متى سأصبح امنيتك

[باربيمراقب عام]

[باربيمراقب عام]

وإرتطم المطر بسحاب ٍ كان يعبر الطريق..

فشرطي المرور

كان قد أعطى الضوء الأخضر لكليهما دونما ترتيب..

والقانون ينصُ في بنده الوحيد

بأن تــُسرع عند المنعطفات, ولا تترك كتفاً إلا وتحتك به

وإلا ستعود من جديد..

هي

مدينة السماء ..

جنونها يجعل خط الاستواء

مجرد ظل ٍ تركه إصتدامٌ ما..




ظن أنه لو إنتهز فرصة الطقس

وحمل مزماره نحو أسفل نافذةٍ إحتوت غرفتها

وسرد لوعته وإشتياقه , ودندن

ثم نقر ظهر الإيقاع بأصابع طواقةً الى دفء يديها

وأطال المكوث

ستخرج حينها حتما أحضانها لتحتوي هيام لحنهِ ..



مرَّ عامٌ هكذا..

بأسفل نفس النافذة مازال لحنهُ يخدش زجاج مكوثها

ومازال الطقس بنفس قوانينه الهمجية

والمطرُ عبر الأيام إستطاع إن يزن موقع إرتطامه جيداً

كي لا يـُـصاب الإيقاع بالنشاذ ..

نظر وعيناهُ إمتلئتا منها

وقليلٌ من اللاأدري دمعٌ أم مطر

يـُجاهدُ اليأس أن يــُحبط إصراره وتهوره

والأمل بمصباحه في هكذا عتمه

أصبح ضعيفا

وذاك الماكرُ المسمى إحباط

بدى ولكأنه الحضن الوحيد الذي سيبكيه في الأخير ..


وفجأة ً ..

سقط المزمار..

وصمت اللحن..

إلا رعشةً إحتكت ذات غناءٍ ببكائه

وبدت الأمطارُ لكأنها تصفق على خد الطريق

وصرخة الإستسلام أمهلت أنفاسه بـِـضع لحظات

لتفرغ ما تبقى له من هواء وتمضي..

لم تأتي

ولن تأتي..



ومرَّ عامٌ هكذا..

جرجر قدماه ُ بإتجاه العوده

ينوي التلاشي

الهروب من ضحكات القدر وشماتت الليل

الموت, إن أسعفتهُ باقي العزيمة المكسورة في أعماقه..

لا لون لأي شيئ

وكل شيئ خداعٌ للنظر


ولكأنه قد أبصر المطر الآن لأول مره منذ عدة أعوام!

تعـجّـبَ !! أكلُ هؤلاءِ قتلى؟!

من أي معركةٍ إرتميتم ؟

وبأي سيفً أقتلعت كل تلك الرؤوس؟!

في الأخير لستَ وحيداً بجرحك الغائر هذا

وإن كان عمقهُ يخترقك ليعبر من خلالك..


وبنفس الفجأة المعهوده..

إرتطم بكتفٍ عَـبَـرَهُ ذات شرود..

وسقط مزمار

ليس مُلكهُ, وإن تشابه الوشم في خاصرته

فمزماره قد ألقاهُ قبل عام..

إنحنى تأدُبـاً ليلتـقـطهُ

وبنفس زاوية الإقتراب إنحنى صاحب الكتفِ الأخرى

وفي لحظةٍ مــا..

يدانِ لآمستا نفس الوجع

لينال حينها المزمار الحضن المنشود..

إحدى اليدين لأصابع رجلٍٍ

نقرت ظهر لحنٍ يئس الشوق فيه تحقيق حلمهِ..

والأخرى ليدٍ كانت قبل عدة أعوام تقفُ بأمنياتها تحت نافذةً

إحتوت غرفتهُ خلفها..

تــُمسكُ بمزمار

وتــُمني النفس بأن تخرج أحضانهُ

لتدفن وجهها , كلها , كيانها

في أعماقه

فيسقطان كالمطر

[نورنائبة المدير العام]

لم أقترب إلا الى ذاتي حينمـا عرفتك ..
واستوحشت المكان بعدك..
تناولتك الحيـاة ..
واكتفيت بك..
وأعدت بناء ذاتي الوقع الى عمقـي والساس ..


تمنيت أمنيـات غريبة ..
تضحكني ..وعدم تحققها بلا شك يبكيني .

تمنيـت ان تأخذني الرياح ..أليك

أن ابقى طيفاً لا تعيقه الحواجز عن المرور ..فأصل إليك ..

أن اخترق جدراك ..وابقى بجوارك ..

تمنيت ان اسقط..
وأن افقد وعي بجانبك ..لعلي أحـظى بحضن أخيـر ..
بدرع يقيني هوس الفراق .ولو ببعض الامل ..

و امنيتي الاخيـرة .
لفظتها بدمعه ..

لذا ارفض أن اعيد سردها الان ..فأبكي ..
لديك كل الحرية في أن تقصيني ..
ولدي كل الحرية أن اصر على البقاء ..


ولتبقى أمنية اعيد تلاوتها كدعـاء
اراه قد يتحقق ..

لتبقى حلمي الذي يطوقني كقلاده
ويعزف على أوتار الامل..فاراقصك على أنغامه
طرباً وسرورا ..

لا يهمني ما تراه ولا ما أراه

بل كل ما يهمني الأن ..هي ضربات قلبي العنيفة لأجلك..
ورغبـة التأجيـل تاجلت ..وعدوت نحوك..
التهمك ..كما يلتهم ضياء القمر حلة الليل ..

هكذا ارسم سعادتي ..
واتمنى ان تدوم .لاهبها لك
لأهديها لك ولازفها عروسـة خجلى ..
تناظر حلمها الوردي ..

لن ارضـى تجزئتي اليك .
بل سأحملني جمـلة واحدة ..لا ابقى حلمـاً ان لم تراني حقيقة ..

أهتف اسمك ..لتتلون الحياة بلون آخر كلما هتفت به ..
فأجدني امسـك عصا ساحرة الحب ..احركها هزلاً .
.فنضحك سوياً لجنوننا الذى نخفى به الحب ..

مازلت اقبض على امنيتي الاخيـرة ..
وابوحها ..وجعاً ..

واصمت خشية أن القى لومـاً لن أتحمـله منك
واتســال وجلا ..
متى سأصبح امنيتك