10 آلاف جندي يحاصرون حمص ومخاوف من مجزرة

[angelالمدير العام]

دعت بغداد امس النظام السوري الى قبول وتنفيذ المبادرة العربية لوقف العنف قبل فوات الاوان مؤكدة ان البديل العربي للحل سيكون التدويل، فيما ندد رئيس البرلمان العربي علي الدقباسي باستمرار ما وصفه «سياسة المهل» التي تنتهجها الجامعة العربية واعتبر ان ما يجري حاليا في سوريا «ابادة جماعية»، في حين كشفت مصادر في الجامعة عن محاولات عربية ودولية لإقناع الرئيس بشار الأسد بالتنحي مقابل إيجاد ملاذ آمن له وعائلته في دولة الامارات مع ضمان عدم ملاحقته قضائيا.

وقال هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي ان لجوء الجامعة العربية الى العراق لحلحلة الازمة السورية جاء بعد وصول مبادرة الجامعة الى «طريق مسدود»، مؤكدا ان بلاده ستحاول اقناع القيادة السورية بقبول المبادرة قبل فوات الاوان لان البديل سيكون تدويل الازمة. وشجع زيباري القيادة السورية على قبول وتنفيذ المبادرة قائلا ان مثل هذا التصرف سيكون مفيدا للسوريين وخصوصا مع عدم وجود تبلور لموقف دولي وبعكسه فان بدايات السنة القادمة ستكون حاسمة للقضية السورية. وقال زيباري «المبادرة العربية تجاه سوريا وصلت الى طريق مسدود.. والى مداها النهائي»، مؤكدا ان العراق سيقوم «باتصالات حقيقية» مع المعارضة لحثهم على قبول اتفاق سلمي يفضي الى حل الازمة كما قال ان العراق سيحاول اقناع القيادة السورية بضرورة انهاء العنف والبدء باجراءات اصلاحات. ورفض زيباري تسمية قوى المعارضة التي لدى العراق اتصالات معها لكنه قال انها من الداخل والخارج وانها «قيادات حقيقية».

وقالت صحيفة الصباح العراقية امس ان وفد وساطة عراقي يضم مسؤولين كبارا سيتوجه الى دمشق قريبا بعد منحه «تفويضا كاملا» من قبل الجامعة العربية.

وحذر رئيس البرلمان العربي علي الدقباسي الجامعة العربية امس من استمرار «سياسة المهل» التي تمنحها للسلطات السورية، معتبرا ان ما يجري حاليا في سوريا «ابادة جماعية». وقال الدقباسي «ما يحصل في سوريا ابادة جماعية ونناشد العالم ان يوقف النظام السوري عند حده ونناشد الجامعة العربية ان توقف سياسة المهل التي تمنح للنظام السوري، واحذر من انها تشجعه على مزيد من القتل»، داعيا الجامعة الى ان «تحسم الامر باتخاذ اجراءات في مقدمتها وقف آلة القمع والقتل ومحاسبة القتلة على الجرائم التي ارتكبوها.. ما يحصل في سوريا اعظم مما حصل في كوسوفو». ودعا الدقباسي المعارضة السورية الى توحيد مواقفها والتعامل باجندة واضحة بدلا من الخلافات، معتبرا ان التدويل شأن الشعب السوري ومسؤوليته.

ويعقد مجلس الامن الدولي، الاسبوع الحالي، وبطلب فرنسي، اجتماعا مغلقا للاستماع الى نافي بيلاي مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان لاطلاع المجلس على احدث التطورات التي تشهدها سوريا وبالاخص عمليات القمع التي تقوم بها السلطات السورية ضد المتظاهرين، متغلبا على اعتراض من روسيا والصين والبرازيل.

وقال مصدر دبلوماسي في الجامعة العربية ان الاجتماع الوزاري لبحث الملف السوري الذي كان مقررا امس في الدوحة الغي. واوضح المصدر ان الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي اقترح في الوقت نفسه عقد الاجتماع في الـ16 او الـ17 من كانون الاول في مقر الجامعة في القاهرة، غير ان وكالة الشرق الاوسط للانباء اكدت ان وزراء الخارجية العرب يجتمعون بالقاهرة نهاية الاسبوع الحالي لبحث الوضع في سوريا.

واكد مصدر مسؤول في الجامعة ان هناك محاولات عربية ودولية لإقناع الرئيس بشار الأسد بالتنحي مقابل إيجاد ملاذ آمن له وعائلته وضمان عدم ملاحقته قضائيا. وقال مستشار الأمين العام للجامعة خالد بن نايف الهباس لصحيفة «الحياة» امس «هناك محاولات لإقناع الأسد بالتنحي عن الحكم مقابل إيجاد منفى آمن له ولعائلته»، مشيرا الى ان هناك دولا عربية وعالمية «تتمنى أن يتنحى الأسد وأن هذه الدول ترغب في إيجاد حل للأزمة على غرار الحل للأزمة في اليمن». وأشار الى ان الجامعة العربية ليست طرفا في المحاولات، لكنها أحيطت علما بها. وقالت «الحياة» ان دولة الإمارات العربية المتحدة عرضت على الأسد استضافته وعائلته، وأن دولا كبرى قدمت ضمانات للاسد بعدم ملاحقته قضائيا في حال قبل التنحي عن الحكم وتسليم السلطة سلميا.

ميدانيا، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان 13 مدنيا قتلوا امس برصاص قوات الامن في حمص ودرعا وادلب، مشيرا الى حملة مداهمات نفذتها قوات الامن السورية في بلدة هجين في در الزور، قال انها «ترافقت مع اطلاق رصاص كثيف واسفرت عن اعتقال 13 مواطنا».