهره، لا بل يفصح عن حقيقته وهي الاحتقار والكره والحقد الذي يكنه لنا .
بل إنني أدرك أن الرئيس المكحوش ط1 وغيره , لديهم فواتير يعطونها أولوية التسديد للاخرين , مهما وقفنا معهم أو ضحينا من أجلهم، لعدالة او لغير عدالة ,فنحن لسنا من الطبقة البرجوازية التي انتفخت على حساب دماء الاردنيين , ليسدِّدوا لنا فواتيرهم، وهم لا يسدِّدونها لمن يقف معهم، بل لمن لهم به علاقة فساد برجوازية بوجه أخر نحن لا نعرفه، وإن كنا نتكهّنه.
فهناك فواتير أولى من فواتير حصان طروادة (وهو نحن) الذي قام بمهمة الحماية الحقيقة مقابل الابتسامة الخادعة , والأخذ بالأحضان والضحك على الذقون .
أما القلوب والمنافع فهي بالتأكيد ليست لنا إطلاقاً. هذا ما قاله ويقوله كل الذين وقفوا مع الرئيس المكحوش ط1, وغيروا أراءهم تجاهه وتجاه من هم على شاكلته بعد ذلك ، وهم يعرفون وأعرف أنهم يريدون مني تدوينها للتاريخ.
لم يكن يؤرق حُماته الذين أهملهم واحتقرهم عدم اتصاله بهم لسنوات انتخاب المكواة ( من الكوي ) لعام 2003، ضدّهم أما أنا فإن ما يؤرقني ما وجدت عليه الزملاء السابقين وقد أمتلأت نفوسهم حنقا وغضباً، فقلت لهم. لو أنكم عشقتم الكتاب كما أعشقه لما انتظرتم مكالمة من (سين) أو (صاد) من الناس أو من الرئيس المكحوش ط1 ليختاركم زملاء له في مجلس الاعيان لانه ينظر اليكم كشهود الزور الذين يجدون الاحتقار بعد اداء شهادتهم الجائرة , فياتون ركبانا ويغادرون مشاة.
قلت لهم وللتاريخ: ما انتظرت يوماً مكافأة على موقف، لأنني ما وقفت موقفاً إلا عن قناعة وإرضاء لضميري , وما أراه خدمة للأردن وليس لمشاعري وعواطفي وهواي , مواقفي ليست للبيع ولا للمقايضة كانت وستبقى باذن الله وانما انني رجل اؤمن ان الكرامة لا تعادلها الا الكرامة , وان الموقف ليس سوقا للخضار ولا سوقا للبغايا ياخذه من يدفع اكثر ,فالكرامة عند الاردني الحر امر لايعادله مال ولا مناصب , وهدر الكرامة لا يعادله الا مايوازيه من جبر الخاطر , ونحن الاردنيون اعتدنا ان نغسل كرامتنا ان تلطخت , اقول نغسلها بالدم . فمن يضربنا كفا قتلناه لانه اهان كرامتنا , ومن يقتل رجلا فانه يجري عليه الصلح بفنجان قهوة , فالكف اهانة والصفح في الصلح كرامة .
اذن فقتل الاردني ليس باعدامه ولا بالمجازر , وانما باهانته , فالاهانة هي القتل ولا يغسلها الا الدماء . ولكن المكحوشين ط1 وط2 لايفهمان هذه الثقافة بكل تاكيد , فهما ليسا منها ولن يكونوا مهما تعاقبت الاجيال .. ورغم كل هذا، فليس في قلبي أو نفسي أو ذهني أي غضب أو حقد، فأنا أعمل بأصلي وفصلي ووظيفتي وأسلوبي الحضاري وأعرف الآخرين في هذه النقاط من خلال ما يتصرفون حيال ما أقوله وأفعله.
ونعود إلى ما قلناه أن السياسية في الأردن. طوراً أو يوماً في الخرج وآخر على السرج، وهي دول وتداول وقد أطنبت في هذه التفاصيل، فقط ليفهم الجميع أن من هو في السرج لابد ويعود للخرج يوماً , بعدما أخرجناه منه , مثلما سيعود من هم بالخرج إلى السرج ثانية , بعد ان وضعهم الاخرون فيه . وإن الأردنيين يتداولون الحديث بينهم عن طبيعة الشخص، وعنصره وإن أي تطنيش لصاحب الفضل وجميل الصنع، يتداولونه ايضا ، ويردّون عليه بالمثل ولو بعد حين، في المستقبل عندما يتبادلون المواقع ثانية بين السرج والخرج.
الحياة السياسية بشكل خاص، والحياة بشكل عام هي مسرحية، ويختلف الممثلون ويتعددون على المسارح، وإذا مات بطل المسرحية، فهو موت تمثيلي، وإذا ظهر أنه طرزان أو ثعبان او الدغري ، فهو أيضاً أمر تمثيلي، وإن القلم والتدوين هو الذي يمكث في الأرض وينفع الناس.
إن الأمور تتغيّر سراعاً، يما يزيد عن قدرة الشعب والسياسيين على استيعابها، إن ذلك أمر عجيب، أن جاءت أيام، أصبح الرجالات الذين خدموا الأردن وساهموا في بنائه، يقفون في طوابير الإهانة عند أي شيء، في المراجعات، في المناسبات، في الدعوات، إذن فالأيام دول، من سرّه زمن ساءته أزمان ولم يسره زمن واحد , بل ازمان ، وهذا برهان على ما قلناه في المقدمة من هذا الجزء.
