جهاد جبارة يكتب لسرايا: البحر الميت...إكرام الميت دفنه!

[angelالمدير العام]

ها هي الحافلات البرتقالية تعود لتذرع الطرقات وعلى متنها تلاميذ كانوا قد جلسوا في حِضن العيد, ما يربو على أسبوع.

تُرى هل أن أحدهم,أو إحداهن سيسأله المُدرّس,أو المُدرّسة لماذا لم يحالفنا الحظ ليلة أمس,ولم نتمكن من إيقاظ البحر من موته الذي طال؟!.
أشك في ذلك,فلا أحد يعنيه أمر أن يُخذل الوطن!,على الرغم من أن التلاميذ الموسرين قضوا العيد هناك يغسلون سيقانهم بمائه,إلا أن أحدا منهم لم يبعث برسالة واحدة فحواها"البحر الميت"!.
خسارة!...ألا يكون هذا البحر من ضمن عجائب الدنيا الطبيعية,لكن هذا لا يعني نهاية الأمل بل يقود لسؤال"لماذا خذلناه لهذا البحر"؟!.
حسناً,ها أنذا أتذكر البتراء,عاصمة السادة الأنباط,والتي فازت باللقب سابقاً كواحدة من العجائب التي أبدع الإنسان في تشكيلها,تُراه من روّج لها؟,نحن؟,أجزم أن لا بل هم الأنباط الذين وصلت ملامح وجودهم حتى شواطئ البحار في أوروبا منذ آلاف السنين!,كيف نحن الذين روّجنا لها ولم نزل نجهل,أو نُحجم عن تسويقها عالميا,وداخلياً لغاية لحظة يضع قلمي نقطة بعد آخر كلمة في آخر سطرٍ من هذا المقال؟!.
يُدهشني هذا العدد الهائل من مُجسمات البتراء التي انتصبت على الطريق لتدُل الناس الغرباء,والمُقيمين,والمواطنين على موقعها!!!.
بالطبع أنا أتندّر!.
أرجوكم أجيبوني,كيف لي أن أصل البتراء من خلال طريق تخلو من أدنى إشارة لها,سوى تلك اليافطة كئيبة اللون,والتي لا تُرى من نافذة عربة تسير الهُوينى؟!.
ليس هذا فقط,بل أن وزراء السياحة المتعاقبون من ذكور,وإناث يعرفون أي تقصير قصّروه تجاه البتراء!.
حرام!,حرام!,هل أذهب لأصرخ وأدب الصوت علّ الأنباط يستيقظون من موتهم فيشاهدوا كيف أننا لم نحترم,ونُقدّر إرثهم الثمين هذا؟!.
ها أنا أعود ثانية للحُلُم الذي أجهزنا عليه من أول نوم,أقصد "البحر الميّت"....الذي لا زال يفتقر لخطة جادة تقود لترويجه عالمياً,أم ظننتم أن المؤتمرات التي تُعقد داخل فنادقه هي وحدها كافية لترويجه؟!.
هناك بِضعة أسئلة ساذجة تبحث عن أجوبة,حتى لو كانت تافهة,أقبلها!.
فنادق النجوم الخمس,والتي تغتسل على شواطئه لتغسل دم النزلاء الأردنيين الذي امتصته حتى الثمالة!,لماذا لم تقم بشراء رسائل ترويج و توزيعها على جموع الناس الذين نضبت أرصدة هواتفهم جراء تبادل التهاني في العيد؟!.
شركات الإتصالات,وبدلاً من أن تُسهم في الترويج,إنتظرت فرصتها لجمع المزيد من غباء,وهبل المواطنين!.
مؤسسات,وشركات السياحة والسفر,وعلى رأسها الناقل الوطني,لماذا لم تقم بشراء رسائل وتوزيعها مجانا مرفقة مع تذاكر السفر التي بيعت,والرحلات السياحية التي رُوّج لها,والمسافرين الذين سافروا؟!.
السفارات الأردنية في الخارج,هل شاركتنا الحُلُم؟
الجامعات,هل فعلت؟.
أما التلفزيون الأردني الرسمي فكان له خطة من طراز الفزعة عن طريق حشد الدبيكة,وأرتال المذيعات اللوتي استعرضن أرديتهن على ضفاف الميّت,مُستبعدين استضافة أكادميين من ذوي الإختصاصات العلمية,الجيولوجية والكيميائية,ليقولوا للعالم وبلغة يحترمها العالم ما هو البحر الميّت؟!
لوزير السياحة الجديد أقول أن ثمة مواطنين قاموا بالترويج للبحر الميّت على صفحاتهم في الفيسبوك و تويتر أكثر مما فعلت وزارته!
سؤالي هو:لماذا أردتم وبعد هذا الموت المديد,دفن البحر الميّت الآن؟!,هل لأن إكرام الميّت دفنه,أم ماذا؟!

[angelالمدير العام]

جهاد جبارة يكتب لسرايا: البحر الميت...إكرام الميت دفنه!