جدي وجدتي ملوك الرومانسيه

[باربيمراقب عام]

[باربيمراقب عام]

جدي وجدتي ملوك الرومانسيه

[نورنائبة المدير العام]

جدتي أم فارس تستيقظ في الصباح الباكر تجهز الماء لجدي لكي ينهض لصلاة الفجر جماعه في المسجد , وبكل هدوء تجلس بالقرب من رأسه تلاعبه بكل حنان وبصوت خافت تنادي عليه يا أبا فارس انهض يا تاج راسي قبل أن تفوتك صلاة الفجر , يفتح جدي عينيه فيرى الابتسامه العريضه من جدتي يحس بأنه في الجنه , اول شيء يفتح عينيه ليراه هي تلك الابتسامه التي تبث الراحه والسعاده والتفاؤل علما بأن جدي لم يكن ليظهر اي علامات تدل بأنه سعيد ومتفائل ينهض من الفراش يذكر الله يقول لجدتي صباح الخير يا قمري العزيز فتحمر وجنتي جدتي وتذهب بنظرها الى الجهه المقابله من الخجل .
يخرج جدي الى صلاة الفجر , تذهب جدتي لتلبس فستانها المخملي الجديد وتبدأ بتجهيز طعام الافطار وابريق من الشاي وابريق اخر من الحليب بعد ان تكون خبزت له خبزا ساخنا على الصاج , حيث كان افطارهم الرئيسي هو اللبن والسمن وبعض الاحيان الجبن ولكن هذه الاشياء كانت بالنسبة لهم من أشهى الاكلات , يأكلون ويحمدون الله على هذه النعمه العظيمه وعلى نعمة الصحه التي معها يصبح لكل شيء مذاق رائع وفريد .
عاد جدي من الصلاة فوجد امامه قمرا يتلألىء يضيء وابتسامه تشرق مثل شروق الشمس , يراها جدي فيشعر بأنه حاز الدنيا وما فيها
يسلم جدي على جدتي ويرى الفستان المخملي ويبتسم دون اي تعليق , فتساله جدتي السؤال ذاته الذي اعتاد على سماعه , كيف تشوف الفستان علي يا ابو فارس ؟ ويرد جدي في كل مره نفس الرد والله قمر يا ام فارس وما يحتاج كلام , هنا ضمنت جدتي سهره رومانسيه اعدت عدتها منذ الصباح الباكر , يجلس جدي وجدتي لتناول الافطار وتناول الحليب والشاي ويتجهز جدي لكي يذهب الى عمله .
جدتي اعدت له كل ما يحتاج له من زواده ليأخذها معه فكان عمل جدي في بعض الأحيان في رعاية الشياه وبعض الاحيان في زراعة الارض والفلاحه , يخرج جدي من الباب وجدتي ورائه تدعو له بالتوفيق وان يفتح الله له ابواب الخير كلها ويبعد عنه شر الطريق , يخرج جدي متنحنحا مع برم شنبه الكبير مع نظره اخيره الى وجه جدتي المضيء بلا اي اضافات يكفي احمرار الخدود الذي يشع مثل البدر المنير , يهز جدي براسه دليلا عن الرضى على جدتي .
وفي المساء يعود جدي من العمل فيجد استقبالا حافلا وكأنه العيد , اعتادت جدتي على مثل هذا الاستقبال الحافل وهذه الكلمات الرائعه يا هلا ابو فارس نورت البيت يا سندنا وعزوتنا , جدي ابو فارس يتنحنح ويبرم الشنب ويرد على جدتي يا اهلا يا ام فارس الله لا يحرمنا من نورك في المنزل , يجلس جدي وسرعان ما تأتي جدتي بالماء وجاط خاص كي تقوم بغسل اقدام جدي ليزول منها تعب الوقوف وعند اول لمسه من يدي جدتي لأقدام جدي تعود له الحياه من جديد ويعود نشيطا وكله حماس ليقضي بقية يومه بنشاط وسعاده , يجلس جدي وجدتي يتسايرون ويتحدثون عن امور مختلفه عن العمل وعن البيت وعن الاهل والجيران وفي المساء تأتي جدتي بالقهوة يتقهوى الاثنين وهذه الليله لا خروج لزيارة احد , تقوم جدتي الى سطح المنزل وتجهز الفراش واللحاف المصنوع من صوف الاغنام وتضع الماء بجانب الوساده وتذهب الى جدي وتخبره بأنه جهزت الفراش اذا ما اراد النوم , يستعد جدي للنوم فتلحق به جدتي فتجهز له كل شيء ثم تقوم بتغطيته والجلوس قليلا عند راسه تلاعب ما تبقى من شعرات رأسه ثم تنظر اليه بكل رومانسيه وتقول له هل تحتاج الى شيء بتركك لترتاح وتهم بالنهوض فيقول لها جدي الى اين تذهبين , تقول جدتي انت اكيد تعبان وبحاجه لترتاح , جدي الواثق من نفسه يقول لها لا انا نشيط ولا اشعر بالنعاس تعالي ادخلي داخل اللحاف اخاف عليكي تبردي , فتدخل جدتي بكل خجل الى داخل اللحاف .
وفي الصباح الباكر وقبل ان يصيح الديك تقوم جدتي لتجهيز الماء لجدي لكي يتوضا ليصلي صلاة الفجر في المسجد ويبدأ معها يوم جديد يمتلىء اشراقا وتفائلا وسعاده .
هكذا كانت رومانسية جدي ابو فارس مع جدتي ام فارس فهل تبقى منها شيء هذه الأيام ؟ , اترك الأمر لكم للحكم