- باربيمراقب عام
- عدد المساهمات : 11902
نقاط : 28065
التقيم : 14
تاريخ التسجيل : 30/10/2011
المزاج : رائق
أرشيـــف الحيــاة !!
الإثنين نوفمبر 14, 2011 3:01 am
=violet]]أرشيـــف الحيــاة !!
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
تلك النهاية المرفوضة .. وحقيقة غير مرغوبة .. والثانية الثانية بعد الأولى من عمر الإنسان هي خطوة تالية مقربة للنهاية .. ويبدأ التعداد في عداد الحساب منذ لحظة الولادة .. ولكن حسابات العداد في البدايات غير مبالية من الإنسان .. حيث الاعتقاد لدى الجميع أن الباقي من عمر الحياة يكفي ويزيد .. وبالفطرة الإنسان يفضل أن يتناسى الحساب .. وتلك هي فلسفة مسمى الإنسان .. انه يتعمد أن يتناسى حقيقة واقعية .. حقيقة تدق نواقيسها كل لحظة وحين .. حيث الإشارات من وقت لآخر .. فبعضهم قد انتهى لديهم مخزون الزمن المقرر .. فرحل كارهاً أو راغباً .. ثم لا يعود أبداً ليحكي حقيقة المآل للذين ما زالوا عداداتهم تعمل .. وتلك هي من الأسرار الكبيرة التي تحير .. وهي من المجهولات التي عادة تخيف .. وبالرغم من ذلك فإن الإنسان لا يزال يتناسى .. ويظن بتعمد أن الدائرة لن تدور عليه .. أو أنه يعلم جيداً بتلك الحقيقة ولكنه لا يريد التفكير في ذلك الاتجاه .. ويظل يراوغ في الحسابات ويبني قصور الأوهام ويبتعد عن حقيقة الأرشيف .. وحيث الحصيلة في النهاية التزايد في أرشيف المقابر .. زيادة في استمرار منذ نزول الإنسان لكوكب الأرض .
وهناك حديث وضعه العلماء الأجلاء في قياس الضعيف جداً يقول : ( اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ، و اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا . ( فلو ابتعدنا بالحديث من مرحلة الأحاديث إلى مرحلة الحكم .. نجد الحكمة قوية جداً .. فالعمل من أجل الدنيا في الحدود المباحة المتاحة يدخل في جملة العبادات .. والعمل من أجل الآخرة حسب العقيدة الصحيحة هو الهدف أساساً من رسالة الحياة .. ولكن في الوقع المعاش نجد أن الإنسان يفضل النصف الأول من الحكمة فيعمل وكأنه سيعيش أبداً .. ثم يتناسى النصف الثاني من الحكمة ولا يقبل حكمة الموت غداً .. وبالرغم من أن القرائن تتوالى .. والرسالات تتوارد بشدة يوماً بعد يوم .. وفي محطات العمر تأتي تلك اللحظات عندما تبدأ اختفاء وجوه الأقران من ساحات العين .. ورويداً رويداً يظهر هناك آخرون في الساحة .. وتتواجد أسراب غير الأسراب .. ويتزايد تعداد أصحاب الدور الحالي في التمثيل على مسرح الحياة .. ومن الماضي فقط شذارات هنا وهناك على قلة تشار إليها بأنها من بواقي الذكريات .. ومن بواقي أبطال المسرح السابقين .. وعند ذلك فقط يدرك الإنسان جيداً بأنه قد أخطأ في تهاون حسابات العداد في الماضي .. ثم يحاول أن يقر بالوقع .. ولكن ذلك إقرار عاجز يأتي متأخراً .. حيث لم يعمل لآخرة كأنه سيموت غداً .. وقد نفذت مخزون الأيام لديه حتى يمكن تلافي نتائج التهاون والإسراف .. وقد يحاول أن يلاحق ولكن تلك محاولة في المحك .. والسؤال يصبح عادلاً عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيم أبتلاه :
( رواه الترمذي من حديث بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
لا تزولقدم بن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وماذا عمل فيما علم ) .
والرسالات تصل للإنسان تباعاً .. من أوائلها هجمات البياض لمواقع السواد .. وبدايات الوهن بعد مراحل فتوة وشباب .. وتساقط عدة الأكل من الأسنان .. وشكوى العيون من ضعف الإبصار .. ثم انحناء اللعمود الفقري بعد الشكوى من طول الانتصاب .. ثم ترهل تلك الأرجل التي أخذت حقها كفاية من مشاوير اللهو والركض .. ثم مرحلة يشتكي فيها العقل من كثرة الزمن فيتعمد في النسيان .. ثم يتدرج ليدخل في مرحلة عدم العلم بعد العلم .. ثم هناك تلك العيوب الكبرى عيوب أرذل العمر .
يقول تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ( سورة الحج آية رقم 5 ) .
ويقول تعالى : ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ) [ الروم : 54 ] .
فنستعيذ بالله أن نرد إلى أرذل العمر .. فنكون بذلك عالة على من يتكفل .. فاقدين الحول والقوة في قضاء حاجات كانت مقدورة .. وفاقدين الحرص لعورات كانت مستورة .. وفي عمل حسنات كانت مبذولة . وطاعات كانت مسبوقة .
