سوريا تحسم معركة «ضواحي دمشق» وتتعهد باحباط «سياسات الفوضى»

[angelالمدير العام]

استعادت القوات السورية السيطرة على ضواحي العاصمة دمشق وذلك بعد ان تمكنت القوات الحكومية من صد المسلحين الذين سيطروا على الضواحي بعد ثلاثة ايام من المعارك اسفرت عن مقتل 100 شخص على الاقل.

وقال ناشطون وسكان ان القوات السورية سيطرت سيطرة كاملة على حمورية والضواحي الشرقية الاخرى بعد ان اقترب المسلحون من دمشق ولم يفصلهم عنها سوى ثمانية كيلومترات. وكان نشطاء سوريون قالوا ان القتال انحسر بحلول الليل بعدما بسطت وحدات عسكرية نظامية سيطرتها على التجمعات الحضرية المتاخمة للمنطقة الزراعية المعروفة باسم غوطة دمشق وتراجع الجيش السوري الحر.

وأعلنت السلطات السورية «القضاء على عدد كبير من الإرهابيين والقبض على عدد اخر والعثور على كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات بينها أسلحة أمريكية وإسرائيلية» بعد ان قامت»الأجهزة المختصة خلال الأيام الثلاثة الماضية بعملية نوعية في مناطق دوما وحرستا وسقبا وحمورية وكفر بطنا «.

في المقابل، قال أحد النشطاء ويدعى كمال بالهاتف «انسحب الجيش السوري الحر الى أطراف الضواحي. كتائب الاسد تنفذ اعتقالات وتنهب المنازل». وأضاف أنه تم اعتقال 200 شخص في ضاحية حمورية وهي واحدة من ثلاث ضواح كانت بؤرة الهجوم العسكري الذي بدأ السبت. وقال اخر من عين ترما «الضواحي خاضعة لحظر تجول غير معلن. فتح متجر للبقالة صباح هذا اليوم وجاء الجنود وضربوا صاحبه وأجبروه على الاغلاق»، واضاف اخرون ان سكان بعض الضواحي الشرقية فروا في سيارات بعد ان سمحت لهم القوات المتقدمة بذلك.وتقول الحكومة السورية انها تمشط الغوطة بحثا عن «ارهابيين». وتضيف أنها تقاتل انتفاضة يقودها متشددون مدعومون من الخارج قتلوا الالاف من قوات الجيش والامن.

وتكثفت اعمال العنف ايضا في المناطق القريبة من العاصمة دمشق. وقال ناشطون ان الضاحية الشمالية الشرقية للعاصمة محاصرة ويتمركز فيها جنود خلف متاريس لا حصر لها من اكياس الرمل في حين ينتشر جنود آخرون عند مداخل المدن لمراقبة السيارات والتدقيق في الهويات.

وبمحافظة ريف دمشق وتحديدا في بلدة رنكوس المحاصرة منذ سبعة ايام والتي تبعد 40 كلم عن دمشق، قامت قوات النظام بـ»تفجير منازل بعيد خروج سكانها منها» . وقال المتحدث باسم تنسيقية رنكوس ابو عمر في اتصال هاتفي خلال وجوده خارج البلدة «هذا الصباح، بدأوا بتفجير البيوت بعد تفخيخها بالمتفجرات، بينما كان السكان يهرعون للخروج منها». واضاف «انهم يحرقون بعضها ويستخدمون الديزل لذلك، واحيانا ينهبونها قبل تفجيرها. انها عمليات انتقام». وقال «ليغيثنا العالم. نحن نموت».

على صلة، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان اربعة اشخاص قتلوا امس برصاص الجيش في محافظة ادلب. في حين قتل 10 اشخاص معظمهم من النشطاء وأقاربهم وأصابت 15 اخرين بجراح حينما تسبب قصف الجيش في انهيار مبنى في الرستن. وفي درعا جرت العديد من التظاهرات المناهضة للنظام وشارك آلاف الاشخاص في تشييع جنازة احد القتلى مطالبين باسقاط النظام .

من جهته، اعلن المجلس الوطني السوري «يوم حداد وغضب عام» امس بعد سقوط حوالى مئة قتيل الاثنين بينهم بينهم 55 مدنيا و41 من العسكريين المنشقين. وقال المجلس في بيان «لقد شن النظام الدموي (الاثنين) حملة قتل وإرهاب واسعة أدت إلى استشهاد 100 سوري بينهم أطفال ونساء وأفراد أسرتين كاملتين في حمص والرستن، مستخدما الدبابات والاسلحة الثقيلة في قصف الأحياء المدنية في حمص وحماة وريف دمشق والغوطة الشرقية».واضاف انه قرر بالتنسيق مع قوى «الحراك الثوري» اعلان الثلاثاء «يوم حداد وغضب عام على ضحايا المجازر الوحشية «.

ساسيا، رفضت سوريا انتقادات امريكية وغربية لدمشق وقالت انها ستهزم ما سمته محاولات اجنبية لنشر الفوضى وذلك بعد ساعات من قول البيت الابيض ان على الدول القبول بفكرة انتهاء حكم الاسد وان تمتنع عن مساندته في مجلس الامن.

ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء «سانا» عن مصدر بوزارة الخارجية قوله «لا نستغرب من غياب الحكمة والعقلانية لهذه التصريحات ونأسف انها ما زالت تصدر من دول اعتادت ان تجعل من الشرق الاوسط ساحة لحماقاتها وتجاربها الفاشلة ونؤكد ان سوريا المتجددة التي تدافع اليوم عن نفسها ضد الارهاب وستستمر.. ستكون الاستثناء الذي اسقط في السابق وسيسقط اليوم سياسات الفوضى التي تعتمدها هذه الدول».

ورغم الآلة الحربية التي يستخدمها النظام بلا هوادة منذ بداية الاحتجاجات ، فان المجتمع الدولي لم يتوصل الى اتفاق حول سبل الخروج من الازمة.

يستعد مجلس الامن لمواجهة حول سوريا فيما تتقدم وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الجهود الغربية لحث روسيا على دعم مشروع قرار يدعو الى وقف العنف. وستطالب كلينتون ووزيرا خارجية فرنسا الان جوبيه وبريطانيا وليام هيغ مجلس الامن بالتحرك لتبني مشروع قرار يندد باعمال القمع في سوريا وتحقيق عملية انتقال سياسي في غضون 15 يوما.

ويحاول دبلوماسيون أمريكيون اقناع روسيا بأن هدف الاجراء الذي تدعمه الولايات المتحدة بشأن سوريا ليس تبرير تدخل عسكري في المستقبل لاسقاط الاسد بل لاظهار تضامنا دوليا مع حل سياسي يقوده العرب لانهاء الحملة القمعية الدامية التي يقودها ضد معارضيه. وقال المسؤول الامريكي الكبير» نأمل ان تصغي روسيا لمن هم في المنطقة. نحن نحاول اقناع الروس بأن التعويل على الاسد ليس في صالحهم واعتقد انهم بدأوا يعتقدون بذلك. الاسد يسقط». لكن المسؤول صرح بأنه حتى الولايات المتحدة التي تركز على المسار الدبلوماسي ستكون غير مستعدة لاستبعاد الخيار العسكري تماما، مشيرا الى ان الهدف يظل تحقيق «تحول سياسي سلمي». غير ان هذ المسؤول قد اقر بأنه على الرغم من ان موقف الاسد «يزداد يأسا». الا ان المعارضة مازالت منقسمة على الصعيد العسكري رغم المكاسب الاخيرة وانها غير مستعدة لشن حملة مثلما حدث في ليبيا.

ويدعو مشروع القرار المطروح في الامم المتحدة النظام السوري الى الوقف الفوري لاعمال العنف ضد المتظاهرين، كما يدعو المشروع الرئيس بشار الاسد الى تسليم «جميع سلطاته الى نائبه» وبعد ذلك تشكيل حكومة وحدة وطنية تقود الى «انتخابات شفافة وحرة تحت اشراف عربي ودولي»، ويؤكد النص كذلك على عدم التدخل العسكري الخارجي في النزاع الدائر في سوريا.

في المقابل فان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لن يتوجه الى نيويورك لحضور الاجتماع الذي سيبدأ بعرض يقدمه الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني. وسيستمر حوالى ثلاث ساعات. واعتبرت روسيا ان اعتماد مشروع القرار في الامم المتحدة حول سوريا الذي عرضه الغربيون ودول عربية يمكن ان يؤدي الى حرب اهلية في البلاد. وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ان «مشروع القرار الغربي في مجلس الامن لا يصب في اتجاه تسوية. ان فرضه سيمهد الطريق امام حرب اهلية».

وعلى الرغم من تأكيد غاتيلوف على معارضة موسكو لمسودة القرار فانه لم يهدد صراحة باستخدام حق النقض «الفيتو» لمنعه. غير ان وكالة ايتار تاس للانباء نقلت عن لافروف قوله في أستراليا امس ان روسيا لن تسمح أبدا لمجلس الامن الدولي بالموافقة على القيام بعمل عسكري في سوريا.» واضاف» اذا رفضت المعارضة السورية الجلوس الى طاولة المفاوضات مع النظام فماذا هو البديل.. القصف.. مررنا بذلك من قبل. لن يوافق مجلس الامن على هذا أبدا.. أضمن لكم هذا».

[angelالمدير العام]

سوريا تحسم معركة «ضواحي دمشق» وتتعهد باحباط «سياسات الفوضى»