وقد عمل المحكوشان وادواتهم في معاقل الظلم على القضاء على كرام الناس وسودوا لئام الناس فحاربوا الرفيع ودعموا الوضيع , واستمعوا للوشاية واعرضوا عن كل شكاية , حتى فكفكوا مفاصل الدولة والمجتمع فاذا بالفئات الكريمة من الاردنيين الذين كان لهم دور في ترابط المجتمع مع الدولة والنظام يختفون تماما كما تختفي الغضاريف الرابطة بين العظام في الجسم الواحد , وصارت الدولة والنظام وادواتهما في مواجهة العامة , وتم القضاء على الفئة الحكيمة التي كانت تستحي من الدولة وتمون على الناس / اي يسمعها الناس ويطيعونها , وفي هذا الوضع من المجابهة بين طبقتين هما الدولة والنظام من جهة , والعامة من جهة اخرى برز فيما يسمى الربيع العربي عندما غاب التوازن عن المجتمع وتغول اصحاب القرار على الناس وصموا اذانهم عن سماع اي شي مهما كان من النصحية والشكوى . وكان لكل من سار في ركاب برنامج المكحوشين دور فيما وصلنا اليه من سوء الحال وقلة المال وجوع الاهل والعيال . وقد ذهب هؤلاء الفاسدين بالغنية الحرام , وذهب الناس بالغرم والاذى ولا بد انهم سيثارون لكرامتهم يوما ولو بعد حين , فالثار لكرامة والوطن عند الاردنيين لا يذهب بتقادم الزمن ابدا , ولتفهم القطعان الضالة ذلك بوضوح .
الطريقة التي يسلكها المكحوشان هي الادعاء بالاخلاص للاردن وقبله للنظام , ولكن ترى هل الفاسد والافساد والنهب برهان على الاخلاص للبلاد والعباد ؟ في رايهم نعم , وفي راينا :لا والف لا. هم يرون انهم اعلى منا نحن الاردنيون اصحاب الشرعية الحقيقية , ونحن نعرف انهم فاقدون للشرعية فكيف من لا شرعية له يمكن ان يكون اعلى من صاحب الشرعية؟ وهل المولود سفاحا يتقدم في شرعيته على المولود من ابوين عثمانيين شرعيين ؟. واعجبني احد الاشخاص هو بدوي وطني ومحترم جدا وصاحب فكر ورؤى وطنية اذ يعرف على نفسه دائما انه من ابوين بيزنطيين , كبرهان ودلالة على تجذره في البلاد , وان من يدعي الحرص على الاردن من الفئات الضالة انما يحولون الوطن الى مسرح للعويل والصراغ وللدبكة احيانا .
ورغم الخلاف والصراع / سمه ماشئت / بين الرئيسين المحكوشين الا انهما ومن معهما ومن يعلوهما متفقون على ان يبقوا كالزيت فوق اللبن , وان تبقى الكرة متداولة بينهما , وكلاهما وجهان لعملة واحدة , وكل منهما لديه مشروعه الاقتصادي النهبي / من النهب / تحت العباءة السياسية , وكلاهما كانا معدمية وصارا اصحاب الملايين , وكانا بلا ارض ولا اطيان وصارا من اصحاب الارصدة في الداخل والخارج . ولا بد من يوم ياتي وتتم محاسبتهما ومن في حكمهما ممن يعلوهما او يدنوهما , وذلك عندما تصبح مصلحة الوطن هي المهيمن الاساس في مواقع القرار . كلاهما يضحي بنا وبالوطن من اجل مصالحه ثم يجلس كمالك الحزين يدعي الفقر والانتماء والتضحية من اجل الوطن الاردنية . ولهم حديث في كل مجلس يختلف عنه في المجلس الذي يسبقه او يليه .
ثم ناتي الى السؤال التالي : كيف سيكون حال هؤلاء الذين ما قدموا وفاء واعتباراً لمن ضحى من أجلهم ودافع عنهم؟ فإذا كان الذين غادروا المسرح، وهم كرام مكرمين يلقون من عدم الاعتبار ما نسمعه ونراه ونلمَسَهُ ونعاينه، فكيف عليه حال هؤلاء الذين لا يعتبرون من رجالات الأردن ولا من ابناء العشائر , وإن توهموا أنهم من رجالات الدولة؟ ولم يتعرفوا عليهم إلا وقت الحاجة؟! لا أظن أن قمامة التاريخ ستكون كافية لهم، لأنها يمكن أن تستخدم سماداً للمزروعات والأطعمة . اما هم فسيذهبون مع المياه العادمة , مع المياه الاسنة بكل تاكيد , أو ربما مع مخرجات نِسْر في الأجواء العالية، لا يشمّها بَشَرُ ولا يراها إبنُ بَشَرٍ , وللحدديث بقية في الحلقة 28 ان شاء الله .
- الملك : الانتخابات الخطوة الاولى نحو الحكومات البرلمانية
- "أمن الدولة" تفرج عن مناصري العبادي (أسماء)
- العبادي لسرايا: الحركة الوطنية لم تفصلني ولم أعلن الجمهورية الأردنية .. وكراسنة يرد
- عاجل.. الافراج عن احمد عويدي العبادي بعد قليل
- منتخب الأردن يستأنف تدريباته اليوم بعد أجازة العيد إستعداداً لسنغافورة بتصفيات المونديال.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى