كندا تطالب رعاياها بمغادرة سوريا فورا قبل 14 كانون الثاني

[angelالمدير العام]

اعلنت كندا امس انها تنظم عمليات لاجلاء رعاياها من سوريا وقالت ان الوضع "يزداد تدهورا"، داعية مواطنيها الى مغادرة ذلك البلد. وقال وزير الخارجية جون بيرد ان اوتاوا "اصدرت توجيهات الى مسؤوليها بالقيام بعملية اجلاء طوعية خلال الشهر المقبل" وفي الوقت ذاته تدعو الكنديين الى "مغادرة سوريا فورا باي وسيلة متاحة طالما لا تزال الخيارات موجودة". الا ان بيرد حذر الان من ان "الوضع المتدهور والعقوبات التي تفرضها الجامعة العربية على سوريا سيكون لها تاثير كبير على حركة النقل الجوي التجاري". واضاف ان المسؤولين الكنديين في دمشق قد لا يتمكنوا من تقديم وثائق السفر اللازمة لاي شخص يختار مغادرة سوريا بعد 14 كانون الثاني، كما ان وسائل النقل التجاري قد لا تصبح متوفرة بعد ذلك.

وفي التعاطي الدولي مع الازمة. قال مصدر بالخارجية الاميركية "هذا وقت ضغوط عربية كبيرة وهائلة" على روسيا والصين. واقترح المصدر، في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية إرسال وفد من جامعة الدول العربية إلى موسكو وبكين "على مستوى الوزراء وربما حتى الرؤساء". وأضاف "جامعة الدول العربية تستطيع فعل شيئين، على الأقل الشيء الأول، أن تفعل مثلما فعلت في ليبيا، عندما أعطتنا الضوء الأخضر للتدخل. كما تعرف، هذا دفعنا لنتحرك عن طريق قوات الناتو، وأبطلنا بالتالي اعتراضات روسيا والصين. الشيء الثاني، أن تواجه الدول العربية اعتراضات روسيا وسوريا مواجهة مباشرة".

من جانبه، دعا البرلمان الاوروبي الرئيس السوري بشار الاسد الى "التخلي عن السلطة فورا" ووقف "القمع الوحشي" للاحتجاجات. وفي قرار تبناه في ستراسبورغ، طالب بفرض عقوبات اضافية للاتحاد الاوروبي على دمشق "تتركز على النظام السوري لكنها تقلل الى الحد الادنى الانعكاسات السيئة على السكان طالما استمر القمع".

وفي السياق، دان وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في طرابلس "الجرائم اليومية بحق الانسانية" التي ترتكب في سوريا مطالبا برحيل الاسد. كما طلبت فرنسا من سوريا امس "احترام سلامة اراضي لبنان وسيادته" بعد دخول دورية سورية الى الاراضي اللبنانية الاربعاء ما اسفر عن سقوط جريحين

ياتي ذلك فيما اعلنت العراق عن وساطة ثانية لحل الازمة ، واعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان العراق سيرسل وفدا الى سوريا لطرح مبادرة عراقية تهدف الى فتح حوار بين المعارضة والحكومة للوصول الى نتائج مرضية للجانبين. وتابع المالكي ان "الولايات المتحدة واوروبا متخوفتان من مرحلة ما بعد نظام بشار الاسد لذا تفهموا المبادرة" العراقية. وكان علي الموسوي مستشار رئيس الوزراء العراقي اكد في وقت سابق ان السلطات العراقية دعت المعارضة السورية لزيارة بغداد بهدف القيام بوساطة بينها وبين النظام السوري، موضحا ان المعارضة ردت ايجابا على هذا الاقتراح.

في غضون ذلك، وصل إلى القاهرة امس مسئول سوري قادما علي طائرة خاصة من دمشق في زيارة غامضة لمصر كأول زيارة لمسئول سوري منذ تدهورعلاقة سوريا مع جامعة لدول العربية. وصرحت مصادر مطلعة بمطار القاهرة بأن المسئول هو ميخائيل سليم كاسوحة، مستشار بمجلس الوزراء السوري، وكان برفقته علي نفس الطائرة الخاصة علي

حامد الغتيت، القانوني المصري الشهير.

وتوقعت المصادر أن يحمل المسئول السوري ردا مهما من النظام السوري علي المبادرة العربية بشأن حل الأزمة السورية حيث قالت إن "توقيت زيارة المسئول مهم جدا حيث يأتي قبل ساعات من بدء اجتماع لوزراء الخارجية العرب لبحث الخطوات القادمة نحو النظام السوري في حالة استمرار رفضه التوقيع علي بروتوكول بعثة المراقبين العرب ".

ميدانيا، قتل33 شخصا بينهم 27 عسكريا .افاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان مقتل 27 عنصرا على الاقل من الجيش والامن السوري فجر امس في اشتباكات مع منشقين في محافظة درعا. من جهة اخرى افاد المرصد في بيان ثان عن ارتفاع عدد المدنيين الذين قتلوا الاربعاء الى 24 قتيلا، بعدما كانت الحصيلة السابقة تفيد عن سقوط 21 قتيلا، مشيرا في الوقت نفسه الى مقتل اربعة اشخاص تحت التعذيب ووفاة ثلاثة اشخاص متاثرين بجروح اصيبوا بها في وقت سابق.

وفي هذا السياق، ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير نشر امس واعتمد على شهادات جنود فروا من الجيش

ان قادة سوريين امروا باطلاق النار عشوائيا على متظاهرين عزل. وحددت المنظمة 74 قائدا أمروا او كلفوا بالقتل والتعذيب والاعتقالات غير لقانونية او تغاضوا عن عمليات القتل الموسعة والتعذيب والاعتقالات غير القانونية خلال مظاهرات عام 2011 ضد السلطات. وقالت "هذه الانتهاكات تمثل جرائم ضد الانسانية" داعية مجلس الامن الدولي الى احالة سوريا للمحكمة الجنائية الدولية.

وتابعت هيومن رايتس ووتش ان تقريرها يستند الى "اكثر من ستين مقابلة مع منشقين من الجيش والمخابرات السورية". واوضحت ان "جميع المنشقين الذين قابلتهم قالوا ان قادتهم اعطوهم اوامر مستمرة بوقف المظاهرات السلمية بأغلبيتها المنتشرة في شتى أنحاء البلاد بأي طريقة". وقالت ان المنشقين "قدموا معلومات تفصيلية عن مشاركة وحداتهم في

الهجمات والانتهاكات بحق المواطنين السوريين والاوامر التي تلقوها من القادة والمسؤولين في مختلف المستويات والمناصب".

وصرحت آنا نيستات نائبة مدير قسم الطوارئ في هيومن رايتس ان "المنشقين اعطونا اسماء ورتب ومناصب من اعطوهم الاوامر باطلاق النار والقتل". واكدت انه "لا بد من أن يتحمل كل مسؤول مذكور في التقرير بغض النظر عن رتبته او مستواه مسؤولية ما ارتكب من جرائم بحق الشعب السوري وعلى مجلس الامن ان يضمن المحاسبة باحالة الوضع في سوريا الى المحكمة الجنائية الدولية".

وقال عدد من المنشقين ان قادتهم أبلغوهم انهم تلقوا أوامر محددة من الاسد من بينهم قائد لواء قال ان الاوامر بالهجوم

على مدينة الرستن جاءت من الرئيس مباشرة. ونقل التقرير عن احد الجنود الفارين ويدعى امجد وخدم في درعا، قوله انه "تلقى اوامر شفهية مباشرة من القائد في وحدته بفتح النار على المتظاهرين في 25 نيسان". واضاف ان "قائد العميد رمضان رمضان قال (استخدموا النيران الثقيلة. لن يطلب منكم أحد تفسير استخدامها)".وتابع الجندي "في العادة يفترض بنا أن ندخر الطلقات لكن هذه المرة قال (استخدموا ما شئتم من الطلقات) وعندما سأله احدهم على من نطلق النار قال (على اي شيء امامكم)". واكد الجندي ان "نحو اربعين متظاهرا قتلوا في ذلك اليوم". وقالت هيومن رايتس ان "اقوال المنشقين لا تدع مجالا للشك في ان قوات الامن السورية ارتكبت انتهاكات موسعة وممنهجة، شملت القتل والاحتجاز التعسفي والتعذيب، كجزء من سياسة للدولة استهدفت السكان المدنيين وهذه الانتهاكات تعتبر جرائم ضد الإنسانية". وتابعت انها وثقت "عدة حالات لجأ فيها المتظاهرون وجماعات مسلحة من ابناء الاحياء السكنية الى العنف"، مشيرة الى ان "الهجمات المسلحة ضد قوات الامن من قبل منشقين عسكريين زادت الى حد كبير منذ ايلول". الا انها اوضحت ان "اغلب التظاهرات التي تمكنت من توثيقها منذ بدء الأحداث كانت سلمية".

[angelالمدير العام]

كندا تطالب رعاياها بمغادرة سوريا فورا قبل 14 كانون الثاني