اقتحام السفارة البريطانية في إيران ضربة للرئيس أحمدي نجاد

[angelالمدير العام]

يعكس اقتحام مبنى السفارة البريطانية في طهران مدى تأزم العلاقات بين الجمهورية الإسلامية والغرب. لكن الشيء الذي يميز هذا الحادث، ويجعله صعبا على الفهم، هو أنه لا يصب في مصلحة أي جهة كانت، عدا الخصوم السياسيين للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.

ويؤكد هذا بايرام سينكايا، الخبير التركي في الشؤون الإيرانية، والباحث في مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية ، الذي يرى أن هذا العمل الاستفزازي يهدف إلى إضعاف كتلة الرئيس الإيراني في مجلس الشورى، وبالتالي الحد من تأثيره على السياسة الخارجية. فقد أصبح واضحا للعيان أن محمود أحمدي نجاد يسيطر بشكل شبه تام على السياسة الخارجية الإيرانية، وأن مجلس الشورى لا يملك أي تأثير على القرارات المتعلقة بالسياسة الخارجية الإيرانية. من هنا فإن الهجوم على السفارة، مثل أداة فعالة لتشويه سمعة الرئيس، واتهامه بالعجز عن إقامة علاقات طبيعية مع الآخرين.

وتعليقا على ذلك يقول رجب صفاروف، الخبير الروسي في الشؤون الإيرانية ، إن إيران ليس لها مصلحة في تدبير الهجوم. وأن عناصر تعمل لصالح أجهزة أمنية غربية اندست في صفوف تلك المسيرة السلمية، ونفذت هذه العملية الاستفزازية، بهدف تأزيم العلاقات الإيرانية مع الغرب. إذ كيف لنا أن نفهم أن تلك المسيرة السلمية، التي خرجت تخليدا لذكرى العالم النووي الإيراني مجيد شاهرياري، الذي اغتيل العام الماضي، تحولت بقدرة قادر إلى هجوم على السفارة البريطانية، أُحرقت خلاله أعلام بريطانيا وأمريكا وإسرائيل؟ ويضيف صفاروف أن الهدف من الاقتحام، هو إظهار إيران كبلد تنتهك فيه مبادئ القانون الدولي، وتهيئة الظروف لفرض مزيد من العقوبات. ويتابع المحلل قوله، صحيح أن الإيرانيين لا يحبون بريطانيا بسبب سياساتها الاستفزازية تجاه بلادهم، لكن الكراهية لا يمكن أن تذهب بهم إلى حد ارتكاب مثل هذه التجاوزات الخطيرة. ومن الواضح أن منظمي هذه الجريمة كانوا يقصدون إيقاع أضرار بالغة بالسفارة. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الجهات الرسمية الإيرانية أعربت عن أسفها لما حدث، واعتبرت أن ممارسات بعض المحتجين غير مقبولة، وتعهدت باتخاذ اجراءات تحقيق للوقوقف على حيثيات ذلك الحادث. وبالإضافة إلى ذلك أكدت السفارة الإيرانية في موسكو هذا الموقف. لكن من غير المرجح أن تكون هذه التصريحات كافية لمنع فرض مزيد من العقوبات على إيران. ويعبر رجب صفاروف عن قناعته بأن إيران تستطيع أن توقف جميع علاقاتها مع الغرب، وتستعيض عن ذلك بتطوير علاقاتها مع مجموعة "بريكس"، التي تضم (البرازيل وروسيا والهند والصين وجمهورية جنوب افريقيا)، علما بأن الصداقة مع هذه الدول لا تفرض على إيران مقاطعة بريطانيا، التي تعتبر المستورد الرئيسي للنفط الإيراني.

[angelالمدير العام]

اقتحام السفارة البريطانية في إيران ضربة للرئيس أحمدي نجاد
اقتحام السفارة البريطانية في إيران ضربة للرئيس أحمدي نجاد
اقتحام السفارة البريطانية في إيران ضربة للرئيس أحمدي نجاد
اقتحام السفارة البريطانية في إيران ضربة للرئيس أحمدي نجاد
اقتحام السفارة البريطانية في إيران ضربة للرئيس أحمدي نجاد