سوريا : 25 قتيلا في «جمعة الزحف لساحـات الحرية»

[angelالمدير العام]

عواصم - وكالات الابناء

لم يفلح انتشار بعثة المراقبيين العرب بتغير سيناريو القمع والتنكيل الذي انتهجته السلطات السورية لسحق الاحتجاجات المناهضة لحكم الرئيس بشار الاسد طوال 10 شهور، ففي اول جمعة غضب منذ دخول المراقبون الى سوريا نزل مئات الاف الى الشوارع في «المدن الاحتجاج» والتي كان اكبرها في ادلب حيث تظاهر اكثر من 250 الف في «جمعة الزحف لساحات الحرية» ، ما حمل القوات العسكرية على التصدي لهذه التظاهرات بالرصاص الحي و «القنابل المسمارية» ليسقط 20 مدنيا على الاقل.

و»جمعة الزحف لساحات الحرية» هو الشعارالذي استخدمه نشطاء المعارضة لمظاهرات امس التي تمت الدعوة إليها لاظهار الغضب من بعثة المراقبين حيث يقول زعماء المعارضة أنها فشلت في وقف العنف الذي تشنه القوات الحكومية في المناطق المدنية. ووصف الناشط السوري عمر ادلبي وهو أيضا المتحدث باسم لجان التنسيق المحلية للمعارضة رئيس بعثة المراقبين العرب الفريق أول ركن السوداني الجنسية محمد أحمد الدابي بأنه ضابط بارز في نظام مشهور بقمع المعارضة أيضا. ويشكو زعماء المعارضة السوريين أيضا من أن هجمات القوات الحكومية زادت منذ وصول المراقبين في وقت سابق من هذا الاسبوع. ولم تنجح بعثة الجامعة العربية حتى الان في انهاء العنف في سوريا. وقال نشطون انه ليس لديهم أمل كبير في أن يحميهم المراقبون العرب لكنهم مازالوا يهدفون الى حمل الناس على النزول الى الشوارع اليوم بعد صلاة الجمعة.وقال نشط في حماة لم يرغب في ذكر اسمه «نعلم أن وجودهم هنا لا يعني أن اراقة الدماء ستتوقف. لكنهم سيرون على الاقل».

ورأت وزارة الخارجية الاميركية ان وجود المراقبين العرب يساعد المعارضة مع انه لم يسمح بوقف القمع في البلاد. وعبرت المتحدثة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند للصحافيين عن «قلقها» من الوضع في سوريا. وقالت ان «هناك مراقبين على الارض يلعبون دورا على مستوى معين ... الا ان العنف مستمر». واشارت الى المعلومات عن سقوط قتلى في حمص وحماة وادلب الاربعاء في وقت «كان المراقبون يحاولون التوجه» الى هذه المدن. واضافت «اذا ما تصفحتم موقع يوتيوب اليوم، بامكانكم مشاهدة صور رائعة لتظاهرة مطالبة بالديموقراطية في ادلب شارك فيها عدد لا باس به من الاشخاص بالتزامن مع زيارة المراقبين للمدينة .. اذا بوضوح، يبدو ان وجودهم اعطى مساحة للتعبير الشعبي».

بدورها، ، أشادت وزارة الخارجية الروسية ببعثة المراقبين وقالت ان تصريحاتهم «مطمئنة». وأضافت الوزارة في بيان «بالنظر الى التصريحات العلنية التي أدلى بها رئيس البعثة مصطفى الدابي الذي ذهب في أولى زياراته الى مدينة حمص... يبدو الوضع مطمئنا». غير ان رئيس البعثة الفريق أول محمد مصطفى الدابي اكد أن ما جاء منسوبا على لسانه لا أساس من الصحة ولا يمت إلى الحقيقة بصلة. وكانت تصريحات نسبت إلى الدابي ولاقت انتقادات قال فيها معقبا على ما رآه في سوريا « لم نر شيئا مخيفا». وذكر بيان الجامعة العربية امس أنه « في هذا الاطار، وحرصا من البعثة ولتفادي نقل تصريحات مغلوطة من أي جهة سيكون تصريح البعثة مكتوبا ليعمم على كافة وسائل الاعلام الاقليمية والدولية».