( ثبت في صحيح البخاري عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه: كان يعلم بنيه هؤلاء الكلمات كما يعلم المعلم الغلمان الكتابة ويقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ منهن دبر الصلاة اللهم إني أعوذ بك من الجبن وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر ) .[/size]
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( المقال للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
تلك النهاية المرفوضة .. وحقيقة غير مرغوبة .. والثانية الثانية بعد الأولى من عمر الإنسان هي خطوة تالية مقربة للنهاية .. ويبدأ التعداد في عداد الحساب منذ لحظة الولادة .. ولكن حسابات العداد في البدايات غير مبالية من الإنسان .. حيث الاعتقاد لدى الجميع أن الباقي من عمر الحياة يكفي ويزيد .. وبالفطرة الإنسان يفضل أن يتناسى الحساب .. وتلك هي فلسفة مسمى الإنسان .. انه يتعمد أن يتناسى حقيقة واقعية .. حقيقة تدق نواقيسها كل لحظة وحين .. حيث الإشارات من وقت لآخر .. فبعضهم قد انتهى لديهم مخزون الزمن المقرر .. فرحل كارهاً أو راغباً .. ثم لا يعود أبداً ليحكي حقيقة المآل للذين ما زالوا عداداتهم تعمل .. وتلك هي من الأسرار الكبيرة التي تحير .. وهي من المجهولات التي عادة تخيف .. وبالرغم من ذلك فإن الإنسان لا يزال يتناسى .. ويظن بتعمد أن الدائرة لن تدور عليه .. أو أنه يعلم جيداً بتلك الحقيقة ولكنه لا يريد التفكير في ذلك الاتجاه .. ويظل يراوغ في الحسابات ويبني قصور الأوهام ويبتعد عن حقيقة الأرشيف .. وحيث الحصيلة في النهاية التزايد في أرشيف المقابر .. زيادة في استمرار منذ نزول الإنسان لكوكب الأرض .
وهناك حديث وضعه العلماء الأجلاء في قياس الضعيف جداً يقول : ( اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ، و اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا . ( فلو ابتعدنا بالحديث من مرحلة الأحاديث إلى مرحلة الحكم .. نجد الحكمة قوية جداً .. فالعمل من أجل الدنيا في الحدود المباحة المتاحة يدخل في جملة العبادات .. والعمل من أجل الآخرة حسب العقيدة الصحيحة هو الهدف أساساً من رسالة الحياة .. ولكن في الوقع المعاش نجد أن الإنسان يفضل النصف الأول من الحكمة فيعمل وكأنه سيعيش أبداً .. ثم يتناسى النصف الثاني من الحكمة ولا يقبل حكمة الموت غداً .. وبالرغم من أن القرائن تتوالى .. والرسالات تتوارد بشدة يوماً بعد يوم .. وفي محطات العمر تأتي تلك اللحظات عندما تبدأ اختفاء وجوه الأقران من ساحات العين .. ورويداً رويداً يظهر هناك آخرون في الساحة .. وتتواجد أسراب غير الأسراب .. ويتزايد تعداد أصحاب الدور الحالي في التمثيل على مسرح الحياة .. ومن الماضي فقط شذارات هنا وهناك على قلة تشار إليها بأنها من بواقي الذكريات .. ومن بواقي أبطال المسرح السابقين .. وعند ذلك فقط يدرك الإنسان جيداً بأنه قد أخطأ في تهاون حسابات العداد في الماضي .. ثم يحاول أن يقر بالوقع .. ولكن ذلك إقرار عاجز يأتي متأخراً .. حيث لم يعمل لآخرة كأنه سيموت غداً .. وقد نفذت مخزون الأيام لديه حتى يمكن تلافي نتائج التهاون والإسراف .. وقد يحاول أن يلاحق ولكن تلك محاولة في المحك .. والسؤال يصبح عادلاً عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيم أبتلاه :
( رواه الترمذي من حديث بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
لا تزولقدم بن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وماذا عمل فيما علم ) .
والرسالات تصل للإنسان تباعاً .. من أوائلها هجمات البياض لمواقع السواد .. وبدايات الوهن بعد مراحل فتوة وشباب .. وتساقط عدة الأكل من الأسنان .. وشكوى العيون من ضعف الإبصار .. ثم انحناء اللعمود الفقري بعد الشكوى من طول الانتصاب .. ثم ترهل تلك الأرجل التي أخذت حقها كفاية من مشاوير اللهو والركض .. ثم مرحلة يشتكي فيها العقل من كثرة الزمن فيتعمد في النسيان .. ثم يتدرج ليدخل في مرحلة عدم العلم بعد العلم .. ثم هناك تلك العيوب الكبرى عيوب أرذل العمر .
يقول تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ( سورة الحج آية رقم 5 ) .
ويقول تعالى : ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ) [ الروم : 54 ] .
فنستعيذ بالله أن نرد إلى أرذل العمر .. فنكون بذلك عالة على من يتكفل .. فاقدين الحول والقوة في قضاء حاجات كانت مقدورة .. وفاقدين الحرص لعورات كانت مستورة .. وفي عمل حسنات كانت مبذولة . وطاعات كانت مسبوقة .
( ثبت في صحيح البخاري عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه: كان يعلم بنيه هؤلاء الكلمات كما يعلم المعلم الغلمان الكتابة ويقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ منهن دبر الصلاة اللهم إني أعوذ بك من الجبن وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر ) .[/size]
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى