- angelالمدير العام
- عدد المساهمات : 8871
نقاط : 14094
التقيم : 6
تاريخ التسجيل : 27/10/2011
الموقع : عمان
المزاج : إذا ضبطت نفسك متلبساً بالغيرة "على " إنسان ما فتفقد أحاسيسك جيداً فقد تكون في حالة " حب " وأنت "لا تعلم"..
القصــة العجيــبة المرعبـــة ؟..؟؟؟
الإثنين ديسمبر 05, 2011 12:01 am
القصــة العجيــبة المرعبـــة ؟..؟؟؟
( القصـة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
( القصـة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
يقول الشاب : قصتي ( حدث ) ذات يوم .. والحدث عادة رهن بزمن ومكان .. ولكن قد يفلت الحدث أحياناً ويتجرد من المكان والزمان .. وهناك دائماً في أعماقه صوت يتردد ويلح .. وأحياناً يتحاور معه .. ولكن بغير لفظ أو لسان .. والحوار يمتزج أحياناً بلوم وعتاب .. ثم ضمير يشتكي من هموم .. وقد يدوم الحوار ويدوم .. حتى أصبح الحال إدماناً يستوجب العلاج .
هو في سلم الحياة قد تخطى العقدين بقليل .. وقد أدى مشواره في دروب التلقي والدراسة بجدارة .. وتخرج ثم كان الأمل في خطوة أخرى هي لازمة .. وذاك مسار ونهج تفرضه الحياة لكل من يشاطر سنه .. والأمل الذي أصبح الشغل الشاغل هو أيجاد وظيفة تناسب مقدراته الأكاديمية والذهنية .. وتستمر قصته بصحبة صوت الأحزان الذي يصر على نهج التوبيخ .. ويعيد السيرة من جديد .. وقد كلت وملت أقدامه في البحث عن تلك الوظيفة .. وبالرغم من كثرة محاولاته فإن الدروب أغلقت أمامه .. وبالتكرار عرفت أقدامه مواقع الدواوين الحكومية والمؤسسات والشركات .. ولكن حظه نام يوم مولده .. ولم يكتب حظه في لوح الأقدار .. وهناك صورة للوحة أخرى تزعجه وتعكر مزاجه .. لوحة كتبت عليها عبارة ( لا توجد وظائف خالية لدينا ) .. وتلك لوحة عادة تعلق عند المداخل وفي غرف الاستقبال .. فيا لها من لوحة تزعج المشاعر وتعكر الأمزجة .. أحياناً عينه ترى اللوحة فيكذبها ثم يتجرأ ويدخل لكي يقابل موظف الاستقبال .. ولكنه عادة يؤيد اللوحة ويكذب الزائر المرفوض .. فيخرج منهم خائباً خاسراً .. معركة أصبحت لازمة في درب حياته اليومية .. ثم هو يعيد الكرة في مواقع أخرى كثيرة .. والنغمة السائدة هي تلك التي تقولها اللوحة اللعينة .. ثم الصدود المبطن من موظفي الاستقبال .. ثم بعدها مشوار الأوبة الخائبة إلى المنزل كالعادة .
وذاك صاحبنا يأخذ نفساً عميقاً ليواصل مشوار قصته .. ولكن هذه المرة يصر القدر أن تكون الرواية خالية من روتين الأبعاد المكانية والزمنية .. ففي ذات ( يوم ) هو يوم يفقد الأوصاف .. ويفقد الإحساس .. وتتمرد فيه الجوارح عن الطاعة .. وتستسلم لمشيئة الأسرار .. لبس ثيابه كالعادة وأخذ أوراقه الثبوتية التي تقول عنه .. والتي تصدق أقواله .. والتي ترفع من شأنه وقيمته .. فخرج في مشوار البحث عن العمل الشريف .. ثم ركب أقدامه حيث خلت جيوبه .. وهي عادة خالية لأنها تبذل أكثر مما تأخذ .. وبدأ يطوف بالمؤسسات والشركات .. وكالعادة كانت كل مرة تلك اللوحة اللعينة .. وتلك النغمة البغيضة .. ولكن عزيمته كانت عالية في ذلك اليوم .. وهمته كانت في قمة النشوة .. وكأنه على وشك الوقوع في بركة حظ .. ثم فجأة لمحت عينه لوحة لم تصدقها العين في البداية .. ثم عاودت النظرة تلو النظرة .. فإذا هناك بلوحة مغايرة .. لوحة تحكي نغماَ غير تلك المعهودة .. لوحة كتبت عليها عبارة ( هـنا توجد وظائف خالية ) .. وعلقت في الشارع العام بالخط العريض أمام أحدى الدور .. وكان المبني عادياً يماثل منزلاً متطرفاً .. الباب كان مفتوحاً على الشارع حيث غرفة الاستقبال .. وفي لمحة البصر دخل إلى المكان .. وعينه لا تصدق الحدث .. وهناك في غرفة الاستقبال وجد ثلاث شبان يجلسون .. وهم في نفس سنه وعمره تقريباً .. واللمحة تؤكد أنهم طلاب وظيفة كحاله .. أحدهم يقرأ في جريدة .. والأخر يعبث بموبايله الخاص .. والثالث كان أشد حرصاً من الآخرين .. حيث طلب منه الجلوس والانتظار لأن موظف الاستقبال لم يتشرف بالحضور بعد .. فجلس في مقعد خال .. وهو لا يكاد يصدق .. ثم بسرعة عاوده ذلك الصوت .. صوت الأحزان من الأعماق .. ويقول له هل دنت لحظات السعادة ؟؟ .. ثم تاه في الخيال مع عرض ووقفة طويلة مع النفس .. وذكريات الماضي التي كشفت شريط المعاناة في مشوار الحياة .. وقد مرت السنوات والشهور وهو في ذلك الحال .. والأمر ليس لذات يجتهد من أجل البقاء .. ولكن هناك آخرون .. ذلك الشيخ الوقور الذي بلغ ما بلغ من مشوار الحياة .. وتلك الأم التي أعيتها الأسقام والسن .. وإخوة صغار هو يكبرهم وأخوات .. وهم في أمس الحاجة إلى الدعم منه والمساندة حتى يكملوا المشوار . تنبه فجأة عندما لاحظ أن أحد الزملاء من الجالسين تسلل خلسة وخرج من الغرفة .. فأصبحوا ثلاثة .. ثم بطريقة ملفتة للنظر قام آخر ثم خرج مسرعاً .. ولحقه الثالث الذي أغلق الباب الخارجي بطريقة عفوية .. فأصبح وحيدا في تلك الغرفة .. وتنبه إلى واقع الحال فأخذ يتجول بنظرته إلى المكان .. فلاحظ أن الغرفة قد تغيرت وتحولت بقدرة قادر إلى صالة طويلة .. صالة شبيه بتلك العنابر في المستشفيات .. وهناك شخص يرقد فوق سرير ومغطى بالكامل .. وكأنه جثة هامدة .. والغطاء بياض ناصع من الكتان .. ثم فجأة بدأت تظهر نقاط حمراء على غطاء الجثة عند موضع الرقبة .. ثم أخذت تلك النقاط تتساقط على الأرض .. وتكون بركة دموية صغيرة ..
فقام فجأة من مكانه وركض لخارج الغرفة محاولاً الهرب ولكنه وجد الباب مغلقاً بإحكام .. فأخذ يقاوم بشدة لفتح الباب .. ولكن كانت المفاجأة عندما فتح الباب تلقائياً ودخل منه خمسة رجال .. أجسادهم عملاقة .. وكأنهم يمارسون رياضة رفع الأثقال .. كانوا في حالة تأهب وغضب شديد .. فأشار أحدهم بأصبعه إليه .. وقال ( هذا هو الشاب الذي ذبح أخاك !!! ) .. فنظر إليه آخر تتطاير الشرر من عينه .. ثم تقدم نحو الجثة وأزاح الغطاء .. فإذا بجثة صبي في عمر الزهور ومذبوح ذبح الشاة في رقبته .. فزمجر الرجل المفتول العضلات وتقدم نحوه في غضب شديد وهو يصيح قائلاً : أأنت فعلت هذا بأخي ؟؟؟ .. ثم أخرج خنجراً كان يخبأه وأقسم بأنه سوف يذبحه بالمثل .. وهو يحاول ويجتهد أن يوضح للجميع براءته ولكن لا أحد من الرجال يستمع إليه .. أو يريد التحقق من مزاعمه .. ثم أمر الرجل الأربعة الآخرين أن يمسكوا به ويرقدوه في سرير يتواجد بالغرفة .. فأرقدوه وأمسكوا بالأرجل وبالأيدي بشدة .. ثم تقدم الرجل ليأخذ ثأر أخيه وهو يقاوم ويصرخ بشدة .. ثم وضع الرجل الخنجر في رقبته وبدأ الخطوة في تحريك النصل أماماً وخلفاً .. وهنا تأتي نهاية القصة .. عندما تتعادل كفة الأبعاد وتبدأ خطوات الزمن من جديد .. حيث استيقظ الشاب فجأة من نومه .. وهو يتصبب عرقاً في جبينه .. ويختم قصته بالقول : ( تلك هي أسعد صحوة نوم صحوته طوال حياتي ) .
( القصـة للكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد )
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى