تقييم مدربي الأندية الأوروبية (2): ماسيميليانو أليغري

[باربيمراقب عام]

تستمر سلسلتنا في تقييم عمل مدربي كبريات الأندية الأوروبية ، وبعد أن قمنا بتقييم عمل أنطونيو كونتي بطل الدوري الإيطالي نقوم اليوم بتقييم عمل مدرب الوصيف ماسيميليانو أليغري :

يمكن اعتبار مدرب نادي ميلان الإيطالي بطل الموسم الماضي أكثر المدربين إثارة للجدل في إيطاليا هذا الموسم لأن قسماً من المراقبين يراه السبب في خروج الفريق خالي الوفاض وقسم آخر يرى أن الظروف البدنية والتحكيمية عاكسته بشكل كبير إلا أنه قد قدم عملاً كبيراً مع الفريق اللومباردي يستحق عليه الإشادة .

حتى نكون منصفين فإن عمل أليغري واجه صعوبات عديدة هذا الموسم أوّلها الإصابات الكثيرة التي ألمت بالفريق والتي لولاها فإن النتائج كانت لتختلف كثيراً،وهذه الأصابات التي كانت تحدث قبل المبارايات وأثناءها أفقدت المدرب العديد من الأوراق التكتيكية ، وقد ترافق هذا الأمر بضغط مباريات كبير مابين دوري وكأس ودوري أبطال مما نتج عنه إرهاق كبير للاعبين غير المصابين ومحدودية في الخيارات التكتيكية في المواجهات الحاسمة .

لكن مسألة الإصابات هذه تبقى جدلية ، فإن كان بعض الإصابات خارجاً عن الإرادة كإصابة كاسانو القلبية وإصابة غاتوزو في عصب العين فإن الإصابات الأخرى عادية وقد يكون سوء التحضير سبباً لها ، كما أن إصابة تياغو سيلفا الحاسمة كانت بسبب أليغري وحده ودون سواه حين أدخله في مباراة روما وغاب بعدها ولم يعد حتى نهاية الدوري وما تخلل ذلك من مباريات أهمها مواجهتا برشلونة الذي خسر بهما الميلان بأخطاء دفاعية كبيرة .

على الأداء الفني كان الشكل التكتيكي للفريق ثابتاً طوال الموسم حيث لعب بخطة ٤-٣-١-٢، وهذا الثبات وإن أعطى الفريق الشخصية ومنحه بعض الاستقرار إلا أنه قلل من مرونته التكتيكية ، وهو ما انعكس سلباً على الفريق الذي عانى من الإصابات وبالتالي لم تتوفر دائماً مجموعة اللاعبين القادرة على تخديم هذه الخطة ، وقد لاحظنا هذا الأمر في مركزين تحديداً هما مركز الارتكاز الذي تضرر كثيراً بغياب بوميل وأيضاً مركز صانع الألعاب الذي كان يتناوب عليه أكثر من لاعب كروبينيو وسيدورف وإيمانويلسون وبواتينغ وفعلياً لم ينجح أي منهم في أداء هذا الدور بالشكل المطلوب ففي بعض الحالات كان من الأفضل اللعب بخطة الشجرة أو خطة ٤-٤-٢ الكلاسيكية وهو ما كان يحدث أيام أنشيلوتي عندما كان يعاني من مشاكل الإصابات التي تعتبر مشكلة مزمنة ، باختصار لم يكن يتمتع أليغري بالغنى التكتيكي المطلوب لمواجهة الحالات الطارئة حيث أن إصراره على نفس الشكل التكتيكي جعله يدخل عديد المباريات بلاعبين غير مناسبين فتمكن الفريق الخصم من عزل صانع الألعاب وفصل الوسط عن الهجوم وتشكيل ضغط كبير على الدفاع ليخسر الفريق الكثير في أوقات حاسمة .

أكبر سلبية يمكن أن نلوم بها أليغري هي مسألة التأخر بالتبديل أثناء المبارة وقد لوحظ هذا الامر كثيراً في مسيرة هذا المدرب مع الفريق، لكن أكثر المرّات وضوحاً كانت خلال إياب الدور ربع النهائي أمام برشلونة فلم يبدل حتى تأخر بفارق هدفين ليدفع الثمن غالياً كون التبديل لم ينفعه لأن الفريق خسر القدرة على استعادة زمام المباردة من الكتلونيين .

مسألة الذهنية هي مثار جدل كبير كذلك حيث أن الفريق استلم زمام المبادرة أكثر من مرة واستطاع التقدم بفارق ٤ نقاط عن اليوفنتوس لكنه خسر هذه الأفضلية وعاد فخسر الدوري بعدها، ولكن حجة الإصابات كانت حاضرة أيضاً حيث أثّر افتقاده للعامل البشري على قدرات فريقه البدنية وبالتالي الذهنية .

بالمجمل يستحق أليغري علامة تتراوح مابين ٦‪.٥ و ٧ ،فهو قد وصل للدور ربع النهائي وخرج بشكل جدلي كما أنه خسر الدوري بشكل جدلي نتيجة الإصابات والهفوات التحكيمية …لكن معدنه الحقيقي سيظهر في الموسم القادم لأنه مطالب ببناء فريق شبه جديد والمنافسة على الألقاب بعد عملية النزوح الجماعي للمخضرمين ، فإن لم ينجح فسيخسر منصبه بكل تأكيد.