ميدانيا، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان «مظاهرات حاشدة ضمت اكثر من 250 الف متظاهر خرجت بعد صلاة الجمعة في 74 تجمعا كان اضخمها في مدينة ادلب وبنش واريحا وسراقب ومعرة النعمان وخان شيخون وكفرومة وكفرنبل وعدة بلدات وقرى ريف ادلب» التي يفترض ان يزورها مراقبو الجامعة العربية. واكد رئيس المرصد ان دبابات الجيش السوري سحبت من خان شيخون وسراقب تمهيدا لزيارة المراقبين العرب .

وتحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن سقوط اربعة قتلى «بينهم جنديان منشقان اثر كمين نصبته لهم القوات السورية قرب مدينة تلكلخ» في محافظة حمص. كما اشار الى ان قوات الامن السورية اطلقت الرصاص «لتفريق متظاهرين» في درعا ودير الزور . وذكرالمرصد ان 5 مدنيين قتلوا في درعا برصاص قوات الامن ، بينما اصيب 24 آخرون بجروح بـ»قنابل مسمارية» اتهم هذه القوات باستخدامها لتفريق عشرات الالاف من المحتجين خرجوا الى شوارع دوما. وكان المرصد ذكر ان «قوات الامن السورية المتواجدة في محيط مبنى محكمة مدينة دوما استخدمت القنابل المسيلة للدموع والقنابل الصوتية لتفريق عشرات الالاف من المتظاهرين والذين يستخدمون الحجارة للرد على قوات الامن»، مؤكدا في بيان «تدور الان اشتباكات عنيفة في مدينة دوما بين مجموعات منشقة وقوات الامن السورية». من جهة اخرى، قال المرصد ان «قوات الامن السورية اطلقت الرصاص الحي لتفريق متظاهرين خرجوا» من مساجد في عدد من مناطق ريف دمشق. وفي حماة، قال المرصد السوري ان خمسة محتجين على الاقل قتلوا برصاص الامن وأصيب أكثر من عشرين بجراح اثر اطلاق الرصاص من قبل قوات الامن في حي الحميدية والحاضر.

وتزامن استمرار العنف مع مواصلة المراقبين العرب لمهمتهم ، فقد ووصلت مجموعة من المراقبين امس إلى بلدة حرستا قرب دمشق وتحدثت إلى السكان المحليين، وقد زار المراقبون ادلب ودرعا، كما ذكر التلفزيون السوري. وقالت وكالة الانباء السورية (سانا) من جهتها ان «وفد مراقبي الجامعة العربية زار حي بابا عمرو بحمص ومدينة حرستا بريف دمشق ودرعا وحماة وادلب والتقى عددا من المواطنين».

على صلة، اعلن قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الاسد انه أصدر أمرا لضباطه بوقف كافة الهجمات على قوات الامن الحكومية الا في حالة الدفاع عن النفس لحين عقد اجتماع مع مراقبي الجامعة العربية. وقال الاسعد «لقد حاولنا التواصل معهم وطلبنا اجتماعا مع اللجنة وحتى الان لم يتحقق ذلك ولم نحصل على اية ارقام هواتف من اعضاء اللجنة التي طلبناها ولم يتصل بنا احد». واوضح قائلا «بعض جنودنا داخل سوريا يحاولون التواصل معهم ولكن حتى الان لا يبدو ان اعضاء اللجنة قد تم منحهم ما يكفي من حرية الحركة ليتمكن الجنود من لقائهم. المراقبون تم اصطحابهم من قبل بعض اعضاء الامن السوري»، مضيفا أن نحو 1500 من مقاتليه محتجزون ولا يمكن الوصول اليهم وعبر عن رغبته في معرفة ماذا حدث لهم.

[angelالمدير العام]

سوريا : 25 قتيلا في «جمعة الزحف لساحـات الحرية»