- باربيمراقب عام
- عدد المساهمات : 11902
نقاط : 28065
التقيم : 14
تاريخ التسجيل : 30/10/2011
المزاج : رائق
هديه صلى الله عليه وسلم في إصلاح الطعام الذي يقع فيه الذباب
السبت نوفمبر 19, 2011 1:05 am
في هديه في إصلاح الطعام الذي يقع فيه الذباب،وإرشاده إلى دفع مضرات السموم بأضدادها
في الصحيحين من حديث أبي هريرة ، أن رسول الله قال : ( إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه ، فإن في إحدى جناحيه داء والأخرى شفاء ) (1)
وفى حديث آخر لإبن قتيبة :
أن رسول الله قال : ( إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فامقلوه، فإن في أحد جناحيه سماً وفي الآخر شفاء وأنه يقدم السم ويؤخر الشفاء ) (2)
هذا الحديث فيه أمران : أمر فقهي ، وأمرطبي ، فأما الفقهي ، فهو دليل ظاهر الدلالة جدًا على أن الذباب إذا مات في ماء أو مائع ، فإنه لاينجسه ، وهذا قول جمهور العلماء ، ولا يعرف في السلف مخالف في ذلك . ووجه الإستدلال به أن النبي أمر بمقله ، وهو غمسه في الطعام ، ومعلوم أنه يموت من ذلك ، ولا سيما إذا كان الطعام حارًا . فلو كان ينجسه لكان أمرًا بإفساد الطعام ، وهو إنما أمر بإصلاحه ، ثم عدي هذا الحكم إلى كل ما لا نفس له سائلة ، كالنحلة والزنبور ، والعنكبوت وأشباه ذلك ، إذ الحكم يعم بعموم علته ، وينتفي لانتفاء سببه ، فلما كان سجب التنجيس هو الدم المحتقن في الحيوان بموته ، وكان ذلك مفقودًا فيما لا دم له سائل انتفى الحكم بالتنجيس لانتفاء علته .ثم قال من لم يحكم بنجاسة عظم الميتة : إذا كان هذا ثابتًا في الحيوان الكامل مع ما فيه من الرطوبات والفضلات ، وعدم الصلابة ، فثبوته في العظم الذي هو أبعد عن الرطوبات والفضلات ، واحتقان الدم أولى ، وهذا في غاية القوة ، فالمصير إليه أولى .
وأول من حفظ عنه في الإسلام أنه تكلم ﺑﻬذه اللفظة ، فقال : ما لا نفس له سائلة ، إبراهيم النخعي ، وعنه تلقاها الفقهاء - والنفس في اللغة : يعبر ﺑﻬا عن الدم ، ومنه نفست المرأة - بفتح النون - إذا حاضت ، ونفست - بضمها - إذا ولدت .وأما المعنى الطبي ، فقال أبو عبيد : معنى امقلوه : اغمسوه ليخرج الشفاء منه ، كما خرج الداء ، يقال للرجلين : هما يتماقلان،إذا تغاطا فى الماء.
واعلم أن في الذباب عندهم قوة سمية يدل عليها الورم ، والحكة العارضة عن لسعه ، وهي بمترلة السلاح ، فإذا سقط فيما يؤذيه، اتقاه بسلاحه ، فأمر النبي أن يقابل تلك السمية بما أودعه الله سبحانه في جناحه الآخر من الشفاء ، فيغمس كله في الماء والطعام ، فيقابل المادة السمية المادة النافعة ، فيزول ضررها ، وهذا طب لا يهتدي إليه كبار الأطباء وأئمتهم ، بل هو خارج من مشكاة النبوة ، ومع هذا فالطبيب العالم العارف الموفق يخضع لهذا العلاج ، ويقر لمن جاء به بأنه أكمل الخلق على الإطلاق ، وأنه مؤيد بوحي إلهي خارج عن القوى البشرية.وقد ذكر غير واحد من الأطباء أن لسع الزنبور والعقرب إذا دلك موضعه بالذباب نفع منه نفعًا بينًا،وسكنه ، وما ذاك إلا للمادة التي فيه من الشفاء ، وإذا دلك به الورم الذي يخرج في شعر العين المسمى شعرة بعد قطع رؤوس الذباب ، أبرأه .
==================
(1) " إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه ، فإن في إحدى جناحيه داء والأخرى شفاء ". الراوي: أبو هريرة - المحدث: البخارى - المصدر: صحيح البخارى - الصفحة
أو الرقم: 3320 - خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
(2) " إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فامقلوه، فإن في أحد جناحيه سماً وفي الآخر شفاء وأنه يقدم السم ويؤخر الشفاء " الراوي: - المحدث: ابن قتيبة - المصدر: تأويل مختلف الحديث - الصفحة أو الرقم: 429 - خلاصة حكم المحدث: صحيح
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى