- angelالمدير العام
- عدد المساهمات : 8871
نقاط : 14094
التقيم : 6
تاريخ التسجيل : 27/10/2011
الموقع : عمان
المزاج : إذا ضبطت نفسك متلبساً بالغيرة "على " إنسان ما فتفقد أحاسيسك جيداً فقد تكون في حالة " حب " وأنت "لا تعلم"..
ميراث البنات .. حق شرعي .. يتم التغاضي عنه!
الثلاثاء يناير 24, 2012 8:17 pm
إحدى السيدات قالت ان والدها كان يمتلك قطعة ارض لا تقل مساحتها عن ثلاثين دونما في إحدى ضواحي العاصمة عمان ، وقد كان سعرها لا يقل بأي حال من الاحوال عن المليون دينار ، ولكن الذي حدث انه بعد وفاة والدها تفاجأت انه قام بتسجيل الارض اثناء حياته باسماء اخوانها الثلاثة ،ولم يترك لها اي شيء على الرغم من انها الابنة الوحيدة له ، واضافت هذه السيدة ان هذا الأمر سبب صدمة كبيرة لها ومع هذا فهي لا تحقد على والدها وتدعو الله ان يغفر له .
في العيد فقط
سيدة اخرى تروي قصتها مع ميراث والدها فتقول ان والدها توفي وكان يمتلك عمارة مكونة من ثمانية شقق ، وبعد وفاته بعدة شهور اجتمعت العائلة ومورست ضغوط كبيرة عليها هي وشقيقتها للتنازل عن حصصهن في الميراث لاشقائهن الاربعة مقابل وعود بأن هؤلاء الاشقاء سوف يكونون العون والسند لهن في قادم الايام ، وتضيف هذه السيدة انه مرت عدة اعوام على هذا الامر وانهن لم يعدن يرين اشقاءهن إلا في الاعياد خصوصا بعد وفاة والدتهن .
محطمة نفسيا
بينما كان الوضع مختلفا بعض الشيء عند سيدة أخرى ، حيث انها تزوجت ولكن لم يقدر لها ان تنجب مما سبب لها مشاكل كبيرة في الحياة ادت في النهاية الى طلاقها من زوجها ، وهكذا كان لا بد من العودة الى بيت والدها ولكن اين هذا البيت ؟ ففي حياة والدها تملّك اشقاؤها الذكور كل شيء بموجب عقود بيع وشراء ، ولأنها لم تكمل تعليمها ولا يوجد لديها عمل تعيش منه وجدت نفسها كالكرة يتقاذفها الاخوة بينهم بطريقة حطمتها نفسيا .
تذكير بالجاهلية
استاذ الشريعة في الجامعة الاردنية الدكتور محمد الخطيب ، قال ان ما يتم في بعض المجتمعات العربية ومنها المجتمع الأردني عندما يقوم بعض الآباء بحرمان بناتهم من الميراث ، وتسجيل كل ممتلكاتهم لأبنائهم من الذكور ، يذكرنا بالجاهلية التي جاء الإسلام ليطهر المجتمعات من عاداتها وتقاليدها البعيدة عن العدل والمساواة ، وبين الخطيب ان مثل هذا الأمر ينطوي على أبعاد دينية واجتماعية ، أما البعد الديني منها فهو مخالفتها الصريحة للنصوص القرآنية الواضحة في أن للمرأة حقوقاً في الميراث مثلها مثل الرجل ، ولا يقبل من المسلم مطلقاً أن يخالف أمر الله القاطع في هذا الأمر ، لأن هذا يعني أن فاعل هذه المعصية العظيمة يدعي ويزعم أنه أعدل من الله في حكمه ونصه ، ولهذا فإن المسلم الذي يتقي الله ولا يخشى إلا الله لا يمكن أن يقوم بهذه المعصية العظيمة المخالفة لشرع الله ، أما البعد الاجتماعي فيتلخص بأن هذا العمل سيؤدي بالضرورة إلى إيجاد الكراهية بين الأخ وأخته ، وهذا سينسحب بالتالي على أولاد الطرفين وتكون له نتائج خطيرة على تماسك المجتمع وترابطه .
مخالفة لشرع الله
اما الدكتورة فريال أبو عواد، الأستاذ المشارك في كلية العلوم التربوية والآداب - عمان فقالت: من ناحية شرعية لا يختلف اثنان على أن حرمان الإناث من حقوقهن في الميراث يعدّ مخالفة لشرع الله، فقد قال تعالى في سورة النساء « لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا» (آية رقم 7) ، فحرمان الإناث يعد من أفعال أهل الجاهلية، وقد جاء ديننا الحنيف لينصف الأنثى ويرد إليها حقوقها من إرث تركة والدها أو زوجها أو غير ذلك ، وربما يخلط بعضهم بين ما شرعه الله وبين ما هو سائد من عادات وتقاليد في مكان وزمان ما ، وهنا لا بد من التأكيد أن أحكام الشريعة واضحة في هذا المجال والآيات القرآنية الكريمة عرضت موضوع الميراث بشكل تفصيلي ، ولكن المشكلة في الأفراد الذين يخالفون ، وهم يعلمون يقيناً أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فلا يقولن قائل أننا لا نعرف ذلك أو أن هذا السلوك مرده إلى جهل من يقوم به.
رد الحقوق لأصحابها
وتؤكد الدكتورة أبو عواد في هذا الصدد دور الأسرة والآباء والأمهات تحديداً في ترسيخ بعض هذه الأفعال أو الموافقة عليها، فقد يلجأ بعضهم إلى توزيع تركته في حياته على أبنائه الذكور، أو يقوم بإعطاء الأنثى مبلغاً بسيطاً من المال مقابل أن تقوم بالتنازل عن حقها فيما بعد، وهذه ممارسات غير مقبولة ولها آثار سلبية على نفسية الأنثى وعلى علاقتها بأفراد أسرتها ، ومن جهة أخرى تشير الدكتورة أبو عواد الى أن إعطاء الأنثى حقها من الميراث فيه تأكيد لإنسانيتها وأنها أهل لاستحقاق المال وتملكه والتصرف به في الأبواب المختلفة ، كما انه يعمل على ترسيخ التماسك والتكافل الأسري بشكل خاص والمجتمعي عموماً، وهذا يساعد على ترسيخ مبدأ العدالة الاجتماعية ، لذا فلا بد من تعزيز الوعي الديني والاجتماعي أولاً والقانوني أيضاً في موضوع الميراث، ولا بد من رد الحقوق إلى أصحابها ودعونا نلتزم بتقوى الله في ذلك، فتقوى الله تعالى قولاً وفعلاً في أرض الواقع هو مفتاح السعادة والفوز في الحياة الدنيا والآخرة على حد سواء وفي كل الأمور.
في العيد فقط
سيدة اخرى تروي قصتها مع ميراث والدها فتقول ان والدها توفي وكان يمتلك عمارة مكونة من ثمانية شقق ، وبعد وفاته بعدة شهور اجتمعت العائلة ومورست ضغوط كبيرة عليها هي وشقيقتها للتنازل عن حصصهن في الميراث لاشقائهن الاربعة مقابل وعود بأن هؤلاء الاشقاء سوف يكونون العون والسند لهن في قادم الايام ، وتضيف هذه السيدة انه مرت عدة اعوام على هذا الامر وانهن لم يعدن يرين اشقاءهن إلا في الاعياد خصوصا بعد وفاة والدتهن .
محطمة نفسيا
بينما كان الوضع مختلفا بعض الشيء عند سيدة أخرى ، حيث انها تزوجت ولكن لم يقدر لها ان تنجب مما سبب لها مشاكل كبيرة في الحياة ادت في النهاية الى طلاقها من زوجها ، وهكذا كان لا بد من العودة الى بيت والدها ولكن اين هذا البيت ؟ ففي حياة والدها تملّك اشقاؤها الذكور كل شيء بموجب عقود بيع وشراء ، ولأنها لم تكمل تعليمها ولا يوجد لديها عمل تعيش منه وجدت نفسها كالكرة يتقاذفها الاخوة بينهم بطريقة حطمتها نفسيا .
تذكير بالجاهلية
استاذ الشريعة في الجامعة الاردنية الدكتور محمد الخطيب ، قال ان ما يتم في بعض المجتمعات العربية ومنها المجتمع الأردني عندما يقوم بعض الآباء بحرمان بناتهم من الميراث ، وتسجيل كل ممتلكاتهم لأبنائهم من الذكور ، يذكرنا بالجاهلية التي جاء الإسلام ليطهر المجتمعات من عاداتها وتقاليدها البعيدة عن العدل والمساواة ، وبين الخطيب ان مثل هذا الأمر ينطوي على أبعاد دينية واجتماعية ، أما البعد الديني منها فهو مخالفتها الصريحة للنصوص القرآنية الواضحة في أن للمرأة حقوقاً في الميراث مثلها مثل الرجل ، ولا يقبل من المسلم مطلقاً أن يخالف أمر الله القاطع في هذا الأمر ، لأن هذا يعني أن فاعل هذه المعصية العظيمة يدعي ويزعم أنه أعدل من الله في حكمه ونصه ، ولهذا فإن المسلم الذي يتقي الله ولا يخشى إلا الله لا يمكن أن يقوم بهذه المعصية العظيمة المخالفة لشرع الله ، أما البعد الاجتماعي فيتلخص بأن هذا العمل سيؤدي بالضرورة إلى إيجاد الكراهية بين الأخ وأخته ، وهذا سينسحب بالتالي على أولاد الطرفين وتكون له نتائج خطيرة على تماسك المجتمع وترابطه .
مخالفة لشرع الله
اما الدكتورة فريال أبو عواد، الأستاذ المشارك في كلية العلوم التربوية والآداب - عمان فقالت: من ناحية شرعية لا يختلف اثنان على أن حرمان الإناث من حقوقهن في الميراث يعدّ مخالفة لشرع الله، فقد قال تعالى في سورة النساء « لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا» (آية رقم 7) ، فحرمان الإناث يعد من أفعال أهل الجاهلية، وقد جاء ديننا الحنيف لينصف الأنثى ويرد إليها حقوقها من إرث تركة والدها أو زوجها أو غير ذلك ، وربما يخلط بعضهم بين ما شرعه الله وبين ما هو سائد من عادات وتقاليد في مكان وزمان ما ، وهنا لا بد من التأكيد أن أحكام الشريعة واضحة في هذا المجال والآيات القرآنية الكريمة عرضت موضوع الميراث بشكل تفصيلي ، ولكن المشكلة في الأفراد الذين يخالفون ، وهم يعلمون يقيناً أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، فلا يقولن قائل أننا لا نعرف ذلك أو أن هذا السلوك مرده إلى جهل من يقوم به.
رد الحقوق لأصحابها
وتؤكد الدكتورة أبو عواد في هذا الصدد دور الأسرة والآباء والأمهات تحديداً في ترسيخ بعض هذه الأفعال أو الموافقة عليها، فقد يلجأ بعضهم إلى توزيع تركته في حياته على أبنائه الذكور، أو يقوم بإعطاء الأنثى مبلغاً بسيطاً من المال مقابل أن تقوم بالتنازل عن حقها فيما بعد، وهذه ممارسات غير مقبولة ولها آثار سلبية على نفسية الأنثى وعلى علاقتها بأفراد أسرتها ، ومن جهة أخرى تشير الدكتورة أبو عواد الى أن إعطاء الأنثى حقها من الميراث فيه تأكيد لإنسانيتها وأنها أهل لاستحقاق المال وتملكه والتصرف به في الأبواب المختلفة ، كما انه يعمل على ترسيخ التماسك والتكافل الأسري بشكل خاص والمجتمعي عموماً، وهذا يساعد على ترسيخ مبدأ العدالة الاجتماعية ، لذا فلا بد من تعزيز الوعي الديني والاجتماعي أولاً والقانوني أيضاً في موضوع الميراث، ولا بد من رد الحقوق إلى أصحابها ودعونا نلتزم بتقوى الله في ذلك، فتقوى الله تعالى قولاً وفعلاً في أرض الواقع هو مفتاح السعادة والفوز في الحياة الدنيا والآخرة على حد سواء وفي كل الأمور.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى