الاحتلال صادر 1367 دونما في شرقي القدس منذ بداية العام

[angelالمدير العام]

قالت منظمة التحرير الفلسطينية أمس إن سلطات الاحتلال الإسرائيلية صادرت 1367 دونما في شرقي القدس ومحيطها لصالح الأنشطة الاستيطانية منذ بداية العام الجاري. وذكرت دائرة العلاقات الدولية في المنظمة، في بيان صحفي لها، أن سلطات الاحتلال أقرت بناء 734 بؤرة استيطانية في المدينة المقدسة والمستوطنات التي تطوقها «في إطار مخططاتها الاستعمارية الإحلالية لحسم معركة القدس من جانب واحد، من خلال القوة وتشريع القوانين التي تخدم تلك السياسة». واعتبرت الدائرة أن ما يجري من عمليات استيطان في القدس الشرقية «جريمة حرب وإرهاب دولة تقوم به الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل، لتهويد المدينة وضمها لجعل تنفيذ أي حل سياسي غير ممكن». ورأت أن المجتمع الدولي «يمارس إلى الآن سياسة تسامح وغض بصر عن الممارسات الإسرائيلية والاندفاعة الاستيطانية الهوجاء في مدينة القدس، والتي أعطت الاحتلال قوة إضافية لتسريع استيطانه وتهويده للمدينة وتهجير سكانها الشرعيين بهدم منازلهم ومصادرة هوياتهم وبناء جدار الضم والتوسع». وشددت الدائرة على أن العالم وعلى رأسه مجلس الأمن الدولي مطالب باتخاذ قرارات ملزمة لإسرائيل كقوة احتلال للتوقف عن تلك السياسات «المنافية للقانون الدولي والإنساني وقرارات الشرعية الدولية التي تُجرم الاستيطان وتعتبره غير شرعي وغير أخلاقي».

وذكرت مصادر في حماس ان جيش الاحتلال اقتحم أمس مقر الصليب الاحمر في الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة واعتقل نائبا ووزيرا سابقا عن الحركة يعتصمان في مقر المنظمة منذ 572 يوما. وقال المصدر ان شرطة الاحتلال اقتحمت مقر الصليب الاحمر في القدس واعتقلت النائب محمد طوطح والوزير السابق في حكومة حماس خالد ابو عرفة. وكانت اسرائيل اتخذت قرارا بابعاد نواب حركة حماس المنتخبين عن مدينة القدس وهم محمد طوطح واحمد عطون واحمد ابو طير اضافة الى الوزير ابو عرفة. وابعدت اسرائيل عطون وابو طير الى رام الله. الا ان طوطح وابو عرفة لجآ الى مقر الصليب الاحمر في القدس واعتصما هناك منذ 572 يوما. ودانت السلطة الفلسطينية اعتقال الرجلين، معتبرة انه رد على طلبها الافراج عن كافة النواب المعتقلين فورا.

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات «ندين بشدة هذا الاعتقال». واضاف انه «رد رسمي اسرائيلي على رسالتنا المطالبه باطلاق سراح عزيز الدويك وكافة النواب المعتقلين ورد على مطالبتنا بالافراج الفوري عنهم». من جهتها، وصفت حركة حماس عبر موقعها الالكتروني اقتحام الشرطة الاسرائيلية لمقر الصليب الاحمر واعتقال المسؤولين بانه «قرصنة طالت مؤسسة دولية». واضافت ان هذا الاعتقال «دليل على عربدة الاحتلال وضربه بعرض الحائط لكل القوانين الدولية (...) وجريمة صهيونية مركبة تشكل اختراقا للحصانة البرلمانية للنواب وقرصنة طالت مؤسسة دولية». ودعت الحركة السلطة الفلسطينية الى وقف المفاوضات الجارية مع الجانب الاسرائيلي للبحث عن امكانية احياء المفاوضات، معتبرة ان هذه اللقاءات «شكلت غطاء لمزيد من جرائم الاحتلال بحق الشرعية الفلسطينية».

من جهة اخرى، قال عريقات «ابلغنا ممثل اللجنة الرباعية توني بلير والادارة الاميركية وقدمنا شكوى رسمية واعتراض على الممارسات الاسرائيلية التي نعتبر هدفها تدمير اي امل بعملية سلام حقيقية وجادة تقود الى حل الصراع في المنطقة على اساس حل الدولتين». وقال ان الجيش الاسرائيلي هدم أمس تسعة منازل في قرية العوجا قرب اريحا في الضفة الغربية. وتابع انه «استمرار لسياسة الحكومة الاسرائيلية التي تضرب عرض الحائط تدخلات المجتمع الدولي وتقول للعالم اننا لا نعير اي اهتمام لاي تدخل دولي ولا نعير اهتمام اهتمام لاي دور للمجتمع الدولي واللجنة الرباعية». ودعا عريقات اللجة الرباعية والمجتمع الدولي الى «اتخاذ خطوات عملية ضد سياسة اسرائيل وممارساتها في الاستيطان والاقتحام وهدم المنازل ومصادرة الاراضي وتدمير اي افق لعملية السلام».

وقال نواب فلسطينيون اعتصموا في مدينتي رام الله وغزة أمس إن اعتقال جيش الاحتلال لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز دويك مؤخرا يهدف إلى تخريب جهود تحقيق المصالحة الداخلية. وطالب النواب، خلال اعتصامين لهما قبالة مقر المجلس التشريعي في رام الله وآخر قبالة مقر الصليب الأحمر الدولي في غزة، بتدخل فوري من المنظمات الحقوقية والدولية للضغط على إسرائيل من أجل الإفراج عن دويك وكافة النواب المعتقلين.

واعتقلت قوات الاحتلال فجر امس 9 مواطنين فلسطينيين بعد مداهمة مناطق في محافظات نابلس وطولكرم وبيت لحم. وذكرت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال دهمت مدن جنين وطولكرم ونابلس وبيت لحم وسط اطلاق نار كثيف واعتقلتهم. وتشن قوات الاحتلال يوميا حملات دهم واعتقال تطال عشرات الفلسطينيين في مدن وبلدات الضفة الغربية بحجج وذرائع متعددة.

تزامن ذلك مع خروج المستوطنين في مسيرة ضخمة، جابوا خلالها طرقات وأسواق البلدة القديمة في مدينة القدس، في حين أجبرت شرطة الاحتلال أصحاب المتاجر على إغلاق محلاتهم لتأمين المسيرة. وقال شهود عيان ان أكثر من 200 مستوطن خرجوا في المسيرة وهم يحملون الأعلام الاسرائيلية ويقرعون الطبول، كما شكلوا حلقات للرقص والغناء، وأدوا طقوسهم الدينية الخاصة على بعض أبواب المسجد الأقصى من الخارج.